No Script

واضح

من الذي جلب القوات الأجنبية إلى المنطقة؟

تصغير
تكبير

في حادثة الاعتداء على ناقلتي النفط في خليج عمان الأسبوع الماضي، لم يتم حتى تشكيل لجنة تحقيق تضم الدول التي وقع الاعتداء في مياهها الإقليمية أو التجارية أو قريبا منها ولا الدول مالكة هذه الناقلات، أو أي دول أخرى يجب ضمها لمثل لجان التحقيق تلك، والكل ينتظر تصريحات الدول الكبرى والقوى العالمية عما تسفر عنه تحقيقاتها، نعرف أن تأمين هذه الممرات مهم جداً لكل العالم وليس لنا فقط، إلا أن أمراً آخر يدعو لمسؤولية هذه القوى العالمية عن مثل هذه الحوادث وانتظار النتائج منهم، إنهم موجودون على أرض واقعنا ولهم قوات وقواعد في كل بقاع الإقليم كما أن لهم مشاركات في كل ملفاتنا تقريباً.
من الذي جلب هذه القوات الأجنبية إلى المنطقة وجعل لهم هذه القواعد والقوات هنا، ورسّخ لمبدأ الاتفاقيات معهم وطلب حمايتهم؟ يُنظر دائماً لدول الخليج على أنها هي من استعانت بهذه القوى وهي من جلبتها للمنطقة، والواقع يقول إن أطماع واعتداءات واستقواء بعض دول المنطقة هو من جلب تلك القوات الأجنبية لا دول الخليج بمحض إرادتها، فقبل الاحتلال العراقي لدولة الكويت لم يكن التدخل والتواجد الأجنبي كما هو الآن، وما زالت صورة ذاك الجار القوي الذي يملك ما لا يملكه جاره من قوات عسكرية فيستقوي عليه ويغدر به ويحتل أرضه، ما زالت هذه الصورة ظاهرة بارزة في ذهن المواطن العربي ويتوجس منها خيفة أن تُعاد عليه الكرة مرة أخرى، فهو يبحث عمن يحميه من غدر جاره!
السلوك السياسي الإيراني الذي كان ولا يزال يذكّر دول الإقليم في كل مناسبة بقوته وقدرته على فرض سياسته في كل الإقليم، ويرسل رسائله المعلنة برغبته في نقل ثورته من الداخل ليعممها على الخارج، وترى دول الأقليم هذه السياسة عاملة فاعلة حولها، سياسة الاستقواء هذه وفرض «العضلات» وهذه الأهداف المعلنة غير الخفية بنقل الثورة وتصديرها وما يتم التصريح به فترة بعد فترة من رغبة وعمل وأهداف «الأذرع» على ضم الدول لفلك «الثورة» كل هذا الاستقواء والجبروت، هو الذي دفع دول المنطقة للبحث عمن يحمي أمنها واستقرارها بعد أن هددهما «الجار» وأعلن رغبته الإضرار بهما.
ما زال الفكر العربي السياسي لدى الشعوب عاجزا عن مسايرة هذه التغيرات الكبيرة، التي اجتاحت العالم أجمع منذ ثوراته في خمسينات القرن الماضي، ما زلنا لا نعي أننا كلنا في هذا الإقليم بكل دولنا وثرواتنا وطاقاتنا المادية وغير المادية ما نحن إلا «ترس» من ضمن حلقة تروس كثيرة جداً، تدور وتركب على بعضها البعض التأم كما تلتئم تروس أي محرك، وإن أي «ترس» لن يدخل ضمن نظام دوران بقية التروس فسينكسر حتماً، ويخرج من حركة دوران العجلة ولن يدور مع المحرك! توقفت محركات كل نهضتنا وتطورنا وصلاح حالنا لهذا السبب، لأننا خارج حركة تروس العجلة!
الذي جلب القوات الأجنبية إلى المنطقة، والذي رسّخ تواجد هذه القواعد هو الذي هدد أمن واستقرار دول المنطقة واستقوى عليها وأعمل نظام «العفرته»... لا تحمّلون الضعيف جريرة فعلكم!

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي