No Script

وجع الحروف

من أوجد الفساد... نحن أم هم؟

تصغير
تكبير

عندما طلب الصحابي الجليل أبو ذر من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوليه إحدى الولايات رد عليه بالقول:«يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة»... والضعف هنا هو العجز عن القيام بوظائف الولاية? والحديث الآخر عن الهدية إلى المسؤول رشوة «هذا لكم وهذا أهدي إليّ»!
تحدثت عن ما بعد الاستجوابين: ماذا أنتم فاعلون؟
الشاهد انها تساقطت أوراق التوت - كما يقولون - واتضحت الصورة، وكنت قد أوضحت مراراً بأن «الواسطة» أوجدت لفتح أوجه الفساد.


والسؤال هنا: من أوجد الفساد نحن أم هم؟
غالبا ما يتم توجيه سؤال محدد: لماذا ننتخب نواب الخدمات؟
والإجابة سهلة ممتنعة: حقك لا تأخذه إلا بالواسطة أو الرشوة؟ وهو ما يدفع بالكثير ممن لم يفهم معنى الحديث الشريف «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة»، وبالتالي ينتخب من قدم له خدمة من علاج بالخارج? توظيف? نقل أو ترقية!
كيف السبيل إلى الإصلاح بعد أن بلغ الفساد ذروته.
يقول الخبر الذي نشر في «الراي» عدد الأربعاء الماضي: «مفاعيل الاستجوابين... دعوة نيابية إلى رحيل الحكومة»... طيب وإن رحلت: فهل هذا هو الحل؟
وإن رحل المجلس... فهل هذا هو الحل؟
أظن أننا - وبعد أن علمنا عن بواطن الأمور وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الإعلامية تتحدث عن أوجه الفساد من تعيينات باراشوتية وتجاوزات على المال العام - نرى أن السبب في تفشي الفساد هو نحن جميعا (جموع الناخبين)، الذين سمحوا لهم في تفشي الواسطة والرشوة لأجل تمرير مصالح، تسببت في تراجع مؤسسات الدولة (تعليم صحة? خدمات...) حسب ما ورد في التقارير الدولية.
اختيار النواب مبني على أسس من أهمها «القوة» في أداء الأمانة ومعرفة المهام الموكلة للنائب? واختيار القياديين مبني على معايير معلومة لكنها غير مطبقة.
بحثنا عن من ينهي معاملاتنا لا عن من يبني وطنا سهل مهمة رموز الفساد... خدمة تقدم للناخب ومصالح يأخذها النائب ونحن السبب.
هذا ما ذكرته الوزيرة جنان رمضان في آخر مداخلة لها في الاستجواب المقدم لها.
فسادنا منا وفينا... نحن من نملك حق الإصلاح من عدمه.
الزبدة:
الإصلاح يبدأ من الوقوف في وجه الفساد.
الإصلاح يبدأ من نبذ «الواسطة» ومحاسبة كل مقصر واختيار قياديين على قدر من الكفاءة وحسن السيرة والسلوك.
نائب صالح? قيادي كفاءة وتوافق بين الطرفين يوصل إلى الحلول لانتشال البلد من الفساد الذي وقعنا فيه.
نحتاج أن نعود إلى رشدنا... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي