أليس سعينا في الحياة هو لتقصي المعنى. هرباً من العبث وضياع الوقت وزوال القيمة. أليس الإبداع ؛هو كتابة، رسم، مسرح وسينما... هو وسيلة للمعنى. لكن هل غموض النص/ العمل يعيق المعنى. هل المعنى ضروري في النص أو التشكيل. أم أن التأمل، التذوق والتفاعل هي أدوات الكشف عن الوجه الآخر للمعنى. هل تأويل القارئ يضيف لجماليات النص ويسبر كهوف معناه ويفض أقفال سره. أم يضلله ويبعده ويشوهه وينفيه أو يفنيه في غياهب الفوضى والعبث؟
هل يجب على المبدع فرض رؤيته أم ترك النافذة مشرعة لاحتمالات التأويل، هل النص لقطة كاميرا أم رؤية مركبة معقدة؟ فالباحث مثلاً يبحث عن الحقيقة. هو يبدأ بفرضيات ويتتبع خطوات المنهج وتسلسل الحجج المنطقية لإثباتها أو العكس. أما المبدع فيتيح للمتذوق مساحة المشاركة والتحليل بهدف الوصول إلى المعنى الكلي الشامل. والمعنى ليس واحدا. هناك مراتب للمعنى. المعنى الأولي والتالي والمتناهي. السطحي والعميق.
لكن هل يصل المعنى وإلى أي مدى، وهل يصل نقياً أم ضبابياً... وهل نجاح العمل مرتبط بذلك. ومن يحدده. هل الكاتب أم القارئ. المخرج أم المشاهد... ثم هل المعنى سؤال أم إحساس أم حقيقة... ولماذا نفترض وجوب الاتفاق عليه. أليس صحيحاً أنه لو كل الجمهور اتفق على الفيلم. يعني ذلك فشله. بينما لو تباينت الرؤى يعني نجاحه. وكذلك الكتاب. المسرحية. اللوحة... أم أن النقطة المحورية هنا هي صياغة الخطاب... خطاب المؤلف. الفنان. المخرج؟!