No Script

مروا من هنا / درّب العربي والسالمية... وخاض دورتي خليج مع «الأزرق»

أرمسترونغ... «مغامرة في الكويت»

تصغير
تكبير

عدم اعتماد آلف رامزي على الجناحين حجب عنه فرصة الظهور الدولي

أسطورة أرسنال واكب حقبة تواجد فيها مدربون كبار في الكرة الكويتية 

نشاطه الكبير لفت الأنظار إليه... فبقي بعد رحيل أليسون والزملاء 

في كتاب «جوردي أرمسترونغ في الجناح... ذكريات جورج أرمسترونغ أسطورة الأرسنال» الذي تحدث عن سيرة اللاعب والمدرب الانكليزي جورج أرمسترونغ، قام المؤلف ديف سيغر، بالتعاون مع «جيل»، ابنة المدرب الراحل، بتخصيص باب تحت عنوان «مغامرة في الكويت Adventure in Kuwait» لسرد تجربة المدرب الشهير في الملاعب الكويتية والتي تنقل فيها بين ناديي العربي والسالمية، والمنتخب، مساعداً ومدرباً.
قضى جورج «جوردي» أرمسترونغ، المولود في 9 أغسطس 1944، معظم مسيرته كلاعب في أرسنال الذي سجل ظهوره الأول بقميصه في 1962 عندما كان يبلغ من العمر 17 سنة، وقد خاض معه 621 مباراة مسجلاً رقماً قياسيا ظل صامداً لفترة طويلة، ومتوّجاً بإنجازات عدة أبرزها ثنائية الدوري والكأس في الموسم 1970-1971.
وفي العام 1977، غادر ملعب «هايبري» معقل «الغانرز» السابق، ليمضي موسماً مع كل من ليستر سيتي وفريق مقاطعة ستوكبورت، قبل أن يعتزل.
كان لاعباً بارزاً، ووفقاً لشهادات مختصين واكبوا فترة تألقه، فإن غيابه عن التمثيل الدولي خلال الفترة من منتصف الستينات وحتى مطلع السبعينات كان بسبب سياسة مدرب المنتخب الانكليزي آلف رامزي بعدم الاعتماد على الجناحين في خطته.
بعد اعتزاله، اتجه أرمسترونغ إلى مجال التدريب، وعمل في أندية عدة، بينها فولهام وأستون فيلا وميدلسبره وكوينز بارك رينجرز، بالاضافة إلى مولنر النروجي.
وفي خريف العام 1985، حطّ في الكويت ضمن الطاقم المعاون للمدرب الكبير، مالكوم أليسون الذي تعاقد معه الاتحاد المحلي لتدريب «الأزرق» بعد الخروج من تصفيات مونديال 1986 في المكسيك، ليبدأ «جوردي» مسيرة حافلة استمرت قرابة الـ5 أعوام.
ويتحدث الكتاب عن هذه الفترة: «كانت هناك فترة خمول على المستوى الدولي، بدءاً من أكتوبر 1985. وخلال هذه الفترة، أظهر جوردي حماساً كبيراً في العمل وكان نشطاً، فإن لم تجده في ملعب كرة القدم فستجده يلعب التنس، على عكس زملائه الذين كانوا يفضلون البقاء في السكن. هذا الأمر لفت نظر المسؤولين في الاتحاد الكويتي، فقرروا ان يكون الوحيد الذي سيبقى من الطاقم الانكليزي الذي أقيل قبل المشاركة المثيرة في كأس الخليج في البحرين، في مارس 1986، فعمل الى جانب المدرب صالح زكريا قبل فترة وجيزة من انطلاق الدورة»، وكان يستمتع بالحياة في الكويت.
خاض المنتخب مباراة ودية وحيدة مع أيسلندا فاز فيها بهدف للقائد فيصل الدخيل، غادر بعدها لخوض غمار كأس الخليج في حالة معنوية جيدة ومزاج واثق. وقال عن تلك الرحلة: «شارك في البطولة سبعة منتخبات خليجية لعبت مع بعضها البعض، وما حققه منتخب الكويت يشعرني بالفخر. فقد سجل 5 انتصارات وتعادل في مباراة واحدة، مسجلاً 11 هدفاً مقابل 4 استقبلها مرماه، ليحقق اللقب بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه. تم نقل الفريق إلى الوطن على متن طائرة الشيخ الخاصة. الآلاف من الناس ينتظرون وصولهم في مطار مدينة الكويت، بمن فيهم أبنائي جيل وتوم».
بات أرمسترونغ في مكانة البطل، ويملك أسهماً مرتفعة للغاية، وكبرت ثقته في إمكان تلقي عروض جديدة، علماً أنه كان يفتقد إلى المشاركة اليومية مع لاعبين (أي العمل على مستوى الأندية).


خلافة ماكاي
صيف العام 1986، وضع المدرب التاريخي لفريق العربي، ديف ماكاي، حداً لمسيرة رائعة دامت 8 مواسم، حقق خلالها لقب الدوري 5 مرات وكأس الأمير مرتين وكأس الأندية الخليجية مرة.
وقبل رحيله للعمل في الإمارات، أوصى المدرب الإسكتلندي بالتعاقد مع صديقه القديم، جورج أرمسترونغ، ليجد الأخير نفسه وريثاً لتركة ثقيلة.
في موسمه الأخير، تراجع العربي إلى المركز الثالث خلف كاظمة المتوج للمرة الأولى في تاريخه، والقادسية.
أبقت الوظيفة الجديدة «جوردي» في مدينة الكويت، في مجتمع مريح يحيط به مدربون بريطانيون وأسرهم.
وجد نفسه قادراً على إحراز تقدم مع العربي. وعلى الرغم من أنه لم ينجح إلا في احراز المركز الثاني، خلف كاظمة أيضاً، إلا أن فترته شهدت فوز الفريق تسع مرات في 14 مباراة في الدوري، وكانت تلك قفزة كبيرة إلى الأمام مقارنة مع خمسة انتصارات فقط في الحملة السابقة.
ولسوء الحظ، كان نجاح «جوردي» غير مؤاتٍ لصديقه ومواطنه بوبي كامبل.
فقد كان كامبل مدرباً للقادسية، النادي الكبير الآخر. وفي الموسم 1985-1986، اقترب من اللقب قبل ان يحتل المركز الثاني. وفي الموسم التالي، وفي حين أن «جوردي» حسّن نتائج العربي، إلا أن القادسية تراجع إلى المركز الرابع.


تدريب السالمية
مع نهاية الموسم، عرض على «جوردي» تحدٍ جديد في نادي السالمية الذي نجا من الهبوط في الموسم السابق.
وافق ارمسترونغ على أداء الدور، وأوصى بضم المدرب الشاب مالكولم كروسبي إلى فريق الشباب في النادي.
كان يدرك كروسبي بأن «جوردي» له دور كبير في حصوله على الوظيفة، وكان سعيداً وأسرته بذلك: «لقد تأثرت بالتزام جوردي ومعرفته وطريقة تعامله مع لاعبيه. كان لديهم احترام كبير له كمدرب وكشخص. كان جوردي مدرباً رائعاً».
ويسلط كروسبي الضوء أيضا على ما أصبح موضوعاً ثابتاً مع «جوردي» كمدرب: «بعد تدريب فريق الشباب في السالمية، كنت أحضر ولداي إيان (6 سنوات) ونيل (3 سنوات) لمشاهدة تدريب جورج مع الفريق الأول. كانا يجمعان الكرات ويمارسان كرة القدم ولا يفوتان فرصة تناول شراب الفيمتو الذي كان يعد للاعبين، وكثيراً ما كانا يعودان الى المنزل بأفواه أرجوانية».

كأس الخليج 1988
في فبراير 1988، أعفى الاتحاد الكويتي، المدرب البرازيلي انطونيو فيريرا، من قيادة المنتخب بعد الخروج من تصفيات أولمبياد سيول، وكان البديل الاضطراري... أرمسترونغ.
شهدت مباراة «جوردي» الأولى في المهمة الموقتة الفوز على منتخب تشيكوسلوفاكيا الأولمبي بثلاثية نظيفة، قبل التوجه بالفريق إلى السعودية لخوض كأس الخليج التاسعة.
في المملكة، لم يكن «جوردي» قادراً على تكرار المآثر التي حققها قبل عامين، وأنهى المنتخب تلك البطولة بقيادته في المركز الخامس. ورغم ذلك، كانت جهوده موضع تقدير، وتلقى رسالة شكر من الأمين العام للاتحاد الكويتي وشهادة مشاركة وميدالية تذكارية، لا تزال مع العائلة.
شعر كروسبي أن «جوردي» كان يشعر بالأسف لعدم عرض الوظيفة (تدريب منتخب الكويت) عليه بشكل دائم في تلك المرحلة، لكن الأمر لم يكن كذلك.
ارمسترونغ استمر في السالمية لمدة موسمين آخرين، لكنه في الحملات التالية، لم يتمكن من تكرار النجاح فحلّ في المركزين الخامس والسادس على التوالي.
والجدير ذكره أن مستوى الدوري الكويتي في تلك الفترة كان مرتفعاً للغاية، بدليل أن مدرب القادسية في الموسمين الأخيرين لم يكن سوى البرازيلي لويس فيليبي سكولاري.
في الموسم الأخير، انتهى فريق أرمسترونغ وسكولاري بالنقاط ذاتها، بفارق نقطة واحدة عن المركز الثالث. تمت مكافأة سكولاري بتدريب المنتخب في كأس الخليج 1990 والتي توج بلقبها، مثلما حصل مع أرمسترونغ قبلها بأربع سنوات.
في ذلك العام، أقصي أرمسترونغ من تدريب السالمية، وقد وصفها الكتاب بـ«إقالة مقيتة».
وبغض النظر عن كيفية انتهاء الرحلة مع «السماوي»، والتي لم تكن تفاصيلها الكاملة موجودة في صفحات الكتاب، فقد غادر «جوردي» وعائلته البلاد، في وقت لاحق من العام، بعد نزاع حول العقد والمستحقات قبل ثمانية أسابيع فقط من الغزو العراقي وحرب الخليج.
لكن بشكل عام، استمتعت العائلة بالتجربة، وكان الوقت مناسباً للمغادرة، بحسب الكتاب.
غادر «جوردي» إلى لندن بعدما بات أكثر حكمة على الصعيد التدريبي، وعاد إلى أرسنال كمدرب للفريق الاحتياطي في العام ذاته، وهو المنصب الذي شغله طوال السنوات العشر المتبقية من حياته.
كان مسؤولاً عن جلب العديد من اللاعبين الشباب، بما في ذلك ستيف مورو وراي بارلور وبول ديكوف.
في 31 أكتوبر 2000، انهار ارمسترونغ بعد نزيف في المخ أثناء دورة تدريبية، وتوفي في مستشفى «هيميل هيمبستيد» في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي عن 56 عاماً، تاركاً زوجته مارغوري وابنيهما جيل وتوم.
وتكريماً له، جرى تسمية ملعب تدريب أرسنال في لندن كولني، باسمه.

روى قصة إقالة المدرب الإنكليزي... والموقف الذي أبكاه 

العصفور: مقدام... لا يميّز النجوم

يصف المدرب صالح العصفور، زميله الإنكليزي الراحل جورج أرمسترونغ، بـ«المدرب الحيوي والمقدام».
ويقول العصفور الذي عمل مع أرمسترونغ في فريق السالمية لأكثر من موسم، بالاضافة الى قيادة منتخب الكويت في كأس الخليج التاسعة في السعودية خلال مارس 1988: «زاملت هذا المدرب لأكثر من موسم بعد قدومه إلى السالمية من العربي، وكنت فخوراً بالعمل مع اسم لامع في عالم الكرة الانكليزية وأحد أساطير نادي أرسنال العريق. ورغم اننا لم نوفق في تحقيق لقب للنادي إلا أن هذا الجهاز كان له الفضل في منح فرصة لعدد من اللاعبين الواعدين من فريق تحت 17 سنة والذين أصبحوا لاحقاً من نجوم الكويت، مثل علي مروي ووليد البريكي وفهد السيد وعادل يوسف وعادل محمود وغيرهم. كان هذا المدرب يعامل اللاعبين كافة بالتساوي ولم يميّز النجوم لمجرد أنهم نجوم».
وأضاف: «كان حريصاً على زرع روح الاقدام وعدم الخوف من المنافس في اللاعبين. وفي عهده، أصبح السالمية من اكثر الفرق التي تلعب بطريقة هجومية وتحرز أهدافاً بكثرة، ولعل ذلك كان سبباً كافياً للفت أنظار ادارة الاتحاد اليه واختياره كبديل للمدرب البرازيلي انتونيو فيريرا الذي أقيل بعد الاخفاق في بلوغ نهائيات دورة الألعاب الأولمبية في سيول 1988».
ويرى العصفور أن انتقاله وأرمسترونغ لقيادة المنتخب في «خليجي 8» جاء وسط ظروف صعبة كان يمر بها «الأزرق» بعد أسابيع من خسارة فرصة التأهل الى الأولمبياد في المباراة الأخيرة أمام العراق وفي وقت كان يحتاج فيه الى التعادل فقط.
واشار إلى أن المنتخب كان يعاني في الدورة من الاحباط وبعض المشاكل بين اللاعبين والتي أثرت بصورة مباشرة على المستوى ومع ذلك لم يكن صيداً سهلاً وخسر أمام الامارات والعراق والبحرين بنتيجة هدف دون مقابل، فيما تعادل مع قطر 1-1 والسعودية من دون أهداف، وهزم عمان بثنائية.
ويروي العصفور قصة مثيرة أنهت مسيرة المدرب الإنكليزي مع السالمية والكرة الكويتية، فيقول: «بعد انتهاء كأس الخليج العاشرة في الكويت، في مارس 1990، وتتويج الأزرق باللقب، استؤنفت مسابقة الدوري وواجه السالمية النصر وتغلب عليه بهدف. في تلك الفترة، كان من المعتاد إلغاء العقوبات والبطاقات الملونة كافة بعد أي إنجاز يتحقق. وعلى هذا الاساس، لم يقم الجهاز الإداري بإخطار المدرب بأن وليد البريكي موقوف، فشارك بالفعل في المباراة، ليقدم النصر احتجاجاً ويستجيب له الاتحاد ويقلب النتيجة الى خسارة بثلاثية نظيفة».
ويضيف: «كان من الواضح أن ادارة النادي ترغب في إقالة المدرب، وجاءت هذه الخسارة كمبرر لاتخاذ القرار. تم تشكيل لجنة تحقيق طلبت شهادتي، ورفضت خلالها تحميل أرمسترونغ المسؤولية باعتبار أن ما حدث كان شأناً إدارياً صرفاً، لكن في النهاية، قررت اللجنة إقالة الجهازين الاداري والفني معاً».
وكشف العصفور أن إدارة السالمية لم تمنح المدرب حقوقه المالية، ما اضطره الى تقديم شكوى الى الاتحاد الدولي «الفيفا»، مستعيناً بكتاب من رئيس الاتحاد الكويتي، الشيخ فهد الأحمد، يفيد بعدم مسؤوليته عما حدث، وأنه جاء نتيجة لخطأ اداري وليس فنياً، ما ترك أثراً كبيراً في نفس أرمسترونغ الذي غادر مقر الاتحاد متأثراً وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وهو يقول: «رئيس الاتحاد شيخ، لكنه لم يقف ضدي مع نادي السالمية الذي يترأسه شيخ أيضاً (يقصد المرحوم خالد اليوسف). إنه رجل عظيم حقاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي