يقول الله سبحان وتعالى في محكم التنزيل: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً»، هذا التوجيه الرباني بالدعوة إلى الوسطية يعتبر منهج حياة ودعوة إلى الابتعاد عن التطرف بكل أشكاله، ومن أقوال سيدنا علي رضي الله عنه: (لا تكن ليناً فتعصر ولا قاسياً فتكسر)، فهذا الأثر أيضاً يعتبر خارطة طريق نستنير به للتعامل مع جميع مناحي الحياة.
فكن وسطياً في جميع مواقفك الاجتماعية والأسرية والسياسية بل حتى التجارية، لا تميل كل الميل. في حياتك الاجتماعية لا تثق كل الثقة فيمَنْ تتعامل معه وتصل إلى حد السذاجة فتندم، ولا تشك وتعدم الثقة وتصبح سوداوياً شكاكاً بل كن وسطياً. في حياتك الأسرية كن وسطياً، مع أهلك وأبنائك ليناً في موضع اللين وشديداً في موضع الشدة.
بل حتى في المواقف السياسية لا تكن متطرفاً إما أقصى اليسار أو أقصى اليمين بل كن وسطياً. اجعل الوسطية منهجاً في حياتك، فلا تكره بتطرف، ولا تحب بتطرف، ولا تثق بتطرف، ولا تشك بتطرف، ولا تصرف أموالك بتطرف، ولا تمسك أموالك بتطرف.