No Script

خواطر صعلوك

إنها ترتدي «شورتاً» ضيقاً جداً!

تصغير
تكبير

أخاف من الكلاب والأفاعي، والذين يدّعون أنهم يملكون الحقيقة كاملة وبضربة واحدة.
أخاف من رجل يجلس على الشاطئ في نهار مليء بالغيوم، وهو يرتدي نظارة شمسية وينتعل حذاءه من دون أن يفكر في أن يلامس الرمل جلده، ويقوم بعمليات حسابية مليئة بالأرقام من أجل مستقبله.
أخاف من سيدة تقول لأخرى:
- يا إلهي... انظري إليها إنها ترتدي شورتاً ضيقاً جداً.
وأخاف من سيدة تقول لأخرى:
- يا إلهي...انظري إليها إنها محتشمة وترتدي معطفاً يخفي جميع مفاتنها.
ولكني لا أخاف من سيدة تقول لنفسها:
- يا إلهي... ارزقني البصيرة لكي لا أرى إلا نواياي، وما يمكن لنفسي أن تجود به على البشر والشجر وجيراني.
أخاف من رجل أطلق العنان لشعر وجنتيه، لأنه ينمو بلا توقف بينما قلبه صحراء قاحلة كل ما فيها يشعر بالعطش، وأخاف من امرأة طويلة الشعر قصيرة الفكر.
أخاف من الذين يتكلمون عن الله بوقار واحتشام، بينما أرواحهم عارية.
وأخاف من امرأة تجلس في مقهى اسمه مقهى «الوقار والاحتشام»، ويبدو فعلاً أنها في قمة الوقار والاحتشام، ولكن نظراتها تنزع ثياب الجالسين حولها.
أخاف من الذين يتكلمون عن المساواة والحقوق البشرية ليكونوا متساوين مع ساداتهم في الصباح، وفي المساء يكونوا أسياداً على من هم أضعف منهم، فمثلاً يقول أحدهم للخادمة وهو يعطيها راتبها الشهري: مدي يدك وانظري للأرض، وقولي شكراً بابا!
أخاف من المتحيزين لنوعهم الاجتماعي، فمثلاً أخاف من امرأة تقول: الحمد الله الذي لم يخلقني دجاجة أو دودة... أو رجلاً!
ولكني أيضاً أخاف من الرجل الذي يقول: الحمد لله الذي لم يخلقني أحدب أو مجنوناً أو معتوهاً... أو امرأة!
لا أخاف من امرأة القرية التي قررت أن تغوي اثني عشر فارساً على ظهر سفينة حربية، قرروا أن يقصفوا القرية بالمدافع الثمانية في الصباح، تغويهم لكي توقف المذبحة ونهر الدماء، ولكني أخاف من اثني عشر فارساً من النبلاء جداً وغير قابلين للإغواء قتلوا المرأة في المساء وفي الصباح وجهوا مدافعهم على القرية دفاعاً عن كل المفاهيم «الصحيحة» التي تضخمت في أذهانهم!
أخاف من الظهور في التلفاز ومن صديق لا ينصت ومن طفل مدلل ومن امرأة لا يهمها سوى المال، وآخر صيحات الموضة ومن الإعلانات التي تقول «اشترِ قطعة واحصل على الأخرى مجاناً»، ومن رجل لا يبكي ومن كاتب يوعظ الآخرين وينسى نفسه، ومن رجل أو امرأة ليس لديهما تخوفات!
في الواقع عزيزي القارئ... أنا أخاف من نفسي ومن حلم يحررني ويأسرني.

قصة قصيرة:
أقصى حلم للخلية الحية هو أن تصبح خليتين، وأقصى طموح القرد أن يحصل على الموزة، وأقصى طموح وزارة التربية هو أن تكون برادات الماء والمكيفات على ما يرام في بداية العام الدراسي!

Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي