No Script

وجهة نظر

الألفيون في مؤتمر «MIPM»

No Image
تصغير
تكبير

حضرت مؤتمر «MIPM» السنوي المقام في مدينة كان الفرنسية، والذي يعد من أكبر التجمعات للعقاريين في العالم، والذي يتم فيه تداول آخر مستجدات القطاع العقاري، وعرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العقارية، ومناقشة المتغيرات الحديثة وما يستجد من قطاعات مساندة جديدة.
ومن الملاحظ أنه سادت مصطلحات مشتركة بين معظم المحاضرات والاجتماعات، التي حضرناها وأهمها «الألفيون» (Millennials )، إذ تخطى الألفيون وهم أبناء جيل العمل في الالفية الثالثة، رسمياً حاجز اكبر تعداد لسوق العمل ابتداء من عام 2019، ليكونوا بذلك المحرك وراء حركة عجلة الاقتصاد والاستهلاك.
ومن المهم معرفة سلوك هذه الفئة ومدى تأثيرها على قرارت الاستثمار العقارية المقبلة، تماشياً مع نمطها الاستهلاكي، ومن اهم السلوكيات ارتباطهم الوثيق مع التكنولوجيا وإمكانيتهم للتأقلم مع كل ما هو جديد.
ويعتبر الألفيون من أشد الناس رغبةً في خوض التجربة بدلاً من اقتناء أو تملك المنتج، إذ تأتي عندهم في مرتبة أعلى من العائد المادي في كثير من الأحيان.
ويعتبر الألفيون أنفسهم ابناء العالم إذ لا تعتريهم حدود ولديهم القابلية في العمل بشتى المجالات وفي مختلف البلدان ومع أي نوع من البشر.
أما المشاركة في العمل والمسكن (Co-Working / Co-Living)، وكما أشرت سابقاً، مع دخول الألفيين سوق العمل، زادت متطلباتهم في أماكن العمل وخصوصا في مجال خوض التجربة، ولا مانع لديهم من مشاركة الخدمات مع أشخاص مختلفين، بالإضافة الى تزويد الأماكن بمساحات للهو والتعارف، ما يجعل رب العمل او صاحب المنشأة في مأزق عند تشكيل المساحات بالنظام المتعارف عليه سابقاً.
ومع اعتياد هذه الشريحة في الغالب على السكن في نزل الجامعات الخاصة والمشتركة، اصبح لديهم قابلية اكثر للدخول في سوق العمل، وهم في مساكن مشتركة، في خطوة طبيعية ضمن سلم تطور هذا القطاع من العقار.
وقد يسأل سائل لماذا يعتبر الألفيون أكثر قابلية للمشاركة من غيرهم؟ وأجيب عليهم بأنهم مضطرون على ذلك أكثر من أنهم راغبون فيه كخيار، إذ أصبح توجه سوق العمل أكثر إلى المدن الرئيسية، لما فيها من فرص مواتية في الوقت ذاته، إذ أصبح الغلاء المعيشي يضع حاجزاً فوق مستوى الرفاهية المعتاد عليه لدى الأجيال السابقة.
كما ناقش المؤتمر خوض التجربة (Experience)، إذ أصبح تركيز الألفيين على التجربة أكثر منه على الرفاهية أو المردود المادي، ولا مانع لديهم من المشاركة في مكان العمل، ولكن مع وجود تجربة فريدة تنقلهم من ضيق المساحة إلى فسحة المغامرة، وفي مشاركة السكن، إذ انهم يفضلون توافر خدمات مشتركة كغرف سينما وملاهٍ ومساحات خضراء وغيرها.
ومن هنا، على المستثمر الموازنة بين الخدمات المقدمة والقيمة الايجارية، للمحافظة على العائد المستهدف دون خسائر، ويتطلب ذلك إدارة ناجحة توفق بين الأمرين.
ومازلنا غير قادرين عن تحديد مستوى العوائد على المدى البعيد، نظراً لهذا التغيرات المتسارعة في السوق.
وعلى صعيد السيارات ذاتية القيادة، فقد رأى المجتعون أن هناك نظرة مستقبلية للسيارات ذاتية القيادة، قد تجد حلاً جديداً للألفيين، مع سكنهم في مناطق بعيدة عن وسط المدينة، إذ تقوم بتوصيلهم ذاتياً إلى أماكن عملهم من غير جهد يذكر من طرفهم، غير أنهم يقومون بأعمال أخرى او حتى النوم اثناء القيادة.
وستغير السيارات ذاتية القيادة من معنى أهمية مواقع بعض العقارات، وتحولها من عقارات في أماكن إستراتيجية إلى مواقع عادية كغيرها من العقارات.
وإذا تكلمنا عن توصيل المنتجات ذاتياً بالشاحنات أو الطائرات العامودية، فذلك سيغير حتماً في تقاييم الكثير من العقارات وتغير معالم المدن الرئيسية
ونشير هنا إلى أنه في الخلاصة، على المستثمر إعادة النظر في قرارات الاستثمار وخصوصاً العقارية منها، كونها طويلة الأجل وقد تكون عرضة لمتغيرات جذرية، ولا بد من التميز بالإدارة واستقطاب النزلاء، والإبقاء عليهم دون المساس بالربحية، إذ تنظر الإدارة الناجحة إلى النزلاء على أنهم من العملاء الباقين.

* نائب الرئيس التنفيذي لشركة «رساميل للاستثمار»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي