رجاء الجداوي... رحيل «برنسيسة» الفن والأناقة

برحيل الفنانة المصرية المتألقة رجاء الجداوي، تطوى صفحة من صفحات الفن الجميل والأناقة.
فـ«الربنسيسة»، خريجة «الفرانسيسكان»، والحائزة على لقب ملكة «جمال القطن» عام 1958... صدمت محبيها بخبر رحيلها، بعدما أكثروا لها من الدعاء طوال أكثر من 40 يوماً.
لم تكن الفنانة وعارضة الأزياء والمترجمة، طيلة حياتها الفنية التي تربو على نصف قرن سوى أيقونة خلدت اسمها في عالم الموضة والفن الراقي.
أمس، وفي حضور لافت لنجوم الفن، وعدد كبير من جمهورها، ودع المصريون جثمان الفنانة رجاء الجداوي، إلى مقابر أسرتها، في منطقة البساتين، جنوب القاهرة، بعد أن غيبها الموت، في الساعات الأولى من صباح اليوم نفسه، عن 82 عاماً، إثر معركتها التي بدأت قبل 43 يوماً مع فيروس كورونا المستجد المسبب لـ«كوفيد ـ 19».
وبينما رافقت ابنتها أميرة حسن مختار، الجثمان الآتي من مستشفى العزل في الإسماعيلية، وهي المدينة التي شهدت ميلاد الفنانة القديرة، كان في استقبالها في منطقة مقابر البساتين، عدد من النجوم، في مقدمهم نقيب الممثلين أشرف زكي وإلهام شاهين والمذيعة بوسي شلبي ومنير مكرم، وفيفي عبده وشيماء سيف وزوجها ومحمد الشقنقيري، وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز.
وعقب وصول الجثمان، وعند بداية مراسم الدفن، انهارت ابنة الفنانة الراحلة ودخلت في نوبة من البكاء.
وكان لافتاً أن أفراداً من الطب الوقائي، ارتدوا بدلة واقية، أثناء حملها للقبر.
وقالت أميرة: «هنا لا بد أن أشكر الفريق الطبي، الذي حرص على رعايتها والاهتمام بها داخل مستشفى أبوخليفة بالإسماعيلية، وكل أصدقائها الذين سألوا عليها خلال الفترة الأخيرة، وكل من حضر اليوم، ومن غسلوها وكفنوها وصلوا على جثمانها، وربي يصبرني على فراقها».
وعن حالتها طبياً، في الساعات الأخيرة، قالت إن سبب الوفاة، هو توقف عضلة القلب أثناء وجودها على جهاز تنفس اصطناعي اختراقي داخل الرعاية الفائقة، وبعد أن تعرضت لانخفاض نسبة الأوكسجين في الدم بسبب تمكن فيروس كورونا من الرئة، ما أدى إلى توقف عضلة القلب وحاول الأطباء إنعاشه باستخدام جهاز الصدمات الكهربائية من دون استجابة، وكشفوا، أن نتيجة المسحة الأخيرة، قبل وفاتها بساعات قليلة، كانت إيجابية.
وأضافت المصادر، أن الفنانة رجاء الجداوي، تدهورت حالتها بصورة كبيرة فى الساعات الأخيرة، نتيجة كثرة التجلطات على الرئتين، وهو ما أدى لانخفاض كبير بنسبة الأكسجين بالدم، وتوقفت عضلة القلب تماماً، وذكروا أنها طلبت إبلاغ ابنتها، في وصيتها بالدفن في مقابر العائلة في القاهرة، وسط احترازات طبية من الطب الوقائي.
وقبل نقل الفنانة رجاء الجداوي إلى القاهرة، وصلت إلى مستشفى أبو خليفة للعزل الصحى بالإسماعيلية ابنتها أميرة وزوجها محمد هندي رجل الأعمال، وحفيدتها روضة، وتسلموا الجثمان من إدارة المستشفى، بعد الانتهاء من الإجراءات وتأدية صلاة الجنازة عليها، في ساحة المستشفى، وقامت عضو طاقم التمريض وتدعى فتحية بتغسيلها وتكفينها في نحو 90 دقيقة، بينما كان هناك أصدقاء يعدون المقبرة، لتدفن الجثة.

عزاء ورثاء
وما بين تصريحات لـ«الراي»، وبرقيات «عزاء ورثاء»، نعى عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب، وجهات أجنبية، رحيل الفنانة المصرية رجاء الجداوي.
وقالت حرم الرئيس المصري انتصار السيسي: «أنعى ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنانة القديرة رجاء الجداوي، والتي رحلت عن عالمنا اليوم، تاركة خلفها تاريخاً من الأعمال الفنية الراقية والصادقة، التي ستبقى باقية وخالدة في وجداننا وذاكرتنا للأبد، رحم الله الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي وتغمدها بواسع رحمته».
ونعت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم الفنانة الراحلة، وقالت إنها إحدى نجمات الزمن الجميل ونموذجاً للفن الجاد، ونجحت بحسها الراقي في خلق شكل مميز للأدوار التي لعبتها طوال تاريخها الفني الممتد، مؤكدة أن أعمالها ستبقى علامات خالدة في ذاكرة الإبداع.
كما نعى المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي وجميع عضواته وأعضائه وفاة الفنانة القديرة الراحلة، وذكروا أن الوسط الفني فقد نجمة من أبرز نجمات السينما المصرية والعربية، وتاريخها حافل بالأعمال الفنية المهمة التي سوف تظل خالدة في أذهان جمهورها.
وقال نقيب المهن التمثيلية في مصر الدكتور أشرف زكي لـ«الراي»: «فقدنا فنانة بدرجة قديرة، فقدنا عزيزة وغالية على قلوبنا، وأعمالها الإنسانية ماثلة أمامنا، ومسيرتها الفنية ثرية».
وفيما قال الفنان عمرو دياب «إنا لله وإنا إليه راجعون، خالص عزائي لوفاة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، رحمها الله وألهم أهلها الصبر والسلوان»، قالت ياسمين عبدالعزيز: «البقاء لله يا طيبة يا جدعة يا غالية علية... أنت في مكان أحسن... ربنا يرحمها يا رب».
وقالت الفنانة إلهام شاهين لـ«الراي»: «رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، هي إنسانة رقيقة وطيبة».
وقالت الفنانة دلال عبدالعزيز لـ«الراي»: «فقدت أنا وميرفت أمين، الضلع الثالث في مثلث علاقاتنا الإنسانية، ربنا يرحمها». وقالت الفنانة فيفي عبده أثناء الدفن: «فقدنا قيمة فنية كبيرة، وهي الآن إلى مكان أفضل».
كما قدمت السفارة الأميركية في القاهرة خالص تعازيها لعائلة الفنانة المصرية وللملايين من جمهورها في مصر وحول العالم.
وذكرت في بيان لها: «ننعى مع المجتمع الفني المصري والعربي خسارة نجمة السينما والتلفزيون والمسرح والراديو التي جلبت الأناقة والتفاني لفنها على مدار ستة عقود».
ونشرت السفارة مجموعة من الصور للراحلة في مراحل مختلفة من مسيرتها الفنية.
وقالت الصفحة الرسمية لديزني على «فيسبوك»: «صوت آخر أسعد الملايين من محبي ديزني يغادر عالمنا... انتقلت إلى رحمة الله تعالى الفنانة المصرية القديرة رجاء الجداوي بعد معاناتها مع فيروس كورونا عن عمر يناهز 82 عاماً». وأضافت الصفحة: «شاركت الفنانة رجاء الجداوي في عام 2004 في بطولة النسخة العربية من فيلم ديزني الكلاسيكي (مزرعة في خطر)، وقامت بأداء صوت بقرة هانم».

حسين المهدي لـ «الراي»: أتمنى عرض «عرس الجن» في الكويت

منذ 6 ساعات

«قيثارة الخليج»... خطاكِ السو

منذ 6 ساعات

حكاية 43 يوماً مع الفيروس

| القاهرة ـ «الراي» |

قبل 43 يوماً تقريباً، وتحديداً في 23 مايو، أعلنت الفنانة المصرية رجاء الجداوي إصابتها بفيروس كورونا، وأنها قررت دخول المستشفى لإجراء الفحوصات، لتبدأ مشاهد متعددة ومتنوعة مع فيروس كورونا المستجد، خلال هذه الفترة الصعبة.
ـ 24 مايو: أول تحليل كشف عن إيجابية الحالة لدى الفنانة.
ـ 28 مايو: بدأت إشاعات الوفاة تطاردها، وهو ما أثر على حالتها النفسية.
ـ 31 مايو: اضطراب أولي في حالتها الصحية، بسبب ارتفاع درجة حرارتها، مع قلق في حالة التنفس ومستوى الأوكسجين.
ـ 2 و3 يونيو: اضطراب شديد في حالتها الصحية ونقلت إلى العناية المركزة في العزل الصحي، من دون أن توضع على جهاز التنفس.
ـ 7 يونيو: خضعت لحقن بـ«بلازما المتعافين»، نظراً لخطورة حالتها.
ـ 12 يونيو: خضعت لتحليل ثان، وتبيّن أيضاً أنه إيجابي.
ـ 19 يونيو: خضعت للمسحة الثالثة، وأيضاً كانت النتيجة إيجابية.
ـ 20 يونيو: بداية مرحلة جديدة من التدهور في الحالة الصحية، وهنا وضعت على جهاز تنفس اختراقي.
ـ 24 يونيو: فقدت الوعي، وانخفضت نسبة الأوكسجين بالدم 55 في المئة، وأصيبت بصعوبة في التنفس.
ـ 3 يوليو: فجأة حدث تحسن في الحالة الصحية، وعادت لوعيها.
ـ 4 يوليو: في ساعة متقدمة، خضعت لـ«مسحة رابعة»، وتبين أنها أيضاً إيجابية.
ـ 5 يوليو: الوفاة عند الساعة الخامسة صباحاً.

محطات...

 | القاهرة ـ من سهير عبدالحميد |

كانت المحطات في سيرة ومسيرة الفنانة الراحلة متنوعة، ما بين دراسة راقية وأعمال متنوعة، ومسابقات ملكات جمال وعروض أزياء وأعمال فنية.
فالفنانة رجاء الجداوي، والتي ولدت في محافظة الإسماعيلية، على بعد 140 كيلو متراً من القاهرة، العام 1938، انتقلت مع شقيقها فاروق إلى القاهرة لتقيم لدى خالتها الفنانة تحية كاريوكا، وتوالت محطاتها، ومن أهمها:
- درست في مدرسة الفرانسيسكان، في «وسط القاهرة»، حيث تعلمت اللغتين الفرنسية والإيطالية، وعملت في قسم الترجمة في إحدى شركات الإعلانات.
- عام 1958 شاركت في مسابقة «ملكة جمال القطن»، وحازت على اللقب. بعدها انتقلت إلى عالم الأزياء، لتصبح عارضة الأزياء الأولى في مصر، وانضمت لفرقة الفنانة تحية كاريوكا المسرحية.
- أول ظهور لها في السينما كان عام 1959، في فيلم «دعاء الكروان»، وفي العام نفسه، شاركت في فيلمي «غريبة»، و«نور الليل».
- في فترة الستينات، شاركت في أعمال منها: «إشاعة حب»، «مخلب القط»، «الضوء الخافت»، «الفرسان الثلاثة» و«القاهرة في الليل».
- عام 1970، تزوجت من حارس مرمى نادي الإسماعيلي والمنتخب المصري حسن مختار، ولها منه ابنتها الوحيدة أميرة.
- من أعمالها في السبعينات: «أصعب جواز»، ومسلسلات «القاهرة والناس»، و«الدوامة» وأفلام «زائر الفجر»، «أزواج طائشون» و«لا تبكي يا حبيب العمر».
ـ في الثمانينات قدمت «من يدفع الثمن» و«موعد على العشاء»، ومسلسلات «خطوات الشيطان»، «امرأة مختلفة» و«أهلاً بالسكان» وغيرها.
ـ شاركت في التسعينات في الكثير من الأعمال منها: «حنفي الأبهة»، «العقرب»، ومسلسلات: «مغامرات زكية هانم» و«قصر فوق الرمال».
ـ في العام 2015 شاركت في مسلسلات «أريد رجلاً»، «لما تامر ساب شوقية» و«يوميات زوجة مفروسة أوي» وغيرها.
ـ كان آخر أعمالها، في رمضان الفائت، مسلسل «لعبة النسيان».
ـ عملت في تقديم البرامج في الإذاعة والتلفزيون.