No Script

رواق

نفخة الرئيس

تصغير
تكبير

هو ثامن شخصية تتولى الحكومة الكويتية منذ 1962، حين كانت رئاسة الوزراء مرتبطة بولاية العهد.
وثالث رئيس وزراء منذ تولي صباح الأحمد الحكم، بعد فصل الرئاسة عن الولاية صار رئيس الوزراء معرض للمساءلة مثل وزرائه وربما أكثر منهم.
ولم يكن الخلل يوماً في شخص الرئيس فكل الرؤساء جاؤوا الى الرئاسة بتوافق ورضاً، وربما إشادة ثم بدأ تسليط الضوء على عملهم وأي خطأ بعشرة بل يتحول الخطأ الى خطيئة إذا صدر عن الرئيس، الذي يتم تحميله أخطاء غيره فقط لكونه رئيساً حتى ليتمنى المرء في الكويت ألا يكون رئيس وزراء أبداً، أو لعله لا يكون وزيراً في الأساس!


صباح الخالد، البعيد عن الأضواء منذ بداية تدرجه في العمل الحكومي، وهو أحد الأحفاد المباشرين لمبارك، بدأ متدرباً ديبلوماسيا تحت إدارة السفير محمد ابو الحسن - مستشار الأمير حالياً - كان معروفاً جداً في محيطه المحدود بذكائه، لكنه خارج محيطه لا أحد يعرفه وفي ذلك ذكاء منه!
تدرج حتى صار سفيراً، كان من أكثر السفراء، اندماجاً مع سفارته، حتى انعكس ذلك على شخصيته، ويقال إنه أكثرهم قراءة وأفضلهم كتابة وأقلهم كلاماً، ولشدة عمق تقاريره الاستراتيجية عهد إليه بالأمن الوطني مؤسساً له، وكانت التوقعات في تلك الفترة عن منصب حكومي أكبر، يتولاه حتى تولى وزارة الشؤون فخيّب كل التوقعات بوزارة سيادية تليق به، واستغرب كثيرون من قصار النظر وأصحاب النفس القصير قبوله تلك الحقيبة التي رفضها غيره، لكنه قلبها عليهم عندما أعطاها سيادتها فأضاف إليها من هيبته أكثر ما أضافت له، ثم حصلت المفاجأة، حين عهدت إليه وزارة الإعلام، هو الأقل ظهوراً في الاعلام بل والوزير الذي ليس لديه «موبايل» في ذلك الوقت، لكنه كان دوماً في قلب الحدث!
واليوم يتم التندر بأنه ليس لديه «واتساب» لكني أجزم أنه الأكثر تواصلاً، لديه شخصية مختلفة متفردة وفريدة خارج السائد والمألوف، فحين أصبح نائباً أولّ لرئيس مجلس الوزراء، لم يتحدث في الشأن المحلي وحتى حين كان وزيراً للخارجية كانت هيبته تسبب إحباط الصحافيين الباحثين عن أجوبة نارية، فكثير ما نخرج من مؤتمراته الصحافية من دون مانشيت حتى تحول هو إلى المانشيت!
اشتهر بالسيطرة على انفعالاته إذا غضب، نفخ نفخة مصحوبة بتنهيدة، ودائماً يعبر الأحداث الكبرى والأزمات بهدوء وسلام حتى صار هو الحدث!
لا أظن من معرفتي البسيطة والمحدودة بصباح الخالد أنه سعيد برئاسة الوزراء، بل إن قبوله المسؤولية يشبه تماماً قبوله حقيبة الشؤون، مخيباً لتوقعات الذين يراهنون على رفضه.
من الأمم المتحدة إلى مجلس الوزراء مرورا بسفارات ووزارات، كيف يستطيع الرئيس الجديد تطوير النهج الحكومي من دون ان يحيد عنه؟ معادلة صعبة أمام رجل اعتاد أن ينفخ في أزماته فهل تطفئ نفخته النيران التي تنتظره؟ نحن في الانتظار!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي