No Script

من الخميس إلى الخميس

حرب ضدها

تصغير
تكبير

السمنة أم الأمراض، شعار مفيد تراه في لافتات التوعية المنتشرة لجمعية صندوق إعانة المرضى، هذا الشعار يعلمنا فائدتين، أولهما أن السمنة بحد ذاتها مرض، ثانيهما أنها، أي السمنة، توّلد أمراضاً أخرى، هذا الذي نفهمه من كلمة أم.
أما كون السمنة مرضاً فهذا لا يختلف عليه أحد، فالسمنة التي يزيد فيها مؤشر كتلة الجسم عن الثلاثين تعوق الإنسان عن أداء وظائفه وتُثقل حركته وتُضعف إنتاجيته، وهذا هو تعريف المرض، أما كونها سبباً لأمراض أخرى فهذا أيضا أصبح ثابتاً بالمعلومة القائمة على البراهين، وأهمها أمراض القلب والسكري، وحتى بعض الأمراض السرطانية، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1997 أن السمنة وباء كما كشفت عام 2005 أن هناك 400 مليون إنسان بالغ مصاب بالسمنة.
ورغم ما تحمله السمنة من مخاطر إلا أن أغلبنا يعاني في المحافظة على الوزن وتجنب السمنة، لا سيما بين الخمسين والستين من العمر، وهي السن التي يستمر الإنسان فيها في التمتع بالأكل مع نقص في الحركة.


أغلب الناس يعتقد أن محاربة السمنة تعني المعادلة الثنائية، وهي موازنة الطاقة الناجمة عن الغذاء مع الطاقة المفقودة بالرياضة أو الحركة، وهذا مفهوم غير دقيق، فالإنسان ليس معادلة رياضية وخلايانا ليست آلة لا حياة فيها، نحن في الحقيقة نتعامل مع ما نأكله بمعادلة ذاتِ أبعادٍ ثلاثة، أولها: الطاقة الداخلة ويمثلها ما نأكله، وثانيها: الطاقة المفقودة ويمثلها ما نفقده بالحركة، وثالثها: وهو الذي يغفله الكثيرون، معدل الاحتراق أو عملية الأيض، وهي العملية التي تجعل الكائن الحي يتحكم في مخزون الطاقة بما يتناسب مع وضعه.
فحين يميل الإنسان إلى الكسل وتطول فترة كسله فإن خلاياه تُفسّر الأمر على أن هذا الانسان غير قادر على العمل لتوفير الطعام لنفسه، وبالتالي يتناقص معدل الاحتراق ويصبح أي طعام يأكله عُرضةً للتخزين كنوعٍ من التوفير، لذا من المهم أن نتعامل مع أجسادنا كعنصر ذكي فنستمر في ممارسة الرياضة باستمرار ولو نصف ساعة في اليوم حتى يرتفع معدل الاحتراق، ويصبح ما نأكله قابلاً للاستهلاك ويتوازن ما يدخل وما يخرج من جسدنا فنحافظ على وزننا.
السر في المحافظة على الوزن هو في إدراك الأبعاد الثلاثة والعمل عليها جميعاً، إنقاص ما نأكل، إحراق ما نأكل بالحركة، زيادة معدل الاحتراق أو عامل الأيض بالاستمرار بالرياضة.
من أراد أن يحافظ على وزنه أو يُنقصه فالحل معلوم لكنه ملغوم، يبدو سهلاً لكنه سهل ممتنع فأنا الناصح أول المحتاجين إلى هذه النصيحة، ولكني لم أتوقف يوماً عن المحاولة وأنا مستمر في المحاولات وأنتم أيضاً لا تتوقفوا عن المحاولة، في حربنا ضد السمنة المحاولات هي النجاح.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي