No Script

بذرة الخير

No Image
تصغير
تكبير

عرف الإنسان الزراعة منذ زمن بعيد بذورصغيرة تُلقى في عمق الأرض فتنتج الكثير؟ وفي عصرنا الحديث، وجد نظام الهندسة الوراثية للنبات، وفي العام 1994 تم بيع أول غذاء معدل وراثياً، أما بالنسبة للري فقد تطور كثيراً وعلى سبيل المثال، وجد نظام الري بالتنقيط، وهو يعتبر من أهم عوامل توفير المياه للزراعة، وهي عملية جيدة ومحسوبة وبطريقة بطيئة، تتم عن طريق نقط منفصلة أو متواصلة بواسطة ما يسمى بالنقاطات، وهي الطريقة المثلى للري، بحيث تعتبر فواقد التبخر وفواقد الجريان السطحي، والتسرب العميق فيها قليلة.
ولوحظ زيادة في نمو النباتات وعمق الانتاج بهذ الطريقة، وهناك أيضاً توفير للعمالة بنسبة 70 في المئة كما أن هذه الطريقة تقلل من أخطار الآفات وأمراض النباتات، والتي قد تنشأ من الأوراق المبللة، وذلك لأن الغطاء الخضري يبقى جافاً دائماً، هذا ويسعى العلم دائماً إلى تطويرالزراعة بالتقنية الحديثة التي توفر المال والجهد وتنتج أكبر وأكثر محصول بأقل تكلفة ممكنة.
 تكلمنا فيما مضى عن الزراعة المادية على سطح الأرض التي نعيش عليها الآن، وذكرنا أن هذه الأشجار العملاقة والنباتات الصغيرة كانت بدايتها بذرة صغيرة ليست بذات الأهمية، ولكن بعد زراعتها والاهتمام بها وتنميتها أنتجت لنا الكثير مما أفادنا نحن وغيرنا من البشر، ونأتي الآن إلى بذور من نوع آخر، ولكنها موجودة عند معظم الناس وإن كان المؤمنون بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب، هم أكثرالناس تطلعاً اليها، والرغبة الشديدة في امتلاكها وتفعيلها.
 وقد تتساءل بينك وبين نفسك ما هذه البذورالعجيبة؟ فيقال لك إنها بذور الخير بشتى أصنافها وأنواعها وأعدادها وأشكالها، مسجد بني وشيد يصلي فيه المئات من الناس كان عبارة عن بذرة خير صغيرة، وجدت في تفكير من بناه مستشفى ضخماً ومكلفاً مادياً ومعنوياً بني لوجه الله سبحانه وتعالى، كان عبارة عن بذرة صغيرة للخير، وجدت عند من شيده مشروعاً كبيراً قام به مجموعة من المؤمنين لوجه الله سبحانه وتعالى، كان عبارة عن بذرة صغيرة للخير، وجدت في قلب أحدهم فكان ما كان...
 بذورالخير كثيرة لا تعد ولا تحصى، وكلها من عطاء رب العالمين يؤتيها من يشاء بعلمه وحكمته وبمعرفته بخلقه وبمن يستحق منهم، أو حجبها عمن لا يستحق وقد قال الله تعالى «ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير» البقرة 265، وقال سبحانه «وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون» البقرة 272. هذاهو مفعول بذور الخير في نفوس الصالحين حسنات مضاعفة، ومغفرة من الله ورضوان، وحب الناس لهم جميعا، ودمتم سالمين.

twitter@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي