No Script

«دُرّة» الثورة «ثأرتْ» لنفسها

طرابلس اللبنانية... تغضب فَرَحاً

No Image
تصغير
تكبير

الحدَثُ في وسط بيروت وساحاته، لكن العينَ على طرابلس عاصمة شمال لبنان، التي شكّلت واحدةً من أكثر المفاجآت تَأَلُّقاً في زمن الثورة البيضاء التي باغتتْ الجميع في «بلاد الأرز» وتحوّلت الرقمَ الصعب الذي صَدَمَ الذين يتصرّفون على أنهم يقبضون على لبنان فإذ بهم يقبضون... على الجمر.
طرابلس الفيحاء التي تحتضن أحياء تعاني أسوأ معدّلات الفقر على المدن المتوسطية، وجرى جلْدُها مراراً وتكراراً من الإعلام الذي تَعامَلَ معها على أنها «قندهار»، أشاحتْ عن وجهها الظلمَ وخرجتْ إلى الساحة بأبهى مشهد مَدَني حضاري، حتى قيل إنها «دُرّة الثورة».
في طرابلس التي اشتهرتْ يوماً بـ «زهر الليمون»، انتفَضَ أهلُها عبر «انفجار فرَح»... رقصٌ وغناءٌ ودبْكة وأضواء، كأنهم يعلنون التمرّد على الواقع البائس عبر رسالةِ أملٍ يُراد منها القول إننا لن نرفع الرايات البيض أمام وحشِ إفقارنا وطمْسِ هويّتنا والتعاطي معنا على أننا مجرّد خزانٍ بشري للإيجار أيام مناسباتِ شَدِّ العصَب.


ومَن يعرفون طرابلس جيداً، لم يُفاجأوا بالمشهد المدني الذي قدّمتْه المدينةُ وزادَتْ من سطوعه المشاركةُ الكثيفة للسيدات والصبايا والأطفال، ولكنهم حرصوا على القول إن عاصمة الشمال الغاضبة بفرحٍ لم تُبَدِّل خياراتها ولا بدّ من الانتظار، فالأحداث المُهِمَّةُ لم تَحْدُث بعد. فلا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي هدّد باستخدام القوة نفّذ تهديدَه، ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي يعضّ على الجرح وهو ينظر إلى الساحة التي دَخَلَ منها إلى الحياة السياسية لم يحسم خيارَه النهائي في الاستقالة أو عدمها.
والثابت أن الفيحاء وضعتْ الكلام الكبير في السياسة جانباً ونزلتْ إلى ساحتها (ساحة النور) على وقع أنغام «كورال الفيحاء» الشهيرة والـ «دي جاي» نجم الاحتجاجات وأغنياته الحماسية وأبرزها «انساي يلا باي» (لسعد المجرد ومحمد رمضان)، لتفتح ذراعيْها لمارسيل حليفة، بعدما أنشدت أن طرابلس «بتتنفّس حرية»، رغم أسئلةٍ عن «أين جوليا» التي غنّتْها يوماً، وهي الآن زوجة وزير الدفاع الياس بو صعب، من تيار رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي خرَجَ لبنان في «ثورة بيضاء» ضدّ عهده.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي