No Script

حديث القلم

الخطر الخارجي لايميز

تصغير
تكبير

قبل أن تقوم بمتابعة العلاقات الأميركية الإيرانية المتدهورة اليوم، عليك أن تطلع قليلاً على الخلفية التاريخية لهذه العلاقات، منذ أيام الشاه الذي كانت تربطه بالولايات المتحدة الأميركية علاقات وثيقة، إلا أن العلاقات المتينة تلك تراجعت بشكل عكسي وانهارت سريعا بعد الثورة، فتحول الأمر إلى عداء صريح كان يستفحل شيئاً فشيئاً بمرور الوقت، حتى جاء الغزو العراقي الذي أعاد تشكيل خارطة النفوذ بالكامل في المنطقة، ذلك لأن تأثير الغزو العراقي الغاشم للكويت، لم يقف ضرره عند الكويت فحسب، بل امتدت آثاره وتبعاته إلى الداخل العراقي والمحيط الإقليمي، حتى جاء وقت اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية لإزاحة نظام صدام حسين عن السلطة في العام 2003.
حرب كلامية متصاعدة بين الطرفين على مدى سنوات عدة، تشعر خلالها أن هناك التقاء واتفاق يكمن بين جنبات الاختلاف الذي يظهره الإعلام، وقد تكون هناك ترتيبات سرية وبطبيعة الحال مصالح مشتركة تحتم على الاثنين الإبقاء على الوضع الراهن بغرض الانتفاع وحماية المصالح بشكل أو بآخر.
لم أقتنع يوماً أن هناك نقاط التقاء بين البلدين، حتى جاء اليوم الذي أطلق فيه عدد كبير من الصواريخ دون أن تعترضها أي صواريخ مضادة، كما أنها وقعت على مواقع عسكرية خالية تماماً من العسكر، فتشعر أن ما حدث كأنه معد سلفاً وهو مجرد تحرك للاستهلاك الإعلامي.
في النهاية... نعم هناك اختلاف كبير لكن هذا الاختلاف لا يخلو من وجود مصالح مشتركة، لذلك لا نقحم أنفسنا بأمر لا شأن لنا به على المستوى الشعبي، ولا نحول أي صراع إقليمي إلى نزاع طائفي يؤثر على جبهتنا الداخلية، فالصراع الذي تشهده المنطقة ليس دينياً أو طائفياً إطلاقاً، هو صراع مصالح ونفوذ، وإن حاولت بعض القوى إظهاره بشكل طائفي ثق تماماً بأنه مجرد تكسب وتعبئة شعبية وشحن للشارع، ولنكن دائماً متيقظين لأن الخطر الخارجي لن يميزنا على أساس المذهب أو الطائفة.

وخزة القلم:
قرابة 700 ألف مواطن كويتي عاصر مرحلة الغزو العراقي الغادر في عام 1990، هؤلاء الـ700 ألف لم يكونوا يوماً شاهدين على ارتكاب مجازر بحق الجاليات المتعاونة مع قوات الاحتلال، ولم يكن في أرض السلام يوماً موضع للمقابر الجماعية، وادعاء شخص واحد منفرد لهذا الأمر، هو بلا شك تزييف للتاريخ يجب ألا يمر مرور الكرام.

twitter : @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي