No Script

أصبوحة

الأكاديميون يستنكفون

تصغير
تكبير

يرى بعض المهتمين بالشأن الصحافي خلال حلقة نقاشية، أن الصحافة الآن تختلف عنها في العقود السابقة، خصوصاً في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، حيث كانت الصحف تعبر عن أفكار ومواقف سياسية واضحة، كما أن وجود كفاءات صحافية عربية، ساهم برفع مستوى الكتابة والتحليل، وقد تكون الموضوعات الثقافية والدراسات الأدبية والفنية، هي أكثر ما تفتقده صحافة اليوم، إذ حين ذاك كانت للصحافة الكويتية مكانة مرموقة في الدول الخليجية والعربية بشكل عام.
وأتذكر أنه في منتصف تسعينات القرن الماضي، دار بيني وبين رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية حديث، أبديت خلاله ملاحظة حول الصحيفة التي يصدرها، مفادها أن الجانب الفني وأخبار وصور الفنانات، طغى كثيراً على الجوانب الأدبية والثقافية الأخرى، وقد كنا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، نقيّم الصحيفة من خلال عمق صفحتها الثقافية، ومدى متابعتها لما يصدر من كتب، وعروضها للإبداعات الكويتية والعربية، والتحقيقات المبذول فيها جهد.
المهتمون بالشأن الصحافي المذكورون آنفاً، يرون غياب الكاتب ذي التحليل السياسي العميق، في الصحافة المحلية، وعلى الأقل غياب الأسماء اللامعة من الصحف، ويرى البعض أنه ربما أصبح هامش الحرية أقل من السابق، واقتصرت حرية المقالات، على نقد وزير هنا أو مسؤول هناك، أو انتقاد أداء حكومي، من دون أن يكون هناك ما يسمى صحف معارضة حقيقية، وتميعت الكتابات من خلال تعليق على حدث محلي أو عربي أو عالمي، وقل تميز المقالة وعمقها، واختفى ما يمكن أن نطلق عليه الحرفة الصحافية.
ولعل أبرز الانتقادات تركز حول استنكاف الأكاديميين، الكتابة في الصحافة اليومية، سواء كانوا مختصين بالعلوم السياسية، أو المختصين بالآداب والمسرح والموسيقى وغيرها، فهم يرون أن الكتابة الصحافية لا تليق بهم، بل إن بعضهم اكتفى بالشهادة العلمية، وتوقف عن الدراسة والبحث والمتابعة، ونشرها في الصحافة اليومية.
وتطرق البعض إلى أن الصحافة، هي جزء من الحالة العامة في البلد، ففي زمن النهضة والانطلاق، كان كل شيء بما فيها الصحافة ناهضاً، في ظل مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة، وعندما تقوض هذا المشروع، اصبح الانحدار عاماً لكل شيء، ومن ضمنها الصحافة اليومية.
لكن يتفق الجميع أنه ما زالت الصحافة الكويتية، تحظى بهامش لا بأس به من الحرية، يجعلها تظل واقفة على قدميها، لكن حتى متى في ظل هذا التدهور العام؟ كما أن في الكويت هناك قدرات كتابية، لكنها ممتنعة عن الكتابة لسبب أو لآخر.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي