افتح كتاباً... تفتح أذهاناً

اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن تكون إمارة الشارقة الإماراتية عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019م، تقديراً لدورها البارز في الاهتمام بدعم الكِتاب والناشر والمؤلف، والسعي الجاد في نشر ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية.
وبهذا الاختيار تكون الشارقة أول مدينة خليجية يتم اختيارها كعاصمة عالمية للكتاب، وثالث مدينة عربية بعد الإسكندرية وبيروت. وجاء هذا الاختيار بحسب قرار اللجنة المؤلفة من ممثلين عن رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات واليونسكو، التي اجتمعت بمقر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في لاهاي، وتعد الشارقة المدينة 19 على مستوى العالم التي تحصل على اللقب، العاصمة العالمية للكتاب.
ومن خلال افتتاح الدورة الـ37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، تم الإعلان عن شعار الاحتفالات بمناسبة اختيارها عاصمة عالمية للكتاب، وهو «افتح كتاباً... تفتح أذهاناً»، وستبدأ الاحتفالات بهذا الاختيار من أبريل عام 2019م إلى 22 أبريل 2020، وستكون هناك بهذه المناسبة سلسلة فعاليات ثقافية، وإطلاق مشاريع، ومبادرات، لتحقيق سلسلة أهداف، أبرزها: تطوير ودعم صناعة النشر في دولة الإمارات والوطن العربي، وتسهيل وصول الكتاب إلى جميع المجتمع، وتعزيز ثقافة القراءة لتصبح أسلوب حياة.

في الحقيقة كانت لي تجربة ثقافية أدبية جميلة في إمارة الشارقة، في شهر 9 من العام المنصرم 2018م، في ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الـ18 التي كانت تحت شعار (الحكايات الخرافية)، حيث شاركت بورقة عمل بعنوان «الخرافة في الفلكلور الكويتي»، ولقد سعدت جداً بالحفاوة التي منحني إياها المسؤولون هناك، وسعدت أيضاً بالدور الكبير والمميز الذي قام به القائمون على معهد الشارقة للتراث وعلى رأسهم الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والسيدة عائشة الحصان مديرة مركز التراث العربي في إنجاح ذلك الملتقى الذي كان تحت رعاية صاحب السمو الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، بمشاركة 34 دولة عربية وأجنبية.
فقد رأيت عن قرب ولامست بنفسي مدى حرص وإصرار أبناء الشارقة على أن يتميزوا عربياً ودولياً في العلم والثقافة ورفعة وطنهم وإمارتهم، بشكل دؤوب بلا تردد أو ملل، حتى استطاعوا أن يجعلوا مدينتهم الشارقة تنال لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 وعاصمة للسياحة العربية 2015، وأخيراً الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019م.
اللهم احفظ وبارك لنا في أوطاننا، و سخر لها المخلصون من أبنائها البررة، الذين يحرصون ويخلصون في رفعتها وتقدمها وعلو شأنها.