No Script

وجع الحروف

مؤشر الفساد والنمام!

تصغير
تكبير

كيف نحكم على الآخرين؟ وما هو الرابط بين الفساد والحكم على الآخرين؟
روي في الأثر أن رجلاً غضب على آخر? فقال له: ما أغضبك؟ قال: شيء نقله إليّ الثقة عنك... قال: لو كان ثقة ما نم!
تابعتم ما أثير في جلسة استجواب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة غدير أسيري، وكيف أنه «نبش» في ماضي الوزيرة قبل تسلمها مهام الحقيبة الوزارية... وهنا مربط الفرس؟
مَنْ يبحث حول شخص ما سواء كان وزيراً أو ناشطاً سيجد ما يمكن نقله، لكن ثمة تساؤل يطرح هنا: الذي نقل المعلومة ألم يكن بمثابة النمام الذي رُوي في الأثر عنه.
مصدر الثقة لا ينم ولا يحسد ولا يبحث في الأمور الخاصة، والوشاية هي من أسباب عدم تقلد الكفاءات للمناصب وهي أحد الأسباب المؤدية للفساد: كيف؟
منظمة الشفافية العالمية في تقريرها عن عام 2019 تقول إن مؤشر مدركات الفساد يقيس ترتيب 180 دولة في العالم، وذلك بناء على مدركات الفساد لدى مؤسسات القطاع العام ومنها: الرشوة? استخدام الأموال العامة لأغراض غير مشروعة? استخدام السلطة أو المنصب العام في تحقيق منافع خاصة? الواسطة والمحسوبية? وقدرة الحكومة على ضبط الفساد.
وتأتي الدرجة من 100 حيث كانت في الصدارة عالمياً الدول الإسكندنافية وسنغفافورة وسويسرا وهولندا وألمانيا ولكسمبورغ... وفي آخر الترتيب دول من القارة الأفريقية.
الكويت تراجع ترتيبها من 78 إلى 85 ( 40 درجة) يعني في حسبة الدرجات «راسبة»، ولا عزاء لمكافحة الفساد... وحلت الأخيرة بعد دول الخليج العربي والتاسعة عربياً.
ماذا يعني لكم هذا...؟
يعني أمراً واحداً وهو أن وحدات القياس التي ذكرنا بعضها ما زالت خارج المكافحة، وأن أسباب عدم تقدمنا يعود لما بدأنا به المقال.
عندما يتم ترشيح «الكفاءة»... يأتيك الواشي والنمام ويقول لك (لا... شلون تحطونه هذا قال بالسنة الفلانية كذا وعمل كذا، ومحسوب على المعارضة «شدعوه فيه معارضة» وتبريرات لا صلة لها بالعمل المؤسسي).
وعندما يشغر منصب تتحرك أداة الواسطة والمحسوبية والمنفعة، لتضع ثقلها بأكمله وإن كان أكثر سوءاً وضعفاً ولا يملك مؤهلات لكن «الثقة» لا ينم ولا يوشي... عرفتم الفرق؟
الزبدة:
مكافحة الفساد أساسها ثقافة «الواسطة والمحسوبية واستغلال المنصب والسلطة»، ونحتاج التخلى عنها إن كنا نريد أن نتقدم في مؤشر مدركات الفساد.
من منا معصوم من الخطأ... يقول المصطفى صلوات الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»... ويقول المولى عز شأنه «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمَنْ يشاء».
أعتقد وضحت الصورة، فمن ينقل لك كلمة من هنا وقول من هناك، إنما هو نمام وليس بمصدر ثقة، فما بالنا إن كانت أداة الواسطة والمحسوبية صور عنها... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي