No Script

المعرض استضافه «جاليري مصر»

«الضحك من غير سبب» لطارق منتصر ... لوحات «إنسانية سياسية»

تصغير
تكبير
استضاف جاليري «مصر»، معرض الفنان التشكيلي طارق منتصر، الذي أقامه تحت عنوان «الضحك من غير سبب»، ويضم أكثر من 30 لوحة تجمعها فكرة واحدة، هي الضحك والسخرية عن طريق شخصية المهرّج، التي يستخدمها الفنان بدلالات مختلفة ومتنوعة، وفي إسقاط سياسي واضح.

وفي هذا المعرض التشكيلي، نجد أن المهرج في كثير من الأعمال ليس هو رجل السيرك الذي اعتدنا على رؤيته، وإنما هذا المهرج قد يكون رجل أعمال يرتدي بذلة أنيقة للغاية لكنه في الوقت ذاته يرتدي قبعة المهرج ويكرر أفعاله بأشكال مختلفة.

وأيضا قد يكون المهرج، هو رجل السياسة الذي يخدع الناس ويحاول استغلالهم.

وقد يكون هذا المهرج، هو صديقك الذي يدخل البهجة عليك بشكل مفاجئ، أو الحبيب الذي يحول حياة محبوبه لمسيرة ممتدة من الدعابة والمرح الذي يجعلهم يتجاوزون مصاعب الحياة.

وعن المعرض قال منتصر: «بدأت العمل على مجموعة (الضحك من غير سبب) من العام 2013، أصعب السنين وأجملها، فبينما كانت مصر تعيش سنة من الصراع بين اليأس والأمل، رأيت الناس في أحلك صورهم ورأيتهم في أنبلها، ولحظة استحكم اليأس من كل شيء، فجاءت المعجزة وأدركت أن الأحلام لاتزال ممكنة، فهرعت إلى الورق أبحث في بياضه عن قبس ينير الظلمة، وطلبت من الألوان أن تخفف المر الذي نعيشه.

وعن سبب اختياره لشخصية المهرّج لتكون الشخصية الرئيسة في المعرض، قال: «إن منتجنا القومي الأول وقوت روحنا هو تلك النكتة اللاذعة الكاشفة لكل زيف وكل نفاق، ضحكة المصري رضا ورفض واحتجاج واحتمال وعزاء وغضب وصبر، المهرج الحكيم هذا النمط المؤثر في اللاوعي الجماعي لكل البشر، نحن شعب ضحكه حزين، معجون بمر الحياة ومبلل بالدموع، والمهرج الصغير القابع في كل قلب مصري هو من مكن هذا الشعب من الاستمرار والبقاء وتحدي الفناء».

ويعتمد منتصر في المعرض على مجموعة من الرموز تكرر في كل الأعمال، مثل الدائرة التي تتنوع أحجامها وألوانها من عمل لآخر، و«الفيونكة» التي توضع على أفواه جميع الشخصيات، إضافة لاستخدامه فكرة «القصة» أو «الحكاية» عن طريق أن تصنع مجموعة من اللوحات حكاية محددة لها بداية ووسط ونهاية، ومن بعض الحكايات التي يرويها المعرض حكايات الصراع الدائم بين الخير والشر وصراع الخوف والأمل.

ويظهر هذا الصراع بين الخوف والأمل بوضوح في كلماته التي وضعها كعنوان للمعرض، والتي تعبّر عن خوف وقلق من ماضٍ مظلم يرغب في التخلص منه بالصراخ وسعى نحو مستقبل مضيء يسعى إليه عن طريق الرسم واستخدام الفرشة والألوان لإعادة البهجة والأمان لحياتنا.

وعن هذه الرموز التي تتكرر في أعماله قال: «أعتقد أن الرسام هو آخر من يعرف بوضوح كل الدلالات الباطنة في عمله، ومن هنا تأتي إثارة العمل الذي يولد دلالات جديدة عند لقائه بعين المتفرج، دلالات لم يكن الصانع يقصدها بذاتها، أما عن الدائرة المتكررة، فقد لجأت إليها كحيلة لخلق إيقاع تجريدي للأعمال، وهي إشارات واضحة لتوجيه حركة عين المتلقي على صفحة اللوحة».

وأضاف: «لقد أحببت هذا الحل التشكيلي لأنه ذكرني بتلك الخرطوشة الحمراء التي يطبعها الفنانون التقليديون اليابانيون والصينيون على أعمال الرسم والطباعة والخط، فقد شعرت بتشابه بين عملي في تلك المجموعة وأعمال الشرق الأقصى من حيث خفة الألوان المائية، وبساطة التكوين والاحترام الشديد لبياض الورق ومحاولة الحفاظ على أكبر قدر من بياضه دون تدخل، كما إن قرص الشمس الذي يكرر استدارة الأنف في كثير من اللوحات هو تأثر بالهوية المصرية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي