No Script

وجع الحروف

الوحدة... من «ثقب الإبرة»!

تصغير
تكبير

في أوقات المحن والحروب لن تنفعك ملاجئ المدارس ولن تكفيك مدرسة في كل منطقة... وحدتك الوطنية هي الملاذ بعد الله عز شأنه وإنها الوسيلة الوحيدة التي تحميك من الأخطار من دون حمل سلاح أو تجهيزات من أي نوع.
نعيش في أجواء رمضانية? يتقارب معها الناس ويتنافس الجميع في كسب رضا الله رب العباد ومسخر القلوب وباسط الأمن والأمان الذي قال في محكم تنزيله: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
حدثني عن الوحدة الوطنية وكيف تراها؟
هل تراها من نافذة تغطي كل مكونات المجتمع وفئاته بتركيبة ثقافية صالحة تنشد العدالة والمساواة بين الجميع، وتحاول جاهداً أن تجعلها في نسيج اجتماعي متراص متلاحم، وفق أطر القانون لتكون المكتسبات حقاً للجميع؟
هل تعتقد أنها مدخل للإصلاح الاجتماعي لمواجهة كل صاحب نفس طائفي أو «شللي» بغيض، ومن ثم تتشكل ثقافة اجتماعية صالحة؟
إن كنت كذلك فقد أفلحت في حياتك قبل مماتك.
وإن كنت تراها من «ثقب إبرة»، فأنت عندئذ لا ترى سوى ما يراه «ربعك» أو مجموعتك وهذه الرؤية تهلكنا في عصر وصفناه بعهد «الرويبضة»، حيث السفاهة والسذاجة والعنصرية التي تفرق الجموع وتثير النعرات الفئوية والقبلية... إنها الفئة المترفة!
الرؤية من «ثقب الإبرة» يخالف قانون الوحدة الوطنية، ويفرق ولا يجمع وقد تكون ردود الفعل عليه شمولية عكسية لا يحمد عقباها.
السؤال: من يؤيد تلك المجموعة أو الفئة التي تنظر من «ثقب الإبرة»؟ إن كانوا من علية القوم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

الزبدة:
في الآونة الأخيرة لوحظ عرض بعض القضايا من منظور فئة «ثقب الإبرة»... ونرى بعضها قضايا مستحقة، لكن طريقة مناقشتها فيها حس عنصري بغيض منبوذ من السواد الأعظم.
هؤلاء يتباهون بطول ألسنتهم وتطاولهم على الناس والسخرية منهم، وحصر «المواطنة الحقة» في محيطهم الذي لا يشكل نسبة وتناسباً إلا عدداً بسيطاً لا يذكر... واستمرارهم في النهج هذا لا يواجه من قبل السواد الأعظم، لسبب بسيط وهو ان الناس تركتهم اتقاء فحشهم بالقول واحتراما لذوات أنفسهم.
لذلك? فالوحدة الوطنية هي التي تجمع ولا تفرق... هي التي تضم كل كويتي بغض النظر عن مرجعيته وفئته وكتلته وقبيلته: الكل سواسية، وهي التي ستكون الحصن المنيع من أي مخاطر قد نواجهها وهي الحاجز المتين الصلب ضد الحروب، ومنها «الحرب الحقيقية» التي ذكرناها في مقال سابق.
انبذوا الأصوات النشاز... وادعموا كل مجموعة من أطياف المجتمع ومكوناته التي تضم الصالحين المصلحين، وهم فئة «الأخيار» المستبعدة مع بالغ الأسف... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي