No Script

أصبوحة

الحروب صناعة الحمقى

تصغير
تكبير

تعددت تحليلات السياسيين، حول مَنْ المدان في قضية تفجير الناقلتين في خليج عمان، فالبعض ذهب مباشرة إلى إدانة إيران، وقدموا مسوغات لذلك، والبعض دان الولايات المتحدة، وأيضاً قدموا تفسيرات لذلك، والبعض اتهم طرفاً ثالثاً هو إسرائيل، على اعتبار أن لها مصلحة في اشعال حرب تضعف إيران ونفوذها في الشرق الأوسط.
لا شك أن الحروب هي صناعة الحمقى، فإشعال شرارة الحرب مسؤولية تاريخية كبيرة، تسجل في التاريخ كوصمة، فرغم خروج ألمانيا واليابان من دوائر المعتدين ومشعلي الحروب، إلا أنه ظل عالقاً في الأذهان، أنهما من الدول التي أشعلت حروباً مدمرة.
لكن الحروب تستلزم طرفين إن لم يكن أكثر لحدوثها، ففي التصعيد الحالي بمنطقة الخليج، فإن الطرفين المسؤولين عن ذلك، الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، وإلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتفاق النووي معها، لا شك أنها أسباب يمكن أن تقود إلى صراع مسلح في حالات التهور، وإيران من جانب آخر وتدخلها المرفوض من المجتمع الدولي، في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك طموحها لتوسيع نفوذها السياسي، واستعادة حلم الإمبراطورية، سبب كذلك في إشعال حرب أو حروب.


إن الحروب لا تقوم بلا أسباب، فمجمل الحروب في التاريخ، قامت للاستيلاء على أراض وثروات، وبسط النفوذ على الغير، وذلك منذ حروب القبائل البدائية، وهذا يعني أن الحروب أسبابها اقتصادية بالدرجة الأولى، وهذه الأطماع الاقتصادية بلغت قمتها عند النظام الرأسمالي، فالرأسمالية كلما اشتدت أزمتها، أشعلت الحروب للاستيلاء على ما لدى الغير، وهي الدروس التي استقاها البشر من الحربين العالميتين.
والحروب أو الدفع إلى حافة الهاوية، هي حاجة أميركية بالدرجة الأولى، فحلم استعادة سيطرة القطب الواحد، بعد أن تغيرت المعادلات الدولية من ناحية، ورغبة الرئيس ترامب في إعادة انتخابه من ناحية ثانية، مسوغات لتسخين المنطقة وتوتيرها.
وإيران التي تشير التقارير إلى أزمتها الاقتصادية الطاحنة، ومحاولة تصدير أزمتها إلى الدول الإقليمية، وبسط نفوذها على العواصم العربية، من خلال أذرعها ووكلائها، أيضاً تريد استعراض عضلاتها وترسيخ نفوذها بالقوة العسكرية.
إن كل الحروب التي اشتعلت في منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً، سببها الحقيقي هو الاستيلاء على النفط وامداداته، فسياسة تقاسم النفوذ تعني تقاسم الثروات، ومحاولات الحصول على القسم الأكبر منها.
لكن ليس لشعوب المنطقة أي دور أو منفعة في هذا التصعيد المرعب، أو في اشتعال حرب قد تذهب الشعوب ضحيته، إضافة إلى التدمير الهائل الذي سيطول بلدانها، وكما قلنا إن الحرب تحتاج إلى طرفي حماقة، والباقون ضحايا.
osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي