No Script

خواطر قلم

الثانويات... ومؤسسات الدولة!

تصغير
تكبير

«عقارب الساعة وفن إدارة الوقت».
كان هذا هو عنوان محاضرتي في ثانوية حمد الرجيب الخميس الماضي.
وفي كل محاضرة ألقيها في ثانوية أو متوسطة، أنوّه بأن المدارس من أهم الأماكن والبيئات التي تتم فيها التوعية العامة المقصودة لتعزيز قيمة إيجابية، أو التنبيه على سلوكيات وأفكار سلبية، والسبب أن البلد كله في المدارس فما من أسرة إلا ولها فرد أو أكثر فيها.
وسابقاً كان التلفزيون الحكومي والإذاعة الرسمية والجرائد المحلية كفيلة بتوصيل الرسائل المنشودة للناس، أما اليوم وفي ظل اكتساح ساخر وسريع لوسائل التواصل الاجتماعي، التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، وما حققته من الانشغال الدائم بما يسميه المختصون بـ «الإغراق الإدراكي»، فإن دور تلك الوسائل التقليدية والرسمية تقلص، زد على ذلك تشتت المتابعين، بسبب تعدد وكثرة وسائل التواصل الجديدة وتنوع اهتمامات المتابعين.
ولهذا فيمكن للدولة - من خلال المدارس - أن تحشد وتنظم وتعمم على كل المدارس خطابات وبرامج توعوية، من خلال مؤسساتها الرسمية وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
ومثال ذلك آفة المخدرات، العنف، أو العصبيات...
فمما يسر في هذا المجال تلك الأنشطة، التي يشارك بها أكاديميون من وزارات متعددة مثل الصحة والأوقاف ومن إحدى الكليات الجامعية ومن الداخلية، ويتم تناول موضوع واحد من زوايا متعددة.
مثل هذه الأنشطة والتعاون هو الذي أدعو إلى تنشيطه وتجديده، لما نحن فيه من مرحلة أن الأجيال تجاوزت الآباء والمدرسين والباحثين!
وبسبب ما نعانيه من واقع مزرٍ اليوم - وفي ظل ما تطالعنا به بيانات وزارة الداخلية أو أخبار الصحف، التي تكشف لنا جانباً مظلماً مؤلماً لواقع جيل الشباب اليوم، وانتشار سلوكيات لا أخلاقية بينهم، مثل تعاطي المخدرات والتدخين، وارتفاع معدلات العنف والاعتداءات على الغير - بات لزاماً وضرورة ملحة أن يتم التركيز على مثل هذه اللقاءات التوعوية بين المتخصصين وطلاب الثانويات والمتوسطة، لتعزيز القيم والمفاهيم التربوية السليمة ونزع ما لا يليق بأبنائنا من سلوكيات تؤذيهم وتؤذي المجتمع بأكمله.

@mh_awadi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي