No Script

كلمات من القلب

ألقاب دولية مزيفة

تصغير
تكبير

انتشرت في الفترة الأخيرة، موضة شراء الألقاب الدولية المزيفة، حيث نجد البعض في يوم وليلة يحمل لقبا دوليا مثل: (سفير النوايا الحسنة وسفير السلام وسفير التعايش السلمي ومديرمكتب اقليمي والمستشار والمحكم الدولي). ونحن المقربين منهم نتفاجأ ونسأل أنفسنا، متى وكيف تم حصولهم على هذه الألقاب العالمية و«نحن نعلم البير وغطاه»؟
نعم... نحن نعرف تاريخهم وماضيهم وسيرتهم الذاتية، التي تخلو من الانجازات العربية والدولية والتي تخلو أيضاً من الأعمال التطوعية الدولية. وللأسف تنخدع الغالبية بتصديقهم... ولكن هيهات، تنطلي هذه الكذبة على المستشارين والخبراء الفعليين الذين يعملون عن قرب مع المنظمات العربية الحقيقية التي تقع بالفعل تحت مظلة الجامعة العربية أو تابعة للأمم المتحدة لأن المثل يقول «أهل مكة أدرى بشِعابها».
ولأن هناك أصحاب النفوس الضعيفة الطامعين بمثل هذه الألقاب العالمية والباحثين عن المجد العالمي من دون تعب وعناء... ولأن هناك من يريد أن يختصر طريق المجد والشهرة ويصل الى العالمية بأسرع وقت، لجأت بعض المنظمات والاتحادات العربية التي تدعي كذبا بأنها تحت مظلة للأمم المتحدة أو إنها تابعة لأحدى منظمات الأمم المتحدة إلى بيع هذه الألقاب مقابل مبالغ مالية كبيرة، بل توعدهم هذه المنظمات بمنحهم مزايا عديدة كـ «الحقيبة الديبلوماسية، ووثيقة التنصيب، وجوازات سفر الديبلوماسية»... وكلها بطرق نصب واحتيال.


ولكن ليس الكل مزور... فالبعض مثل الفنانين العرب الذين يريدون أن تزداد نجوميتهم لمعانا أو الذين يريدون أن يتوجوا مسيرتهم الفنية ببريق الديبلوماسية الدولي، قد وقع ضحية نصب واحتيال من قبل هذه المنظمات التي انشئِت بترخيص أجنبي أو تكون وهمية ويدار نشاطها بطرق غير شرعية وغير قانونية...
والقائمون على هذه الأنشطة يعتمدون على أمرين للحصول على التمويل، إما عن طريق بيع العضوية الدولية أو تنصيب شخصية معروفة فنيا أو أدبيا! وفعلا تقوم هذه المنظمة بعمل احتفالية بمنح الفنانين شهادات تفيد بتعيينهم سفراء للسلام والنوايا الحسنة. وللأسف بعد انتهاء الاحتفالية يتبين لهم أنّ التكريم وهمي، وأنه قد تم خداعهم، مما يضطر مركز الأمم المتحدة للإعلام في إحدى الدول العربية للتدخل وتوضيح الحقيقة، مؤكداً أنّ بعض رموز الفن الذين فرحوا باختيارهم سفراء للنوايا الحسنة ليسوا كذلك، وأنّ بعضهم دفع مبالغ مالية ليحصل على اللقب...
ويؤكد مركز الأمم المتحدة أنّ مثل هذه المنظمات العربية، لا تمت للأمم المتحدة بأي صلة على الإطلاق. وشددت الأمم المتحدة على أنّ الأخبار المتعلقة بها يتم الإعلان عنها فقط عبر الصفحة الرسمية لهيئات الأمم المتحدة والمتحدثين الرسميين باسمها، ولا يحق لأي فرد أو منظمة من خارج الأمم المتحدة أن يتحدث باسمها أو يقوم بوضع شعار الأمم المتحدة من دون موافقتها. ولكن لا حياة لمن تنادي... ويبدو أنّ الأمم المتحدة ملّت من توضيح انّ هذه الألقاب غير معترف بها عالميّاً فالتزمت الصمت في الفترة الأخيرة، مما جعل مثل هذه المنظمات تكرر عملها من دون خوف أو رادع دولي لها.
ومع ما تجنيه هذه المنظمات العربية الدولية الوهمية من ربح سريع وكبير من وراء بيعها لهذه الألقاب، لا نستغرب بأن تحذو بعض الجامعات العربية حذو هذه المنظمات، فقد أصبح للشهادات الجامعية سوق وللجامعات أسعار لبيع شهادتها.
دائماً قصص النصب والاحتيال والكذب والتزييف تنتهي غالباً بفضيحة مدويّة... لأن الحقيقة لا يمكن تزييفها ولو بالأموال.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي