No Script

إرادة العقل وضمير القلب

تصغير
تكبير

كثيرة هي الدروس التي حولنا ويجب أن نعتبر منها، فأكبر الدروس الكبرى هو كيف توقّف قلب العالم تحت وطأة الجائحة، واستمرت الحياة تنبض.
على الجانب الآخر، نجد كيف أن الإدارة المصرية بقيادة الرئيس المؤمن المتسلح بإرادة العقل وضمير القلب، تمضي بهذا الحمل الثقيل، نحو آفاق متفائلة ومطمئنة رغم الظروف القاهرة التي تحيط بالدولة.
لكن إذا بحثت ودققت كثيراً في الواقع فستقول: يا للعجب العجاب من يد تبني ويد تحرس ويد تراقب ويد تحاسب، وعقل يفكر ويخطط للحاضر والمستقبل، إنها أيضاً إرادة العقل وضمير القلب، فمن يريد أن يصل سيصل.
لقد وقفت كثيراً متأملاً أمام قرارات جريئة مقدامة حصيفة طموحة هادفة، اتخذها بجسارة الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما وقّع خطة التنمية المستدامة متوسطة الأجل حتى العام 2022، والتي تحمل طموحات في موازنة 2020/‏2021 تهدف إلى زيادة الموارد الكلية المفتوحة بأسعارالسوق الجارية لتصل إلى 8036.7 مليار جنيه، وزيادة الناتج الإجمالي بنحو 6831.7 مليار بمعدل نمو حقيقي يبلغ 3.5 في المئة، في وقت يعاني فيه العالم من تقشف وانكماش وتقوقع.
الأرقام مذهلة وكبيرة وضخمة، لكنها إرادة العقل وضمير القلب وروح التحدي، إنها العزيمة والإصرار اللذان يصنعان المستحيل، عندما تعمل من أجل وطن وتحمل هموم شعب بأكمله، كم كانت مثيرة هي الأرقام التي وردت في قرار ربط حساب ختامي استخدامات الموازنة العامة للدولة، والتي بلغت في 2019 ما قيمته 1.631 تريليون وستمئة وواحد وثلاثون مليار جنيه، أرقام جديدة على مسامع الشعب والمراقبين تدعو إلى التفاؤل بمستقبل زاهر ليس لمصر فقط، بل للوطن العربي لأن التجربة حتماً ستحفز الآخرين وستثير عزائمهم وتشحذ الهمم.
وليس سراً أن مصر عندما تبقى قوية الساعد ذات قلب نابض، فهي ملاذ ورمانة ميزان وعصب أساسي لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه، في ظل أمواج متلاطمة ووجه قبيح للاستعمار، الذي عاد بأشكال متعددة والجميع يلاحظ كيف تتهافت دول على التهام دول أخرى، مستغلة حالة الضعف والتفكك لتنقض عليها.
من بلدي الثاني الكويت هنا أرض الحكمة والسلام، أطمح أن أرى الخليج العربي زاهراً زاخراً عامراً مضيئاً كلؤلؤة اقتصادية متقدمة، ومركز للصناعات النفطية والبتروكيماوية، حتى تجمع الأمة العربية والإسلامية بين القوة الاقتصادية والقوة العسكرية وقوة التخطيط الاستراتيجي، فالتكامل والاتحاد قوة.
وختاماً لتكن هذه الجائحة درساً - لا أكثر - ولنتسلح بأساسات الماضي، إنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وذلك بعزيمة الحاضر الطموح بالعبور نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستعداداً لتحديات إضافية، إننا نحتاج فقط إلى تفعيل إرادة العقل البشري، تلك المعجزة الإلهية التي صنعها الخالق بإعجاز.

* أمين المصريين بالخارج ـ حزب الحرية المصري

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي