No Script

بمشاركة 27 فناناً يسعون إلى التوعية ومعالجة السلبيات

معرض «هاشتاق 3»... أعمال كاريكاتيرية تتفاعل مع القضايا المجتمعية

تصغير
تكبير

تنتمي الرؤية الكاريكاتيرية في أعمال فناني جمعية الكاريكاتير الكويتية، إلى مستويات فنية، تحمل في أفكارها الألق الإنساني، في مستوياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وصولاً إلى الثقافية والمعرفية، وهذا الألق مصدره رغبة أعضاء الجمعية في أن تعبّر أعمالهم عن الواقع المحلي المعاش خير تعبير، والمساهمة الفاعلة في توعية المجتمع حول همومه واهتماماته وواجباته وحقوقه.
وعلى هذا الأساس فإن المتابع لأعمال هؤلاء الأعضاء - سواء الشباب منهم أو الكبار - سيستشرف ملامح تبدو في مجملها، متحركة في اتجاهات حيوية، تضع في اعتباراتها الإنسان، باحتياجاته وتطلعاته وآماله وسلوكياته التي يتعايش من خلالها مع محيطه الخارجي.
واستكمالاً لهذه المسيرة... تنبّهت المجموعة إلى فكرة إقامة معرض دوري كل سنة أو أقل أو أكثر من سنة، في مواقع حيوية ومهمة في الكويت، من أجل إيجاد قنوات للتواصل مع الجمهور، والوقوف عند ردود أفعاله تجاه ما يُطرح من أفكار في أنسجة وعناصر أعمالهم الكاريكاتيرية، ومن ثم بناء جسور للحوار والنقاش، وتبادل وجهات النظر بين أعضائها والجمهور.


كي تتفتّق الفكرة عن معرض «هاشتاق» الذي تقيمه الجمعية، ضمن أنشطتها الفنية المستمرة، وذلك من أجل التأكيد على ريادة الكويت لهذا الفن، الذي يقوم في الأساس على توعية المجتمع، ولفت انتباهه لقضاياه، من خلال رسومات معبرة، تتسم بالنقد البناء الذي يدور في فلك الفكرة، ومن ثم الوصول بها إلى ذهن المتلقي بسهولة ويسر.
ومن ثم جاء معرض «هاشتاق 3» في سنته الثالثة الذي افتتحه - منذ أيام قليلة مضت - في متحف الفن الحديث الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، في حضور الأمين العام المساعد للمجلس الوطني الدكتور عيسى الانصاري والفنان الكبير سامي محمد، ونخبة من فناني الكاريكاتير الكبار والشباب والهواة، والجمهور المتابع لهذا الفن في الكويت.
وامتازت أعمال المعرض بالكثير من الأفكار التي حرص الفنانون فيها على رصد بعض ما يتعلق بالمجتمع من قضايا وهموم واهتمامات، ومن ثم صياغتها في رسومات، تنقد وتعالج وتفسّر وتحكي، من خلال ما يتمتع به فن الكاريكاتير من مرونة في تناول الأحداث والحالات بكلمات قليلة ورسومات كاريكاتيرية معبرة، وفي بعض الأحيان قد يستغني الفنان عن الكلام، مكتفياً برسوماته التي تحكي بأسلوب رمزي بليغ.
وكان الفنان والمؤرخ الراحل حمد السعيدان - رحمه الله - هو ضيف شرف المعرض من خلال أعماله الرائدة، والتي اتسمت بالأفكار تلك التي تتميز بالجاذبية.
في حين قدم الفنان عبد الرضا كمال رؤاه الفنية، من خلال رسومات اجتماعية، يدور معظمها في فلك الأسرة، بالإضافة إلى ما قدمه الفنان محمد الثلاب من رؤى كاريكاتيرية تنقد بعض الظواهر السلبية في المجتمع، كما تنبه لخطورة بعض القضايا التي تتعلق بالتعليم وغيرها.
وامتازت أعمال الفنان عبدالوهاب العوضي بالنقد السياسي والاجتماعي، والإبحار في أفكار تهم شرائح المجتمع، وركزت أعمال الفنان سامي الخرس على ما يتضمنه الفضاء الإلكتروني من سلبيات تعوق حركة الإنسان وحيويته، ومن ثم التحكم فيه، في ما تفاعلت أعمال الفنان باسل أبو أحمد مع مضامين تتعلق بالفضاء الإلكتروني، واحتوت أعمال الفنان يوسف القلاف على بورتريهات كاريكاتيرية جذابة، واتجهت أعمال الفنان أحمد بشير إلى الرؤى الوطنية، ثم قدم الفنان أحمد هيشان أنساقاً اجتماعية متحركة، وتفاعلت أعمال الفنانة أسماء العطروزي مع الواقع نقدا وتحليلاً.
والفنان عبدالعزيز آرتي قدم رسوماته التي تتسم بالخصوصية في طرح الأفكار، بالإضافة إلى اعمال الفنان فاضل الرئيس، التي تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية، فيما عبرت الفنانة أمل البقشي عن تداعيات حياتية، من خلال رسومات ذات دلالات فلسفية. واستلهم الفنان بدر المطيري الرمز للنقد والتحليل، في حين اتجهت أعمال الفنانين خالد خشتي وحسين الصراف إلى رسم البورتريهات.
وتنوعت المواضيع والرؤى في أعمال الفنانة زينب دشتي، كما قدمت الفنانة سارة النومس رسوماتها في سياق نقدي بناء، متوجهة في أعمالها إلى طرح قضايا تهم المجتمع والوطن. وتطلعت أعمال الفنانة صفا تقي إلى كشف التصرفات السيئة التي يقوم بها البعض، في ما اتسمت أعمال الفنانة ضحى الناصر بالتعبير عن مشاعر إنسانية متنوعة، وحذرت أعمال الفنان طارق بستكي من الوقوع في خلافات أسرية وغيرها، كما أن الفنان عادل القلاف في أعماله تناول قضايا مجتمعية مختلفة، وعبر راشد الخلف في أعماله عن الوجوه بكل ما تحمله من ملامح.
والفنانة فرح مطر اختارت الرمز في سياقه الكاريكاتيري، ثم طرح الفنان محمد القحطاني رؤاه الضمنية في إطار فني، وامتازت أعمال الفنان محمد المشموم بالولوج في مسائل اجتماعية متنوعة، بينما اتخذت الفنانة منى التميمي من الرمز طريقة للتعبير عن أفكارها.
بالإضافة إلى أعمال أخرى متميزة لأعضاء جمعية الكاريكاتير الكويتية، الذين يسعون إلى جعل اسم الكويت عاليا في مجال الفنون الكاريكاتيرية.
وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية ومعرض «هاشتاق» يقدم أفكاراً متميزة للجمهور، من اجل أن يكون للكاريكاتير في الكويت مكانته المتميزة، التي تحصل عليها منذ سنوات مضت، والتأكيد على أهمية الكاريكاتير في كشف السلبيات، وتنبيه المجتمع إلى كل ما يتعلق بقضاياه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي