No Script

خواطر صعلوك

انتهاء زمن «الكاتب الكبير» !

تصغير
تكبير

أعتقد أن كل كاتب يكتب شيئاً ما وينشره للعلن، عنده هذا السؤال:
- هل سأصير يوماً (الكاتب الكبير )؟
سواء أكان روائياً أو شاعراً، كاتب مقال أو كاتب بوستات في وسائل التواصل الاجتماعي.


وكان هذا سؤالي أيضاً حتى قال لي يوماً أحد الصحافيين المخضرمين:
- يا حبيبي يا محمد... الناس لن تذكر لك سوى مقال واحد في السنة... والباقي للاستمرار فقط.!
في النهاية هناك حجة تقول إن كل كاتب ينشر - سواء كانت رسالته هي أنه يكتب لنفسه أو يكتب لإصلاح الأوضاع السياسية أو الاجتماعية - هو في النهاية يسعى لمزيد من الانتباه والتحلق حول ما يكتب، ومزيد من التعليقات والرتويتات والانتشار... لسبب بسيط وهو كونه «الكاتب»، وحق مشروع له أن يتم تداول أفكاره.
هي ذات الحجة التي يستخدمها كل من يقوم بتصوير «لايف ستوري» من الفاشينستات أو غير ذلك من الأصدقاء... ولكن مع تغيّر المسميات.
ولا شك أن فعل الكتابة أصبح مُشاعاً بين الناس عبر مرحلتين كبيرتين، الأولى عبر مطبعة «غوتنبيرغ» عام 1447م والتي ساعدت على تداول الكُتب ثم الصُحف بين المهتمين، وسمحت هذه المرحلة الأولى بوجود الكتاب الكبار التي يتذكر الناس مقالاتهم في الصحف...أما المرحلة الثانية فكانت عبر شبكة الإنترنت عام 1990م، والتي تطلب التفاعل المستمر بين كل الناس عبر القراءة والكتابة، بيد أن هذا التفاعل المستمر يَغرق كله بسبب الكم الهائل لمواد وسائل إعلامية تزاحمه ولا يظهر منها الرصين بقدر ما يظهر منها الجانح، وقد يعتبر التأثير على المجتمع بالكلمات شبه مستحيل في الوضع نفسه، ليس لأن المجتمع لا يقرأ أو يشاهد بل لأن المجتمع غارق في القراءة والكتابة والمشاهدة فسرعان ما ينسى ما قرأه لأن عقول الناس مغمورة بالمواد الهائلة التي يتعرضون إليها... لذلك فالقراءة والكتابة لن يساعداك كثيراً في هذا العصر تحديداً... وربما أيضاً - والأهم من ذلك - أنه انتهى عصر «الكاتب الكبير»... وأصبح هناك كُتاب متنوعون ومتعددون، ولم يعد هناك مفاضلة بينهم، فكلهم جيدون، وكلهم رائعون... ولكن لا أحد منهم «الكاتب الكبير».
إن جميع الكتاب مثل أصحاب الدكاكين... يتحلق حول كل دكان مجموعة من المتفقين مع الأفكار والآراء المعروضة وطريقة العرض... أما الكاتب «المول» الجامع لما تفرق... فقد انتهى زمنه.
@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي