No Script

سياسة أميركا الخاطئة تساهم في إشعاله

هل انتهى التطرّف بعد هزيمة «داعش» وانحسار «القاعدة»؟

u0645u0627u064a u0645u062au062du062fu062bu0629 u0623u0645u0627u0645 u0627u0644u062cu0646u0648u062f u0627u0644u0628u0631u064au0637u0627u0646u064au064au0646 u0641u064a u0642u0627u0639u062fu0629 u0623u0643u0631u0648u062au064au0631u064a u0628u0642u0628u0631u0635 t(u0627 u0641 u0628)
ماي متحدثة أمام الجنود البريطانيين في قاعدة أكروتيري بقبرص (ا ف ب)
تصغير
تكبير

هُزم تنظيم «داعش» في سورية والعراق (بغض النظر عن وجود مجموعات صغيرة لا أفق إستراتيجياً لها). وكذلك ضُربت «قاعدة الجهاد في بلاد الشام» من داخلها بعدما قررتْ الدول وضْع حد للحرب الدائرة هناك. ولكن هل هذا يعني أن التطرف الدموي الذي ضرَب الشرق الأوسط في الأعوام الأخيرة قد انتهى إلى غير رجعة؟ هل ستعود التنظيمات التكفيرية؟ هل بنفْس الاسم أو تحت أسماء مختلفة لتضْرب من جديد؟
كان لتنظيم «الجهاد» قاعدةً في الدول الإسلامية أثناء وبعد الاحتلال الروسي لأفغانستان، وهو وجَدَ أرضاً خصبة جراء السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وانتشار القواعد العسكرية في المنطقة، ليشتدّ عصَب هذه الجماعات بعد احتلال العراق العام 2003 بفعل تَواجُد عشرات آلاف الجنود الأميركيين في بلاد الرافدين، عاصمة الخلافة الإسلامية القديمة.
وتطوّر تنظيم «قاعدة الجهاد» في العراق ليصبح - مع الحرب في سورية واحتلال هذا التنظيم مناطق في الشمال السوري - تنظيماً أقوى بكثير من «القاعدة» الأمّ تحت اسم «داعش» وعلى رأس السلطة فيه أبو بكر البغدادي.
وقد صار البغدادي «سيد الاجتهاد» في القتل والذبح والاغتصاب وأعاد الرق والعبودية، وجذب بأساليبه المتطورة عبر قنوات التواصل الاجتماعي آلاف الشباب من لبنان والأردن ومصر وسورية والعراق وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا وفلسطين واليمن ودول خليجية وافريقية وأوروبية وغيرهم من الشباب المسلم والجاليات المنتشرة عبر القارات الأربعة. وقدّم لهؤلاء المال والنساء وصوّر لهم الحياة «الرغيدة في ظل الخلافة» وهو عاجز عن حمايتهم. ووضع الغشاء على عيون المثقّفين والجاهلين واستنبط الأحكام الإسلامية من خلال كتب متوافرة في بعض المكتبات في العالم الإسلامي ليحلل استباحة الدماء والأعراض من أجل السلطة.
وساعدتْ البغدادي عوامل أخرى، ففُتحت له الحدود مع تركيا والأردن «للنفر والجهاد» وأُرسل السلاح إلى سورية من قبل دول غربية وفي المنطقة تحت عذر «إسقاط حكم بشار الأسد» لاستبداله بـ...
لم يكن أحد يعلم الجواب عن المخطّط لما بعد إسقاط الأسد لأن اللعبة الجيو - سياسية خرجتْ عن السيطرة ولم يعد لأحد القدرة على توجيه «داعش» في ذروة قوتها.
وكيف تختفي التنظيمات التكفيرية من الدول الإسلامية ولا تزال كتب التكفير موجودة وبمتناول اليد ويستطيع الشباب المُعاصِر الوصول إليها في بعض المكتبات والجامعات ليسير على خطى عقيدة «داعش» وعقيدة «تنظيم الجهاد» وتكفيرهم للمسلمين تحت عنوان فتاوى دينية تنصّ صراحةً على وجوب قتْل الطرف الآخر، مسلماً سنياً أم شيعياً، لاعتبارهم غير مسلمين اجتهاداً.
إذاً خسر «الجهاديون التكفيريون» بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين. إلا إنهم موجودون على الأرض وبأعداد كبيرة في سيناء - مصر، وفي أفغانستان، ويتزايد عددهم في اليمن وليبيا والصومال ونيجيريا وفي بلدان آسيوية وغيرها. إلا ان هذا الوجود لا يشكل بيت القصيد لأن الجسد يذهب مقتولاً أو على الفراش، في حين ان الفكر «الجهادي» لا يزال يغزو كل مدينة عربية من خلال العلم والاجتهاد المتطرّف الذي لا يموت. والأهم من ذلك كله، أن العامل الأميركي المشجّع لهذا الفكر - من خلال سياسة واشنطن الخاطئة والمتمددة - لن يتوقف ولن يتعلّم مسؤولو أميركا أنها السبب الرئيسي لولادة العديد من «الجهاديين التكفيريين» الذين يرتدّون عليها كما ترتدّ نتائج سياستهم الخاطئة عليهم.
فقد فشل مشروع الانفصال في كردستان العراق الذي أَضعف أميركا وإسرائيل. وأدّت هزيمة «داعش» إلى بروز «الحشد الشعبي» في العراق وزيادة قوة «حزب الله» في سورية ولبنان ليصبح الحزب ذا دور إقليمي ويهدّد حلفاء أميركا، وأحضر «داعش» و«القاعدة» موسكو إلى الشرق الأوسط لتنافس الدور الأميركي وتأخذ حصة من نفوذ واشنطن لتصبح شريكاً ضعيفاً للمسلمين. وأصبحتْ سورية أشرس من ذي قبل تتقبّل الخسائر ولديها استعداد لمواجهة إسرائيل ومَن تبقى من حلفاء أميركا. وأدى الانقلاب الفاشل في تركيا إلى تَراجُع العلاقات التركية - الأميركية ما دفع بأنقرة نحو روسيا وإيران وكذلك نحو الرئيس السوري بشار الأسد. وها هو لبنان يَخرج من دائرة حلفاء أميركا ليبدأ رئيس الوزراء سعد الحريري مسيرة معتدلة تقرّبه من حلفاء إيران وروسيا. وقُتل علي عبدالله صالح على يد حلفاء إيران أثناء هربه. وأخيراً وليس آخراً، ها هي فلسطين تعود القضية المحورية من جديد - بعدما خطف «داعش» الأضواء - ليجتمع العالم ضد قرار أميركا باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل حتى ولو كانت تل أبيب تحتلّ القدس منذ زمن بعيد وتبني داخل المدينة وتحفر تحت أماكنها المقدّسة.
لقد استُبدل «العدو الاسرائيلي» بـ «العدو الإيراني» من دون أن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة نفوذ إيران في الشرق الاوسط، وهي البلد الذي يقوده رجل (المرشد الأعلى السيد علي خامنئي)، في التاسعة والسبعين من عمره منذ نحو 29 عاماً، والذي أصبح له نفوذ ليس في إيران وحدها، بل في لبنان وسورية والعراق واليمن وافغانستان بسبب السياسة الأميركية الخاطئة في الشرق الأوسط.

ماي من «أكروتيري»:  سُحقت «دولة الخلافة»

أكروتيري (قبرص) - رويترز - أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أمس، لجنود بلادها في قبرص، أن عليهم أن يشعروا بالفخر لأنهم ساعدوا في دحر تنظيم «داعش».
وفي كلمة لها خلال زيارتها قاعدة القوات الجوية الملكية البريطانية في أكروتيري، قالت ماي إن المنشآت الموجودة على الجزيرة كانت «مركز» العمليات ضد التنظيم المتشدد، في إشارة إلى أن قاعدة أكروتيري شكلت نقطة انطلاق أساسية للضربات الجوية ضد مواقع «داعش» في سورية والعراق خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضافت أمام نحو 200 من أفراد القوات البريطانية «اليوم، والفضل الأكبر يرجع لجهودكم، تم سحق ما يسمى بدولة الخلافة ولم تعد تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق أو سورية»، و«يجب أن تفخروا أيما فخر بهذا الإنجاز».
وأوضحت ماي، وهي تقف بجوار طائرة «تورنيدو» وأخرى من طراز «تايفون»، «يجب أن نواصل التعامل بشكل مباشر مع التهديد الذي ما زالوا يشكلونه في المنطقة. نحتاج أيضا إلى التركيز على تدريب قوات الأمن العراقية بحيث يمكنها التصدي لـ(داعش)».
ويتمركز نحو 3100 جندي بريطاني في قاعدتين بقبرص. واحتفظت بريطانيا بالسيادة على نحو 98 ميلاً مربعاً تمثل ثلاثة في المئة من مساحة قبرص بعد أن منحتها الاستقلال العام 1960.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي