No Script

بالقلم والمسطرة

«لكمة» كويتية للصهيونية

تصغير
تكبير

اللغة الوحيدة التي يفهمها الكيان الصهيوني المحتل، هي لغة القوة، والتي للأسف غير متوافرة حالياً، رغم كثرة وقوة الدول الإسلامية والعربية. وعلى الأقل يمكننا أن نستخدم لغة بسيطة وهي لغة الرفض الدائم من دون الاهتمام بأي أعذار ديبلوماسية أو نوايا حسنة أو ظروف عابرة أو أي أسباب... وكنت قد كتبت مقالة سابقة - منذ سنوات عدة - وكانت بعنوان «لكمة عثمانية للصهيونية»، وذكرت فيها ما حصل في منتدى «دافوس» الاقتصادي في سويسرا، وهو الاحتجاج الذي أبداه رئيس وزراء تركيا - في حينها - رجب طيب أردوغان على ممثل الصهيونية شيمون بيريس، وهذا الأخير وفي إحدى الندوات كان يبرر قتل الأطفال وتدمير غزة بكل وقاحة.
 والقائمون على الندوة سمحوا لهذا الصهيوني بوقت أكثر من الآخرين، لكي يسرد أكاذيبه للعدوان على غزة وفخره بوحشية الكيان الصهيوني.
وكان التصفيق من معظم الحضور مما أثار غضب أردوغان، ورد عليهم: «من العار عليكم أن تهللوا لهذه الخطبة، بعد أن لقي آلاف الأطفال والنساء مصرعهم على يد إسرائيل في غزة». وكان قد غادر هذا المنتدى احتجاجاً على ما تم فيه من تبرير للظلم وللظالمين.


ولاقى هذا الموقف النبيل والتصرف الشجاع لأردوغان ترحيباً واسعاً وخصوصاً في العالم الإسلامي وتركيا نفسها كذلك.
ومقالتي عن الرد التركي في حينه متوافق مع الموقف الصارم الكويتي سواء كان رسمياً أو شعبياً، والذي كان - وما زال - يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولكن - كما ذكرت في المقدمة - يجب التشدد مع الصهاينة في المحافل الدولية بشكل أكثر، مثلما حصل في مؤتمر وارسو أخيراً من أحداث والصورة الجماعية بوجود ممثل الصهيونية.
 وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة النائب الدكتور عبدالكريم الكندري: إن اللجنة ستستدعي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ونائب وزير الخارجية للاستفسار عن مشاركة الكويت في مؤتمر «وارسو» وما صاحبها من أحداث. و كذلك كان هناك رد من وزارة الخارجية يؤكد رفض التطبيع مع الصهاينة.
ولكن ومن وجهة نظري البسيطة يجب أن يكون الرفض والخروج من أي قاعة فيها الصهاينة خروجا «بانوراميا» واستعراضيا، وذلك إن لم نستطع أن نطرد الوفد الصهيوني من الأساس، ولكي تكون «لكمة» كويتية للصهيونية، وذلك لكي يتم إرسال رسائل للعالم أجمع، أنه لا مجال للتعايش مع الكيان الصهيوني المحتل، مثلما خرج أردوغان في منتدى دافوس من قبل. وهذا ما نملكه حالياً وعلى الأقل من ضغط إعلامي وديبلوماسي ضد المحتلين الصهاينة.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي