No Script

بالقلم والمسطرة

التغيير والتعبير بين القاعة والساحة!

تصغير
تكبير

من المفترض قراءة ما حصل في تجمع ساحة الإرادة، وعمل مقارنة بسيطة بين ساحة الإرادة وقاعة عبدالله السالم داخل مجلس الأمة، فالأولى تساهم في التعبير المباشر لمن يريد التعبير عن أي قضية أو أي أولوية أو حتى التعبير عن سخطه عن بعض الأوضاع، وبالطبع ضمن الضوابط والقوانين المعمول بها، والثانية وهي قاعة مجلس الأمة فإنها المكان الحقيقي للتغيير وإقرار التشريعات والقوانين، والمكان المفترض لعمل الإصلاحات المطلوبة، لذا فإن حق التعبير موجود في عدد من دول العالم المتحضر، ولكن من المهم والمهم جداً الحرص على تفعيل السلطة التشريعية ويمثلها مجلس الأمة، واستخدام أدواتها الدستورية وتفعيل الدور الرقابي والتشريعي بشكل أكبر من دون التركيز على جانب وإهمال الجانب الآخر.
فالجانبان مهمان، وهنا تكمن مسؤولية الناخبين، فهم الذين انتخبوا هذا النائب أو ذاك، وهم من يملكون الضغط على النائب، كلٌ في دائرته الانتخابية أو في منطقته، وذلك للسير في طريق الإصلاحات المطلوبة، بعيداً عن جعل دور النائب عند البعض لتمرير المعاملات وعمل (الواسطات) فقط ، وأيضاً من باب التفاعل مع الشعب أو مع الناخبين - إن جاز التعبير - وحتى إن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر بين البعض في مجلس الأمة والبعض الآخر من الحاضرين في ساحة الارادة أو في الصحافة أو في وسائل التواصل الاجتماعي أو في أي أماكن، فإن الحوار مطلوب ويجب تفعيل وتقبل الحوار الشعبي وغير الرسمي بين المواطنين والنواب واستشعار الأولويات والإحساس بنبض الشعب - إن جاز التعبير - ومن ثم تقديم وتأخير الأولويات، وذلك لحث الحكومة على تقبل الإصلاحات والتشريعات المطلوبة.
فليس المهم التركيز على جانب واحد - كما ذكرت - كالرقابي مثلاً، والتركيز على الاستجوابات فقط، وإن كان بعضها قد يكون مستحقاً ومهماً وتفعيلاً لأداة دستورية مطلوبة في بعض الأحيان، لمواجهة القصور في الجهات الحكومية، وذلك من دون التركيز على الجانب الآخر المهم، وهو الجانب التشريعي وبشكل أسرع لتلبية طموحات المواطنين والمساعدة في حل القضايا المزمنة.
فالنائب يمثل الشعب والمفترض أن يشعر بأهمية ومسؤولية تمثيل المواطنين في قاعة عبدالله السالم، وبالتالي عمله ووقته محسوب، والبعض له حضور إعلامي أكثر من مشاركته في تشريع القوانين، فليس المهم التصريحات الرنانة والكلام المعسول في وسائل الإعلام، بل المهم أن نرى تشريعات تساهم في تطوير البلد ومعالجة هموم المواطنين وعلى الناخبين أن يقارنوا بين تصريحات النائب، سواء في حملاته الانتخابية السابقة أو في وسائل الإعلام، وبين التشريعات التي يساهم فيها والتي يقوم بالتصويت عليها، حتى يتم التمييز بين النائب المجتهد والمتراخي. فالنائب المجتهد يحرص على أداء أعماله في مراقبة أداء الحكومة والتعامل بحكمة مع أدواته الدستورية، مثل الاستجواب وتشريع وإقرار القوانين، والله المستعان في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي