No Script

مشاعر المسلمين تختلط بين الحزن لفراق شهر الخير والفرح الذي شرعه الله في العيد

يوم الجائزة... قلوبُ المسلمين تبتهج بالعيد

تصغير
تكبير

يأتي العيد مصحوباً بفرحة كبرى بعد انقضاء شهر رمضان الفضيل، نسأل الله العلي القدير أن يتقبل فيه صيام المسلمين وقيامهم، ويُعيده عليهم جميعا بالخير والبركة.
وللعيد في الكويت مذاقه الجميل وبريقه المميز، فهو محطة جمع شمل الأهل والأحباب، وهو المُحفّز للسعادة في قلوب الصغار والكبار، وفيه تتضاعف ذبذبات الحب والود والتراحم بين الناس، وتزول مشاعر الحزن بفراق رمضان في أحضان عيد الفطرالسعيد، ويهتم فيه المواطنون وإخوتهم المقيمون على أرض الكويت بالاحتفال، فرحين بهذا العيد المبارك، وتقيم الأسر الكويتية ولائم الإفطار والغداء لاستقبال الأهل والأصدقاء بحب وسعادة في تجمعات حميمية تترك طابعها الخاص في النفوس، ويستعد أصحاب الديوانيات لاستقبال الأصدقاء والأقرباء المهنئين بالعيد في احتفالية حب جميلة. ولنا اليوم وقفات قلبية مبهجة عبّر فيها أصحابها عن مشاعرهم وذكرياتهم في لحظة استقبالهم ليوم عيد الفطر السعيد.
وفي هذا السياق أكدت الروائية الكويتية جميلة السيد علي عضو رابطة الأدباء الكويتيين ان فرحة العيد احتفال بهيج يجمع الأسرة لساعات تطول أو تقصر، ولكنها تتزين دائما بابتسامات الفرح وعبارات المرح، في مناسبة لا تأتي في العام سوى مرتين.
وقالت السيد «نستبدل طفولتنا برداء الأمومة والأبوة، نحتضن الأبناء والأحفاد بلهفة تتلاشى أمام روعتها قيمة العيدية التي نقدمها لهم مهما كبرت، نضم بحنان كبير مسيرة حياتنا وامتدادها من خلال من نعايدهم فننتعش محبة وزهوا، نفرح دوما بالعيدية أخذا وعطاء، بوركت الأعياد ومن يحتفل بها».
بدورها قالت الباحثة والكاتبة البحرينية أنيسة الزياني «في البحرين حين كنت طفلة ثم صبية، كان للعيد بهجة وفرحة لامثيل لها حاليا، فالاستعداد لاستقبال العيد والفرحة بالثياب الجديدة والحذاء الجديد والحناء المخضب في الأيادي والاستماع لصوت المدفع يبشرنا بحلول العيد فترتسم السعادة على وجوه الصغار قبل الكبار، ففي العيد نلبس كل جديد ونعايد الأهل والجيران ونحصد ما في جيوبهم من العيادي، كانت فرحة لاتضاهيها أخرى حتى الغداء يتغير موعد تناوله ليكون في الضحى».
وأضافت الزياني «أما التصوير فحدث ولاحرج، حيث يتم التقاط الصور في كل أنحاء بيتنا الكبير مع بنات الجيران اللاتي يتجمعن في بيتنا كل واحدة بأناقتها، لم تعل وجوهنا المساحيق والرتوش، بل كانت تعلوها حمرة ونضارة طبيعية، للأسف لم نعد نراها في فتيات هذا الزمن، لاعتمادهن الكلي على المساحيق الصناعية التي قضت على جمالهن ونضارتهن. أما في المساء فيكون التجمع في الفريج واستئجار سيارة كبيرة تمتلئ بفتيات الحي والأمهات للتوجه إلى السينما لمشاهدة فيلم رومانسي أوفكاهي يرسم الضحكات على الوجوه التي طهّرها صوم رمضان وقيامه».
من جانبه قال الأستاذ الجامعي والباحث المغربي الدكتور محمد حمام «ذكريات جميلة في قريتي التي وُلدت فيها بالمغرب تتمثل بالتحضير ليوم العيد. فالأطفال كانوا ينتظرون الملابس الجديدة التي كان الآباء يمنونهم بها طول السنة، ولتشويقهم بها فلا تعطى لهم إلا في صبيحة يوم العيد، وللذهاب إلى صلاة العيد في المصلى الجماعي كان الأطفال يمتطون البغال المسرجة بالزرابي المزركشة الجميلة، وفي المصلى كان هؤلاء الصغار يطلقون بعض المفرقعات قبل صلاة العيد تعبيرا عن فرحتهم».
أما الأستاذ في جامعة الكويت الدكتور أشرف حافظ فأكد أنه «بعد أن رأينا مآذن الكويت تنطق بالإيمان في هذا الشهر الفضيل، ويصبح المسلمون في مساجد الكويت مصابيح مشرقة تجمعها سماحة الدين، صائمة لربها، ساجدة في قربها، وشهدنا جود أهل الكويت، بعد كل تلك التجليات تأتي فرحة العيد، بما يحمله معناه من شكر لله على أن أتم علينا صيام شهر رمضان وقيامه، وفي مصر كنا نعيش فرحة العيد بالذهاب مبكرين إلى المسجد، لنستمتع بالتهليل والتكبير، فالإحساس بالعيد لا يتم إلا بصلاة العيد، ثم من الصلاة ووجوه الناس يعلوها البشر والسرور، لمن تعرفه ولمن لاتعرفه، ونذهب إلى الأقارب والجيران لنعيّد عليهم، ثم يبدأ انطلاق الأطفال إلى الحدائق والمتنزهات، أعاد الله على الكويت ومصر والأمة العربية والإسلامية بكل خير ونحن يد واحدة».
بدوره قال الأستاذ بجامعة الكويت الدكتور أحمد عبدالتواب «كانت الملابس الجديدة المعلقة في الغرفة تتلألأ أمام أعيننا حتى نلبسها في الصباح عند الخروج لصلاة العيد، والتي قضينا الأوقات قبل العيد لتجهيزها وشرائها وحياكتها، وأتذكر الزحام والسهر قبل العيد عند الخياط، لكي ينهي ملابسنا قبل العيد، كل هذا استعدادا لهذه المناسبة الفريدة، وكان كثير من الناس لا يلبسون الجديد إلا يوم العيد، وهذا لبسهم الجديد للعام كله».
بدورها قالت الناشطة الاجتماعية الفلسطينية أفنان السعيد «اعتدت على قضاء أول يوم العيد بعد الصلاة مع أقاربي وبعض الصديقات، نهنئ بعضنا، ونتناول ما نحب من المأكولات، وأكلتي المفضلة هي المتعارف عليها في العيد بفلسطين وهي السمك المدخن المعروف بـ (الرنجا). إنّ الشعب الفلسطيني يفتقد الفرحة، فعائلات الشهداء تتذكر فلذات أكبادها تحت الثرى وسط الدموع، وأسرى فلسطين تأكل القضبان الحديدية أجسادهم، إلا أنّ أهل فلسطين يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى الشريف تحت الحصار والقهر والتنكيل والتعذيب والاعتقال، وتستعد النسوة بعمل الحلويات الشعبية مثل المعمول، وحلو سنونك، واليحميك، وسحلب كينور، وهو نبات يغلى ويحلى، ويضاف إليه الزنجبيل، ويقدم ساخنًا للضيوف. وكم أتمنى أن يرفرف علم الحرية والسلام فوق المسجد الأقصى المبارك، ويسود الحب وتعمُّ السعادة إن شاء الله أرضنا الطاهرة».
أما الباحثة الاجتماعية المغربية مريم الحشلاف فقالت «إنه العيد، هو تلك الفرحة التي تعمُّ جميع بيوت المغاربة وبيوت المسلمين في العالم، وإن تحدثتُ عن النساء فإن لهن دورًا مهماً في تحضير الحلويات، وتزيين المنزل، ومازالت ذاكرتي تحتفظ بتلك اللحظات التي نقضيها في ذلك اليوم المبارك يوم عيد الفطر السعيد، حيث نستقبله بأجمل الملابس، ونكون في أبهى حُلة، وتزين أمي يدي بالحناء، وفي صباح يوم العيد نذهب لصلاة العيد في مسجد الحي، وبعدها يأتي الطبّال من أجل زكاة العيد والحلوى، وتكون أمي مستعدة لتهيئة مائدة الإفطار المصحوبة بفطائر العيد والحلويات المتنوعة، ومن ثم نذهب لبيت جدتي حيث تجتمع الأسرة بكاملها، ونعيش لحظات مليئة بالود والسعادة، أما بالنسبة لنا نحن الأطفال فإننا نفر إلى اللعب والاستمتاع بأجمل أيام حياتنا، وهمُّنا في هذا اليوم العظيم هو الحصول على أكبر كمية من النقود التى نحصل عليها من جيراننا وعائلتنا».
من جانبه، قال مدير المبيعات بأحد الفنادق بالكويت هاني عمر«ما أجمل عيد الفطر، إنه عيد مميز بالنسبة لي وأقضيه دائما في بلدي الثاني الكويت، فقد اعتدتُ عليه هنا منذ طفولتي التي كانت من أجمل الأيام في حياتي، حيث أقضيه مع أسرتي وأصدقائي، يرتبط العيد بذاكرتي دائما بأيام الطفولة والبراءة، وكانت الحياة فيها أبسط مما نحن عليه الآن، كانت البهجة لاتوصف استعدادًا للعيد، وتكون مسبوقة بشهر، أمّا حاليًا فبهجته ليست كالسابق حتى مع الأطفال والسبب هو استخدام التكنولوجيا، وخاصة أجهزة الهواتف الذاتية والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي والتفكك الأسري والاجتماعي، كل ما أتمناه أن ترجع ذكريات بهجة العيد كما كانت من قبل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي