No Script

بالقلم والمسطرة

الاطلاع على المطلاع!

تصغير
تكبير

أثناء دراستي في كلية الهندسة والبترول - جامعة الكويت - في التسعينات أخذنا مادة الأمن الصناعي، وكان أستاذ المادة في حينها أحد وزراء النفط السابقين، ومن ضمن متطلبات تلك المادة أن يقوم الطالب بإعداد بحث أو تقرير عن بعض الأخطار التي يتوقعها في محيطه، وكيفية عمل الإجراءات الضرورية لتلافيها.
وبالمناسبة فإن تعريف علم الأمن الصناعي كما ذكر الموقع الإلكتروني (موضوع) هو الحد من الحوادث في المجال الصناعي وتقليلها قدر الإمكان، بالإضافة إلى تقليل تكاليف الإصابات الناجمة عن الحوادث أو ما يسمى بإصابات العمل التي تربطها علاقة طردية مع حوادث العمل، ويؤمن هذا العلم بضرورة توفير الحماية اللازمة للعمال ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجيّة.
كما ذكر الموقع أيضاً أنه يمكن تعريف الأمن الصناعي أو كما يعرف بمسمى السلامة والصحة المهنية بأنّه عبارة عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية المُتخذة لتوفير الحماية والسلامة للعاملين في المنشآت الصناعية، وبالتالي الحفاظ على استمرارية إنتاجها. لذا ذكرت تلك المقدمة وتذكرت أيام الدراسة نتيجة لتداعيات حادثة انهيار الجدار الرملي في مدينة المطلاع السكنية، والذي نتج عنه 6 وفيات وثلاث إصابات وهي جزء من حوادث إصابات عمل عديدة منها ما قرأناه في الصحافة عن إحصائية لآخر سنتين لحوادث العمل وهي 37 قتيلاً و47 مصاباً، وبخصوص حادثة المطلاع شكلت وزيرة الاشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الإسكان لجنة محايدة للتحقيق وهي خطوة ضرورية، وكذلك مما قرأناه في جريدة «الراي» ومن مصادرها عن احتمالات عدة للانهيار، وهي أن أول احتمالات الانهيار يقوم على عدم تدعيم الحفر العميقة بدعامات خاصة، مشيرة إلى أنه في الحد الطبيعي يجب ألا يتجاوز حدود الحديد بين الدعامات 7 سنتيمترات، ولكن معظم الشركات تخالف ذلك.
وبيّنت «الراي» أن الاحتمال الثاني عدم فحص التربة والاعتماد على أنها صخور ومتماسكة، والثالث الردم والدك المباشر، وعدم إحلال التربة ودكها على مراحل، وفقاً لاشتراطات وزارة الأشغال في البنية التحتية. وأن الاحتمال الرابع يتمثل في التفجيرات المستمرة في الموقع لتسوية الأرض، التي تسببت في تصدعات في الصخور وإخلال للتربة تحتها، والخامس عدم تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة وتشغيل معدات الحفر الثقيلة في محيط الحفر، ما أدى لانهياره (انتهى).
لذا ومن وجهة نظري البسيطة يجب استيعاب ثقافة الأمن الصناعي والسلامة المهنية والاطلاع على المطلاع بمعنى ألّا تمر تلك الحادثة إلا وقد استنفرنا قواعد وشروط الأمن والسلامة المهنية وإعادة قراءة وتفعيل أكبر لأمان بيئة العمل في المشاريع المختلفة، والتأكد من تأهيل الشركات للتعامل مع الأخطار المختلفة، وعمل اختبارات عملية وتمرينات وهمية للتأكد من مدى استيعابها للإجراءات المتبعة والاستفادة من المتخصصين عالمياً في هذا المجال، منها على سبيل المثال معلومات مفيدة قرأتها في الموقع الإلكتروني للمركز الهندسي الاستشاري للسلامة والصحة المهنية والبيئة وغيرها من المواقع والمراكز العلمية المحلية والدولية.
وكذلك التأكيد على عمل دورات تدريبية أساسية للعاملين، وبالتعاون مع الجهات الأكاديمية لدينا، ومعاقبة أي شركة لا تلتزم بذلك، ومحاسبة ومتابعة المسؤولين في الجانب الحكومي لتفعيل ما سبق، وإلا لن تنتهي حوادث العمل نتيجة الإهمال وعدم الاحترافية في الأمن المهني. والله المستعان في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي