No Script

في الصميم

استجواب وزير التربية... والتوقيت الخاطئ!

تصغير
تكبير

عندما لم ينه وزير التربية العام الدراسي الحالي، نظراً للظروف الحالية التي تمر بها البلاد، كان من المؤكد أن لديه بعد نظر، فلم يتسرع باتخاذ القرار في إنهاء العام الدراسي، والذي يتوقف عليه مصير الطلبة التعليمي، وله علاقة بمستقبلهم بالدرجة الأولى، فالتاريخ المهني لوزير التربية الحالي يشهد له في جميع المحافل التعليمية والتربوية بالإنجازات، وهي شهادة راسخة في وجه كل من يشكك في أدائه، خصوصاً في ما يتعلق بإنهاء العام الدراسي.
مع التنويه إلى أننا لم نكن نرغب في وضع مقارنة لأداء الوزير والإنجازات التي حققها في مقابل الحدث الأخير!، فما الذي يمنعه من إنهاء العام الدراسي بقرار لا يستغرق منه ثواني معدودة، وأيضاً ما الذي يمنعه من اختصار كل تلك الأصوات والمطالبات من كل الجهات في البلد، كي لا يضع نفسه في مرمى النقد والهجوم من قبل من لا يحسن التقدير في المنظومة التعليمية، ويقوم بإنهاء العام الدراسي، ويجلس في بيته مرتاح البال بعدما يغلق الباب في وجه أي أصوات من هنا وهناك هو في غنى عنها؟، لا شك أن وجهة نظر الوزير في القرارات التي يتخذها من واقع مركزه المسؤول، وهي محل اعتزاز وتقدير كبيرين.
ومن ناحية أخرى، يجب ألا تكون المطالبة بإنهاء العام الدراسي، بمثل هذه الطريقة، كونها تدخل في عمل وزير التربية، والتي لا يمكن الانصياع لها، فما ورد من تهديد بالاستجواب في مجلس الأمة، ومن خلال محور وحيد يتم لهذا الغرض، جاء في التوقيت الخاطئ وغير المناسب، وذلك في ظل انشغال الحكومة - بل والعالم بأكمله - في مواجهة جائحة كورونا، والإجراءات التي تتبعها الحكومة في محاربتها.
وتعقيباً على الاستجواب المزمع التقدم به نقول: رغم أننا نقدر الحق البرلماني للنائب في دوره الرقابي وحرصه في هذا الصدد وفقاً للحق الذي منحه له الدستور، إلا أن هذا الاستجواب هو في غير مكانه الحالي، والأَولى كان إلقاء الضوء على أمور أكثر أهمية في خضم مواجهة الوباء الذي يواجهه العالم اليوم.
ومن جانب آخر، نقول إن قرار وزير التربية لم يأت من فراغ، بل نتيجة لإجماع وتوافق بين كل من قام باستشارته ومن دون اتخاذ القرار بشكل منفرد، وذلك من واقع المسؤولية التي تقع على عاتقه في حفاظه على مستقبل أبنائه الطلبة، كما أنه صرح في الفترة الأخيرة بما يفيد بأن القرار كله قابل للمناقشة وإعادة النظر، وذلك وفقاً لما تراه وزارة التربية مناسباً لمصلحة أبنائها الدراسية وبما ينفعهم.
نسأل الله عز وجل أن يزيل الغمة وأن يرفع الوباء والبلاء، ونتقدم لجميع المخلصين في هذا البلد سواء من الأخ النائب مقدم الاستجواب أو من وزير التربية وغيرهما، لحرصهم الشديد على مستقبل وصحة أبنائنا الطلبة. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي