No Script

من الخميس إلى الخميس

كنتُ أخشى من أعدائها!

تصغير
تكبير

بعث لي زميل من السودان الشقيق رسالة يقول فيها التالي: وزيرة النمسا تتحدث العربية، وممثل المغرب يتحدث بالفرنسية...
هذه الرسالة أثارت في نفسي حزناً بليغاً لأنه قبل أيام في اجتماع المنظمة الدولية للأمراض غير المزمنة، وقفت ممثلة العرب في منظمة أهلية - قام العرب بدعمها للوصول لهذا المنصب - وقامت بإلقاء خطابها باللغة الإنكليزية أيضاً، رغم أن الأمم المتحدة وضعت مترجماً للغات الخمسة، إحداها العربية.
ويا ليتها اكتفت بهذا، بل إنها في خطابها ضربت أمثلة لأسماء غير عربية، ولم تستعن بقيادي عربي في مجال الصحة رغم ما يحتويه تراثنا من عظماء في هذا المجال. وبعدها قامت وزيرة في دولة عربية لتلقي كلمة بلادها فألقتها باللغة الإنكليزية أيضاً، رغم أن كل ممثلي دول العالم ألقوا خطبهم بلغتهم المعتمدة.


هذه الوزيرة فعلت كما فعلت ممثلة العرب... تركت المترجم العربي من دون عمل حزين صامت قلق على مستقبله.  ويا ليت هذه الوزيرة عرفت كيف تنطق اللغة الإنكليزية، بل إنني واثق أن كثيراً من المجتمعين الإنكليز لم يستطيعوا فهم نصف كلامها... فلا هي تكلمت بلغة سمحت للمترجم أن ينطقها باللغة الصحيحة، ولا هي تكلمت بلغة إنكليزية مفهومة... سخرية ما بعدها سخرية.
في هذا المقام، تذكرتُ قصيدةً للشاعر الإماراتي محمد بن خليفة أبو شهاب، وهو ينشد متخوفاً على اللغة العربية ليس من أعدائها أو ممن لا يتكلمون العربية بل من أهلها ممن يتكلمونها ، يقول الشاعر:
كنت أخشى من شبا أعدائها
وعليها اليوم لا أخشى العدا
إنما أخشى شبا جُهالها
من رعى الغيّ وخلى الرشدا
يا وُلاة الأمر هل من سامع
حينما أدعو إلى هذا الندا
هذا النداءُ الذي وجهه الشاعر الإماراتي نداءٌ يستنهضُ الهمم، ويُحركُ مشاعرَ الغيورين على ثقافتهم وعلى لغتهم التي تُذبح بأيدي أبنائها، وهذه القصيدة الجميلة مطلعها:
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى
هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى
لا قول بعد هذا القول.  

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي