No Script

«الراي» تواصلت معهم خلال وجودهم في مطار أتلانتا متجهين إلى لوس أنجليس

3 رحالة كويتيين... عادوا من القطب الجنوبي إلى عالم آخر

تصغير
تكبير

يوسف الروضان لـ«الراي»: التقينا في منطقة أوشوايا في جنوب الأرجنتين... والتي تعتبر المنفذ للقطب الجنوبي

استمرت رحلتنا في القطب الجنوبي من أسبوع إلى عشرة أيام كنا مقطوعين فيها عن الإنترنت

سفيرنا في الأرجنتين عبدالله اليحيا كان يطمئن علينا وتواصل مع سفارة دولة قطر في الأوروغواي

 القائمون على السفارة القطرية استقبلونا ومعهم الأدوية الطبية والكمامات وما نحتاجه للوقاية ونقلونا إلى المطار ومنه إلى البرازيل

سليمان وليد الروضان وفاطمة المطر وفاطمة المفرح... ثلاثة رحالة كويتيين خططوا لقضاء وقت ممتع والاستمتاع بالثلوج، حيث لا يوجد بشر بتاتاً من خلال السفر إلى القطب الجنوبي... لكن فيروس كورونا المستجد وقف عائقاً أمام عودتهم، التي خططوا لها، إلى أرض الكويت، بعدما أغلقت كل الحدود الأرجنتينية البحرية والجوية والبرية، فعلقوا في عرض البحر على متن الباخرة التي كانت قد أقلتهم من منطقة أوشوايا جنوب الأرجنتين إلى وجهتهم المنشودة.
هي رحلة من العمر ليست كبقية الرحلات الماضية، والتي من المؤكد أن الثلاثي الكويتي لن ينسى تفاصيلها.
«الراي» تواصلت هاتفياً مع الرحالة الثلاثة خلال تواجدهم في مطار أتلانتا، قبل توجههم إلى لوس أنجليس، وروى سليمان الروضان ما جرى معه ورفيقتي الرحلة، وكيف استطاعوا أن يصلوا إلى الولايات المتحدة الأميركية.


بدأ الروضان كلامه بالقول: «أنا وفاطمة المطر وفاطمة المفرح، رحالة نسافر إلى مختلف دول العالم طوال السنة، لكن هذه السفرة كانت جديدة علينا واستثنائية، إذ خططنا لكل شيء (وأمورنا طيبة) من حجوزات ورحلة العودة إلى الكويت أو إكمال المشوار إلى المكسيك، حيث التقينا في منطقة أوشوايا في جنوب الأرجنتين، والتي تعتبر المنفذ للقطب الجنوبي».
وأضاف «بدأت رحلتنا كما هو مخطط لها في التاسع من شهر مارس الجاري، وركبنا السفينة بعد أن تم إجراء الفحوصات الكاملة علينا للتأكد من عدم ارتفاع درجة الحرارة لدى أي منا، وكان فيروس (كورونا) المستجد منتشراً في بدايته حول العالم، لكنهم كانوا دائماً على تواصل معنا قبل الرحلة وإخبارنا بالمستجدات حياله حول العالم، والاطمئنان إلى أننا لم نقصد في الآونة أياً من الدول الموبوءة، وفعلاً انطلقت الرحلة متوجهة إلى القطب الجنوبي، حيث لا يسكنه أحد من البشر (ما كان في غير اللي بالسفينة والبطاريق والحيتان حولنا)، ولك أن تتخيل المنظر... كل ما حولنا عبارة عن ثلوج على مدّ النظر».
وتابع الروضان «استمرت رحلتنا في القطب الجنوبي من أسبوع إلى عشرة أيام، كنا مقطوعين فيها عن الإنترنت (كنا بعالم ثاني ما ندري عن شي)، ولدى عودتنا من هناك فتحنا أجهزتنا النقالة وشاهدنا ما حصل بسبب الفيروس (العالم غير اللي هديناه)»، لافتاً إلى أنه «بعدما قرأنا الأخبار وعرفنا أن المطارات مغلقة، قررت الشركة التي تعاقدنا معها في هذه الرحلة أن نعود أدراجنا وفق الخطة والتواريخ ذاتها، مع تقديم يوم واحد فقط بسبب حالة البحر والعاصفة. وخلال عودتنا إلى الميناء الذي أبحرنا منه جنوب الأرجنتين، تلقينا خبراً منهم بأنه تم إغلاق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وهنا حاول القائمون على الشركة إيجاد حل، وفعلاً توجهنا إلى العاصمة بوينس آيرس، علنا نتمكن من دخول الأرجنتين عبرها، إلا أن المشكلة هنا كانت في أن المسافة تحتاج أسبوعاً كاملاً (هقينا يومين بالكثير، لكن طلع طريج البحر وايد أبعد)».
وأردف الروضان «خلال هذه الفترة، كان الجميع على متن الباخرة يحاول إيجاد تذاكر سفر إلى بلده، وكان جميع الركاب يستخدمون القمر الصناعي للحصول على شبكة إنترنت، وبالتالي كان ضعيفاً. نحن بدورنا تواصلنا مع سفيرنا في الأرجنتين عبدالله اليحيا (وكان من نفسه أساساً بين الوقت والثاني يتطمن علينا بالمسجات) حيث جهز لنا مكاناً لاستقبالنا وكل هذه الأمور».
ويروي الروضان كيف أنه قبل وصولهم إلى الميناء في العاصمة بيوم فقط أخبروهم أن كل المنافذ أغلقت نهائياً، وأنه لا يسمح لأحد بالدخول أو الخروج، وتابع «لكن السفير اليحيا طمأننا وأخبرنا بأنه سيجد طريقة لإيصالنا إلى بر الأمان، وبنفسه بدأ بالتواصل مع سفارة دولة قطر في الأوروغواي بعد أن توجهت الباخرة إلى هناك مع إغلاق الميناء الأرجنتيني، حيث كانت الأوروغواي البلد الوحيد الذي قد يستقبلنا».
وأضاف «لدى وصولنا إلى ميناء مونتيفيديو في الأوروغواي، كان القائمون على سفارة دولة قطر في استقبالنا، ومعهم كل الأدوية الطبية التي كنا بحاجتها وكذلك معقمات وكمامات وما نحتاجه للوقاية (صج ما قصروا)، بعدها نقلونا مباشرة إلى المطار ومنه إلى البرازيل (ترانزيت)»، مردفاً «وهنا أيضاً تواصل السفير اليحيا مع سفيرنا في البرازيل ناصر المطيري للاطمئنان إلى صحتنا (اثنينهم ما قصروا)، ومن طائرة إلى أخرى حطت رحالنا أخيراً في مطار أتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية، وكان أيضاً السفير اليحيا متواصلاً معنا ومع أعضاء سفارتنا هنا الذين تواصلوا معنا، وحالياً نحن في انتظار طائرتنا إلى لوس أنجليس، محطتنا الأخيرة، والتي منها سنرى ما ترتيبات الإجلاء للعودة إلى أرض الوطن (للحين ما في أبديت)، لكن أطمئنكم نحن بخير الحمد لله (أمورنا كلها تمام)».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي