No Script

نسمات

سنة أولى تقاعد!

تصغير
تكبير

أمضيت سنة كاملة منذ تقاعدت من وظيفتي في التدريس، والحقيقة أن التقاعد هو حياة جديدة للذين يعرفون كيف يعيشونها، ولست أدعي ذلك الشرف، بل مرت عليّ أيام سألت نفسي عن سبب تقاعدي وجدوى ذلك التقاعد!
كنت كلما سألت أحداً من زملائي سابقاً ممن تقاعد من الوظيفة عن انطباعاته نحو التقاعد، أحصل على إجابات متفرقة، فمنهم من يصور لي التقاعد بأنه انطلاقة جديدة نحو الحياة، وأنه فرصة لرؤية الحياة بمنظار جديد، بعيداً عن جعجعة العمل والانشغالات التي لا تنتهي، وأنه فرصة لكي ينظر الإنسان إلى نفسه ويتفرغ لحياته ولأسرته وليمارس هواياته التي كان يمتنع عنها بسبب ضجيج الحياة وصخبها الذي لا ينتهي. وبعضهم يصور التقاعد بأنه (موت قاعد)، وهو بداية النهاية للإنسان وإيذاناً بنهاية حياته!
من طبيعتي أنني لا أحب الخروج من البيت أو زيارة الأماكن المختلفة ما لم أكن مضطراً لذلك، ولكن زوجتي التي تقاعدت قبلي بزمن طويل كانت تدعوني دائماً للخروج من هذه العزلة والذهاب إلى السوق لشراء أغراض أو لشرب القهوة، والحقيقة أن لدينا في الكويت - ولله الحمد - عشرات الأماكن التي نجد فيها المتعة وسهولة التسوق، ومنها الأفنيوز، الذي يعتبر تحفة معمارية مهمة وفيه من المحلات التي تغني الإنسان عن الذهاب إلى أي مكان آخر، وتشاهد فيه عشرات الأشخاص الذين يستغلونه ممشى ورياضة في جو بارد ونظيف.


كتب الدكتور إبراهيم الخضير مقالاً حول تصرف الناس عند التقاعد يقول فيه: «هنالك مشكلة ربما لا أجد لها تفسيراً، فهناك الكثير من الموظفين كأنما يفاجؤون بموضوع التقاعد، ربما تكون المشكلة الاقتصادية واحدة من أهمها، ولكن الأهم هو شعور المتقاعد أنه قد أصبح خارج نطاق الحياة الفاعلة في المجتمع، وأن تقاعده هو نهاية معنوية لحياته»!
وأضاف: «بعض المتقاعدين ينعزلون عن المجتمع ولا يشاركون في الأنشطة الاجتماعية، وبعضهم يصاب ببعض أعراض الاكتئاب بسبب انخفاض المزاج والشعور بالدونية. وشعور المتقاعد بأن أحداً لا يقدره لا سيما من كان يشغل مناصب حساسة قبل تقاعده، وبعضهم قد يحصل عنده اضطراب في النوم مما يدفعه إلى إدمان بعض الأدوية»!
المشكلة أنه ليس هنالك خدمات تقدم للمتقاعدين في بلداننا، كما هو الحال في الدول المتقدمة!
مشكلة الشعور بالفراغ بعد التقاعد هي أكبر المشاكل تعقيداً لا سيما عند من يتم إحالته الى التقاعد رغماً عنه!
بالنسبة لي فإني - ولله الحمد - لا أعاني من تلك المشاكل التي ذكرها الخضير، ولكني ما زلت أعاني من عدم القدرة على استغلال الوقت كما ينبغي، رغم مشاركتي في كثير من النشاطات الاجتماعية وتواصلي مع الجميع!
أتمنى أن أنتقل من الوضع الحالي إلى التركيز على مشروع مهم، أستثمر فيه وقتي وجهدي لتحقيق طموحي في الحياة، ولكي أثبت لنفسي أن الحياة لا تنتهي عند التقاعد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي