No Script

بالقلم والمسطرة

الحب في زمن الكورونا!

تصغير
تكبير

في البداية نبارك لكم بمناسبة حلول عيد الفطرالسعيد، أعاده الله علينا وعلى بلدنا الكويت وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وبعد انقضاء شهر رمضان المبارك وأيامه المفعّمة بالإيمانيات ولياليه المباركة ندعو الله عز وجل أن يتقبل الصيام والقيام وصالح الأعمال للمسلمين أجمعين.
والعيد بدوره صاحب - بالطبع - الأوضاع الحالية المرتبطة بالتداعيات والتحديات والحجر الكلي والمعركة المستمرة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، ولكن في ظل هذه الأوضاع علينا أن ننظر إلى الجانب الإيجابي وأن نركّز على التواصل الاجتماعي والعائلي عن بُعد، واستغلال التكنولوجيا والأجهزة، وبالفعل الحمد لله أنها موجودة بين أيدينا، بحيث تساعد على الإحساس بالعيد، وعلينا أن نكون بعيداً عن التأثر بالأخبار (الكورونية) خصوصاً السلبية منها، ونكون دائماً متفائلين - بإذن الله - لزوال هذا الوباء، وتعود الأمور إلى طبيعتها قريباً إن شاء الله.
وتذكّرت رواية مرتبطة بالحب والحجر الصحي وهي رواية عالمية تسمى (الحب في زمن الكوليرا) للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز - الحائز على جائزة نوبل - وتروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغيّر حولهما وما دار من حروب أهلية في منطقة الكاريبي، وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر (مجدولينا) في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين، كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية، وأحداث الرواية الأخيرة تدور في سفينة نهرية حيث يدعو (فلورنتينو اريثا) حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، وهناك يقترب منها أكثر وتدرك بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها (70 عاماً) لا يصلح للحب، ولكن هذا ما كان يجعل (فلورنتينو اريثا) من الاستمرار بالأمل والسعي لراحتها، فيتخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا، لكي لا تنتهي الرحلة ويكون الفراق، ويثبت أنها خدعة غير موفقة مع الحجر الصحي وتدخل السلطات. (هذا باختصار كما ذكرت موسوعة ويكيبديا).
وانظروا إلى إصرار بطل الرواية ومحافظته على هدفه في حب تلك المرأة. وعودة إلى حب آخر مع فارق التشبيه بحيث إن إصرار الكثير من أبناء الوطن على هدف مهم، وهو حب وخدمة وطنهم وهو من وجهة نظري أسميه (الحب في زمن الكورونا!)، وذلك في ظل وجود هذه الظروف بتأدية كل مواطن أو مواطنة للدور الحيوي المطلوب منه سواء في عمله أو بتطوعه المباشر، خصوصاً في الصف الأمامي للمواجهة مثل الأطباء والطاقم الطبي المساند، ومن يعمل في المحاجر الطبية والمستشفيات ورجال الأمن المنتشرين، وغيرهم من العاملين والمتطوعين في الجمعيات التعاونية وفي المجالات المختلفة، وفي الأماكن الحيوية في البلاد، وكذلك دور التاجر الذي يقف بجانب وطنه ولا يقف متفرجاً، بحيث يساند الأجهزة المختصة سواء كان لديه شركة أو منشأة أو مصنع، حتى يكون العمل مثمراً ومفيداً، وما ذكرته هو تجسيد حقيقي لحب الوطن، والعمل من أجل الله تعالى ثم خدمة لوطنهم الكويت وأبنائه والمساهمة كلٌ في مجاله في التحدي اليومي، ضد هذا العدو المستجد علينا والمستبد. لذا فالحب لا يكون في الكلام المعسول فقط، ولا بالتنظير الإعلامي ولا بالحفلات فقط، ولكن يكون بالفعل الحقيقي والإخلاص لهذا البلد. والله عز وجلّ المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
@ِAlsadhanKW

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي