No Script

واشنطن تسحب ألف جندي من شمال سورية... والأكراد يُسلّمون عين العرب ومنبج إلى دمشق

الهجوم التركي في يومه الخامس: القوات الأميركية إلى الوراء... ونظام الأسد إلى الأمام

u062au0635u0627u0639u062f u0627u0644u062fu062eu0627u0646 u0645u0646 u0645u062fu064au0646u0629 u0631u0623u0633 u0627u0644u0639u064au0646 u0641u064a u0634u0645u0627u0644 u0633u0648u0631u064au0629 u062cu0631u0627u0621 u0627u062du062au062fu0627u0645 u0627u0644u0645u0639u0627u0631u0643 t (u0623 u0641 u0628)
تصاعد الدخان من مدينة رأس العين في شمال سورية جراء احتدام المعارك (أ ف ب)
تصغير
تكبير

الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 130 ألفاً... و400 ألف مدني يحتاجون إلى المساعدة والحماية

فرار 785 شخصاً من عائلات «داعش» من مخيم عين عيسى ... و«قسد» لا تملك العدد الكافي لحراسته 

عواصم - وكالات - شهد اليوم الخامس للعملية التركية «نبع السلام» تطورات متسارعة مع إعلان واشنطن عن عزمها على سحب نحو ألف جندي من شمال سورية «بأكبر قدر ممكن من السرعة»، وما قابل ذلك من الكشف عن «صفقة» بين الأكراد ونظام الرئيس بشار الأسد لتسليم الأخير مدينتي كوباني (عين العرب) ومنبج في ريف حلب، في وقت وصل عدد السكان الفارين جرّاء الهجوم التركي إلى 130 ألفًا.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس لشبكة «سي بي إس»، «تحدثت مع الرئيس الليلة الماضية بعد نقاشات مع باقي أعضاء فريق الأمن القومي ووجّه بأن نبدأ بسحب... للقوات من شمال سورية»، لافتاً إلى أن عدد العناصر الذين سيتم سحبهم هو «أقل من ألف».
وأضاف «علمنا أن (الأتراك) يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططا في البداية... وعلمنا أيضاً أن قوات سورية الديموقراطية (قسد) تسعى لإبرام اتفاق مع السوريين والروس لشن هجوم مضاد على الأتراك في الشمال».


وتابع «القوات الأميركية المتبقية في سورية أصبحت بين نارين من الجيش التركي وقسد في وضع لا يمكن تحمله»، مشيراً إلى أنه تحدث مع ترامب الذي بدوره وجّه الجيش الأميركي إلى «البدء في سحب مدروس للقوات من شمال سورية».
وكتب ترامب، في تغريدة، «كان (قراراً) ذكياً جداً عدم الانخراط في القتال العنيف على طول الحدود التركية، بعكس ما يحدث عادة».
وأضاف «الاكراد وتركيا يتقاتلان منذ عدة سنوات... قد يريد آخرون الدخول في القتال مع أحد الطرفين أو الآخر. فليفعلوا ذلك! نحن نراقب الوضع عن كثب. حروب لا نهاية لها».
وقال مسؤولان دفاعيان أميركيان إن عددا قليلا من القوات الأميركية غادر موقعا في بلدة عين عيسى، بسبب مخاوف يثيرها التوغل التركي.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، مساء أمس، أن وحدات من الجيش السوري بدأت التحرك باتجاه شمال البلاد «لمواجهة العدوان التركي».
وفيما لم تورد الوكالة الرسمية أي تفاصيل إضافية وما إذا كان هذا التحرك يأتي في إطار اتفاق مع الأكراد، أكد سياسي كردي كبير أن الحكومة السورية و»قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد تجري محادثات في قاعدة روسية.
وفي السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه حصل على «معلومات مؤكدة» تفيد بوجود «اتفاق» بين «قسد» وروسيا لتسليم مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج إلى نظام الأسد.
ونقلت «روسيا اليوم» عن مسؤول الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية عصمت شيخ حسن، تأكيده توصل الإدارة إلى اتفاق مع موسكو يقضي بدخول قوات النظام السوري إلى مدينة كوباني (عين العرب).
وقال: «اتفقنا مع الروس والنظام على دخولهم كوباني».
وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية كشفت أن «قسد» تنوي إبرام صفقة مع روسيا والنظام السوري إذا عجزت واشنطن عن حمايتها من القصف الجوي التركي.
ونشرت الشبكة نص وثيقة تكشف مضمون اجتماع عقد الخميس الماضي بين القائد العام لـ«قسد» مظلوم كوباني، ونائب المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي ضد «داعش» ويليام روباك، في أعقاب إطلاق تركيا عملية «نبع السلام».
وأضافت إن «كوباني طلب من واشنطن توضيح ما إذا كانت ستسمح لتركيا بإحكام سيطرتها على الشريط الحدودي بعرض 30 كلم، وأنه إذا كانت ستوافق على ذلك، فإنه سيلجأ فورا إلى حكومة دمشق وروسيا لدعوتهما إلى إغلاق المجال الجوي السوري أمام الطائرات التركية، موضحا أن هناك قوتين فقط في المنطقة تستطيعان وقف الهجوم التركي، هما الولايات المتحدة وروسيا».
وأضافت أن كوباني قال «لا أريد أن تبقى قواتي كما هي عليه الآن. تم تشكيلها بهدف دحر تنظيم (داعش)، لكننا نريد أن توضع في نهاية المطاف تحت إمرة الدولة السورية».
وعلى وقع هذه التطورات المتسارعة، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية، وذلك بعدما أعلنت فرنسا وألمانيا تعليق تصدير الأسلحة إلى تركيا.
وقال، في خطاب متلفز، «بعدما أطلقنا عمليتنا، واجهنا تهديدات على غرار عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة (لأنقرة). من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيراً»، مجدداً رفض بلاده فكرة أي وساطة بين أنقرة و«وحدات حماية الشعب» الكردية، قائلاً «متى رأيتم دولة تجلس على الطاولة ذاتها مع مجموعة إرهابية؟».
وأشار إلى أن قواته بلاده والفصائل السورية ستتوغل مسافة تتراوح بين 30 و35 كيلومترا في الشمال السوري.
وعلى الأرض، باتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تسيطر على منطقة حدودية واسعة في شمال شرقي سورية، ما يمهد لإنتهاء المرحلة الأولى من هجومها.
وذكر المرصد أن القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على نحو 100 كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض (شمال الرقة) وبلدة رأس العين (شمال الحسكة).
وأوضح أن القوات التركية والفصائل سيطرت على مدينة تل أبيض، كما سيطرت منذ بدء الهجوم على 40 قرية وبلدة في المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين، «بعمق نحو 27 كيلومتراً».
كما سيطرت القوات التركية والفصائل على أجزاء كبيرة من بلدة سلوك، التي تقع إلى الجنوب الشرقي من تل أبيض.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن قواتها والفصائل سيطرت أيضاً على طريق أم 4 الدولي الواقع جنوب المنطقة الممتدة بين بلدة رأس العين ومدينة تل أبيض، وأنها «حيدت» 480 من مسلحي «وحدات حماية الشعب» منذ بدء العملية.
وقتل 26 مدنياً في قصف وإطلاق نار شنتهما القوات التركية والفصائل في اليوم الخامس للهجوم، وفق حصيلة للمرصد، وتخطت بذلك حصيلة القتلى جراء الهجوم 60 مدنياً فضلاً عن أكثر من 100 عنصر من «قسد».
وأشارت وسائل إعلام تركية ومسؤولون إلى أن 18 مدنياً قتلوا في تركيا في قصف عبر الحدود.
من جهتها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية فرار نحو 785 شخصا من أفراد عائلات تنظيم «داعش» من مخيم عين عيسى للنازحين في محافظة الرقة في شمال سورية، إثر سقوط قذائف قربه مع استمرار الهجوم التركي.
وذكرت أن «785 عنصراً من منتسبي داعش الأجانب استطاعوا الفرار، وقاموا بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب».
وأكد مسؤول في المخيم أن القصف وقع على الطريق الدولي بالقرب من القسم المخصص لعائلات التنظيم.
وأفادت الإدارة الذاتية والمرصد بانسحاب عناصر الحراسة من المخيم الذي يقطنه 13 ألف نازح، بينهم أفراد عائلات عناصر «داعش» الأجانب.
وأشار المرصد إلى أن «غالبية عناصر الحراسة غادروا المخيم للانضمام إلى معارك على بعد 10 كيلومترات منه».
وأعلنت «قسد» أنها «لا تملك العدد الكافي لحراسة المخيم».
في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا من مناطق ريفية في محيط تل أبيض ورأس العين نتيجة للقتال.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أن تقديراته هو ووكالات إغاثة أخرى تشير إلى أن نحو 400 ألف مدني في منطقة الصراع تلك ربما يحتاجون إلى المساعدة والحماية في الفترة المقبلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي