No Script

صاحب مقولة «الدستور أكله الحمار» استمال الشعب بخطاب جذاب... وضبابي

رئيس تونس الجديد... رجل قناعات مؤيد لديموقراطية الأفراد ولا مركزية السلطة

No Image
تصغير
تكبير

تونس - وكالات - في مشهد يعيد للذاكرة أحداث ليلة 14 يناير 2011، عاشت العاصمة تونس ليل الأحد، على وقع احتفالات، بخروج آلاف التونسيين إلى شارع الثورة الشهير الحبيب بورقيبة مباشرة، بعد إعلان فوز المرشح المستقل قيس سعيّد على منافسه قطب الإعلان نبيل القروي في انتخابات الرئاسة.
وساكن قصر قرطاج الجديد لم يقدّم أي برامج انتخابية محددة فهو رجل قناعات، يعرض مقاربة تقوم أساساً على لامركزية للسلطة وأن «السلطة للشعب».
ويدافع سعيد (61 عاماً)، أستاذ القانون الدستوري السابق بشدة عن استقلالية القضاء و«إرادة الشعب»، متبنياً شعارات الثورة التونسية عام 2011 «شغل حرية كرامة وطنية».


ووصفه المحلل السياسي حمزة المؤدب بـ«روبيسبيار» الثورة التونسية، لأن طريقته في ممارسة السياسة مستلهمة من النقاشات السياسية التي ميّزت احتجاجات «القصبة 1» في تونس إثر الثورة، حين تجمع محتجون من كل الأطياف السياسية لمناقشة المستقبل السياسي الرافض لاستمرار حكومة الدكتاتورية في تسيير البلاد.
وفي محاولة لفك ألغاز الرئيس الجديد، تحدث أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك، زميل قيس سعيد لسنوات طويلة، قائلاً إنه يتذكر جيداً كيف كانا يلتقيان مع المحتجين مباشرة في القصبة في يناير 2011.
وأكد أن سعيد كانت لديه القدرة على استمالة الجميع بخطاب جذاب ومميز، حتى أن مواقفه الاجتماعية المحافظة من بعض المسائل مثل رفضه المساواة في الميراث أو التسامح مع المثلية الجنسية ومعارضة إلغاء الإعدام، حظيت بدعم من الإسلاميين، مضيفاً أنه ليس متشدداً ولا راديكالياً.
لكن سعيد يحمل تناقضات عدة، فهو يرى أن النقاش حول دور الإسلام في المجتمع نقاش من دون فائدة، يلهي التونسيين عن مشاكلهم الحقيقية وله في الوقت ذاته مواقف محافظة رغم أنه محاط بأصدقاء من أقصى اليسار وبزوجة غير محجبة تعمل قاضية.
ويتحدث بن مبارك عن سعيد قائلاً «مواقفه في مواضيع مهمة ظلت غامضة... لأنه كان يتعمد تلك الضبابية للحفاظ على قاعدة شعبية واسعة في أوساط المحافظين عندما بدأ يتحسس حلمه السياسي».
ومن العلامات الفارقة في حياة سعيد، اللقاء الذي جمعه خلال إحدى حلقات النقاش مع رضا المكي المعروف باسم «رضا لينين»، وهو يساري راديكالي.
ووصف بن مبارك اللقاء بأنه مثل نقطة تحول محورية في مسيرة سعيد في 2013، ليتحول من أكاديمي ينشر أفكاره إلى سياسي أقنعه رضا لينين باقتحام مشروع سياسي، حيث بدا أن حلم أستاذ القانون بكرسي الرئاسة في قصر قرطاج، بدأ بالفعل آنذاك.
وكان سعيد ضمن لجان الخبراء الذين ساهموا في صياغة دستور 2014، وهو دستور حداثي يضمن حقوق الأقليات، وكان يُدعى باستمرار للحديث عن مشروع الدستور والفصول المثيرة للجدل.
وحينما سألته صحافية في التلفزيون ذات يوم كيف يرى الدستور مع الاقتراب من صيغته النهائية، أجاب بجملة لا ينساها غالبية التونسيين: «الدستور أكله الحمار».
ومساء أمس، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات حصول سعيّد على 72,71 في المئة من الأصوات، والقروي على 27,29 في المئة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي