No Script

دخلك المادي... عامل أساسي بتسعير دوائك!

No Image
تصغير
تكبير

29 مليار دولار أرباح 12 شركة أميركية خلال 3 أشهر 

تحاول الحكومات جاهدة كبح جماح ارتفاع أسعار الأدوية الكبير، ففي إنكلترا مثلاً تخوض الحكومة معركة ضد شركة الأدوية «Vertex» على خلفية تكلفة سعر مبالغ فيه لعقار خاص بالتلّيف الكيسي (Orkambi) والذي تبلغ تكلفته الشهرية 23 ألف دولار.
وفي الولايات المتحدة، تظهر البيانات موت الكثير من مرضى السكري بسبب التكلفة العالية للإنسولين، وفي هولندا أوقفت الحكومة لبعض الوقت شراء عقار الأورام المناعي (Keytruda) رغم أنها ساعدت في تطوير مثل هذا العقار، وذلك بسبب كلفته العالية والتي تصل إلى 13.6 ألف دولار شهرياً.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «ذي إيكونومست» فقد تطلب الأمر الكثير من الجهود من قبل الدول الغنية لأن تكون مسألة عدم القدرة على دفع تكاليف الأدوية موضوعاً رئيسياً على أجندة الصحة العالمية، وهو الأمر الذي ينسحب تأثيره الإيجابي على الدول الفقيرة.


وفي 20 مايو الماضي، بدأت عملية معالجة هذه القضية عبر المجلس العالمي الصحي، حيث اجتمع وزراء الصحة من مختلف دول العالم لتحديد أهداف منظمة الصحة العالمية خلال السنة المقبلة.
ورغم أن أجندة هذا الملتقى مليئة بالمواضيع المهمة مثل الرعاية الصحية العالمية، ومقاومة مضادات الميكروبات، وتأثير التغير المناخي على الصحة والأزمة المتعمقة لمرض الإيبولا، فإن القضية الأكثر إثارة هي ارتفاع أسعار الأدوية الجديدة، وخصوصاً أدوية السرطان.
وفي فبراير الماضي، كشفت وزيرة الصحة الإيطالية، جوليا غريللو، عن مشروع قرار يخص أسعار الأدوية، داعية لاتخاذ تدابير دولية لتحسين الشفافية في ما يتعلق بالأسعار وتكاليف البحث والتطوير، بالإضافة إلى تكاليف إنتاج الأدوية، كما شمل هذا المشروع المطالبة بالكشف عن جميع أشكال الدعم الحكومي المختلفة التي تتلقاها.
ويؤمل أن يسهم المقترح المدعوم من قبل العديد من الدول الغنية والفقيرة بإيجاد شفافية كبيرة من أجل تقليل أسعار الأدوية.
في الجهة المقابلة، أبدت «لوبي» شركات الأدوية عدم رضاها عن هذا القرار، وبحسب موقع «Stat» قال الاتحاد الدولي لصناع المنتجات الدوائية، إن هذا المشروع يصرف الانتباه والموارد بعيداً عن إيجاد الحلول المستدامة.
وأشارت «ذي إيكونومست» إلى ما تقوم به كل من بريطانيا وألمانيا والدنمارك من محاولات لتخفيف من وقع بنود هذا القانون المقترح، وهي محاولات ربما ناتجة عن ضغط قطاع صناعة الأدوية الكبير، على الرغم من أن هذه الدول تواجه مشاكل متزايدة في تسعير الأدوية.
وبينما ترى شركات الأدوية بأن تكاليف ومخاطر تطوير الأدوية تتطلب رفع الأسعار، تقدر منظمة الصحة العالمية افتقار نحو 100 مليون شخص حول العالم سنوياً بسبب الأسعار التي يدفعونها مقابل الأدوية باهظة الثمن.
وخلص تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول أدوية السرطان، إلى أن الشركات قامت بتسعير عقاقيرها إلى حد كبير وفقاً لتوقعاتهم المتعلقة بالدخل المادي، بدلاً من تكلفة الدواء أو كيفية زيادة الوصول إلى المرضى.
ولفت تقرير «ذي إيكونومست» إلى أن تحقيق الربح من قبل عدد كبير من الشركات هو أمر غير ملحوظ، ومع ذلك، فإن شركات الأدوية ليست شركات عادية، كون منتجاتها ضرورية لإنقاذ الأرواح، وهي تحصل على احتكارات لعقاقيرها من خلال أنظمة براءات الاختراع التي تمنحها الحكومات.
ووجدت المنظمة أنه على الرغم من ارتفاع تكلفة تطوير الأدوية، فإن أدوية السرطان تحقق عوائد تتجاوز بكثير تكاليف البحث والتطوير، وأكثر بكثير مما هو ضروري لتمويل وخلق حوافز للجهود المستقبلية.
وتشير بيانات صادرة من منظمات في أستراليا إلى أن التكلفة لكل وصفة طبية لعقاقير السرطان أعلى بمقدار 2.5 مرة من تكلفة الأدوية الأخرى.
ووفقاً لموقع «Axios»، فإن صناعة الأدوية تحقق أرباحاً كبيرة جداً، ففي أميركا وحدها سجلت 12 شركة أرباحاً بأكثر من 29 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي