No Script

حروف نيرة

الاختلاط... نظرة شرعية

تصغير
تكبير

الاختلاط واقع نعيشه، ومشاركة كل من الرجل والمرأة من متطلبات الحياة التي لا غنى عنها لتيسير الأمور، حيث صار كل من الرجل والمرأة بحاجة للتعاون، فالمرأة جزء أساسي من المجتمع فيجب أن تشارك فيه، وبالتالي يجب أن تختلط بحكم أنها ستتجه إلى التعليم والعمل.
ولا يتعارض ذلك مع مبادئ الدين، فالإسلام دين الموازنة والاعتدال طالما هي مشاركات بضوابطها ومن أهمها اللباس المحتشم، عدم الملامسة، عدم الخضوع في القول وغيرها مما يترتب عليه فتنة، فلا مانع من الاختلاط بين الرجال والنساء ما دام ذلك في حدود الآداب والتعاليم الإسلامية والتخلق بأفضل الأخلاق مع اجتناب الخلوة.
وقد يظن البعض أن الاختلاط هو الخلوة فيجب أن نوضح الفرق بينهما، الخلوة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه، في غيبة عن أعين الناس، وأما الاختلاط هو اجتماع الرجال بالنساء، في مكان واحد يفتح باب النقاش بينهم والتعامل بالحدود المتعارف عليها، فالأول انفراد، والثاني اجتماع.
ومع ذلك صار بعض أفراد المجتمع يرفض ذلك لأنه قد يؤدي إلى سلبيات، من دون نظرة للعلاج أو النظر إلى الإيجابيات والموازنة بينهما، فالعلة ليست في الاختلاط ولكن في كيفية التعامل بصورة عامة سواء مكان التعليم أو العمل وغيره من أماكن تجمعهم...الكثير في المجتمعات العربية الآن يحاولون الربط بين الفساد في المجتمع العربي، وموضوع الاختلاط، كالأب الذي يحرم ابنته من التعليم لما فيه من اختلاط، أو يمنع زوجته من العمل في مكان يعمل فيه الرجال، سداً لباب الفساد، لكن الذي حدث من فساد هو بسبب ابتعاد المجتمع الإسلامي عن التربية والانضباط الأخلاقي، فالواجِب الحذَر حتى لا نقع في المفاسد والشرور.
وحتى نبتعد عن ذلك علينا الموازنة بين المصلحة المتحققة والمفسدة المحتملة، إذا رجحت المصلحة على المفسدة، كان الاختلاط مشروعاً ومفيداً وميسراً لشؤون الحياة، والعكس بالعكس، فالمسألة مسألة مصالح ومسألة مفاسد يجب علينا أن نوازن بينها، فالاختلاط المنظم واللقاء الجاد والمثمر نحن بحاجة إليه ولا حُجة في رفض هذا اللقاء، لما فيه من تطور المجتمع، وتنمية لشخصية الرجل، وتنمية شخصية المرأة، حينما تختلط بمجتمع صالح وحينما تختلط برجال صالحين، ذوي خبرة فإنها مما لا شك فيه ستكتسب هذه الخبرة، ويزيد ذلك من ثقتها بنفسها ويزيد عطاؤها.
فلا مانع إطلاقاً من هذه المشاركات وخاصة في التعليم والعمل والندوات وغير ذلك، مع الإشراف والترشيد، والاهتمام بآداب المشاركة لتحقيق المصلحة ودرء المفسدة.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي