No Script

الهوى... قد يهوي بنا

No Image
تصغير
تكبير

إن هذا الإنسان مخلوق عجيب؟ ولقد وضع الله سبحانه وتعالى فيه مجموعة من الغرائز، التي تدعوه فطرته اليها، وهذا ضروري لبقائه على الأرض وعمارتها، وهي حاجته الى الطعام والشراب للعيش ولكي لا يموت، والى النكاح، لكي يكون له الأبناء يتعاقبونه من نسل الى نسل، وكذلك حبه للمال والتملك؟ وغير ذلك مما هو مركوزفي الفطرة السليمة.
ترى لماذا وجد الإنسان؟ هناك سبب جوهري لوجود الانسان على الأرض، واقرأ معي (انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )الإنسان 2 اذا هناك هدف محدد، لخلق هذا الانسان ووجوده على الأرض؟ قد يقول البعض لماذا التقييد؟ نريد أن نفعل ما نشاء فنحن أحرار في تصرفاتنا وحياتنا، ونريد أن نعمل على هوانا، هذا قول البعض من الناس المخلوقين فما هو قول الخالق العظيم؟ (فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغيرهدى من الله ان الله لايهدي القوم الظالمين) القصص 50 (ان هي الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى )النجم 23 (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم) محمد 14.
من الواضح جدا من هذه الآيات وغيرها ذم الهوى المنافي للعقيدة، ولحكم الله سبحانه وتعالى، ولكلام الرسول، صلى الله عليه وسلم، ماهو الهوى تعريفا؟ معناه عامة هو ميل النفس الى ما تحب وتهوى، فالهوى ليس مذموما بالاطلاق، انما المذموم منه ما تجاوز الحد المشروع، فان مالت النفس الى ما يخالف الشرع، فذلك هوالهوى المذموم، أما اذا مالت الى ما يوافق الشرع فهو الممدوح، ولما كان الغالب على أن متبع الهوى لايقف عند الحد الشرعي الجائز، أطلق ذم اتباع الشهوات في النصوص الشرعية، وللنفس فيه حظ ورغبة؟ من الأقوال والأفعال والمقاصد؟ لذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: ماذكر الهوى في موضع من كتاب الله الا ذمه، واتباع الهوى قد يكون في الشهوات الموصلة الى الشبهات، ثم الى البدع والاحداث في الدين.
وقد يوصل هوى الشهوة صاحبه الى المعصية والخطيئة، أعاذنا الله منها واياكم، ومن أسباب اتباع الهوى عدم التعويد على ضبط النفس منذ الصغر، ومجالسة أهل الأهواء ومصاحبتهم وضعف المعرفة الحقة بالله، ومن أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» صححه النووي في الأربعين.
 اللهم اجعلنا من التابعين لسنة رسولك الكريم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي