No Script

وجع الحروف

إشاعة الأخبار السيئة... عذاب صامت!

تصغير
تكبير

منذ بداية الخلق ثم خلق آدم عليه السلام وشر الحسد موجود أعاذنا الله وإياكم من شر الحسد والكبر.
ولنا في قصة ابني آدم هابيل وقابيل التي تشكل أول جريمة على وجه الأرض، حين قتل قابيل أخاه هابيل حسدا وغيرة... والعدو الأكبر منذ ذلك الوقت هو «النفس الأمارة بالسوء»!
نسرد هذه المقدمة للدخول في الموضوع? فنحن نتحدث عن نفس بشرية تعرض صاحبها إلى أخطر السلوكيات التي تصل إلى حد القتل عندما يغيب العقل وتنعدم الأخلاق ويضمحل الوازع الديني وننشغل بالماديات.


في عهدنا الحاضر تختلف أدوات «القتل»... فلم تعد حتى الحروب على نمطها التقليدي نفسه? إنها أضحت حربا ثقافية «نفسية الطابع» واقتصادية في خطين متوازيين وكلاهما يوصل إلى العذاب الصامت.
قد يكون بعض منكم قد مر على قصة تعذيب سجناء الحرب نفسيا «إيصال أخبار سيئة»، حتى يفقدوا الأمل في الحياة ويقرروا من تلقاء أنفسهم بإنهاء المعاناة بالموت.
خذ عندك ما نواجهه اليوم وهو مخطط له غربيا، وهو لا يختلف عن سلوكيات الأعداء تجاه دولنا المسلمة بالفطرة? فهم يشنون ويروجون الإشاعات، التي بعضها يتم إعداده وإنتاجه وتصويره وإخراجه بطريقة تحاكي النفس البشرية، بغرض إحباطها وشعورها بأن كل ما حولها فاسد مفسد وظلم!
هبط مستوى التعليم لدينا وتدنى مستوى الثقافة... تركنا القيم الصالحة وصرنا نتبع السلوك الغربي المبرمج لنا اتباعه عبر أخبار وإشاعات كثير، منها يصدره أحبابنا في مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية الاخرى.
هنا يدخل دور «النفس البشرية» فأصبح بث السموم وإشاعات تخوين وتصوير العالم بأنه سوداوي المصير، وهو خلاف ذلك لو احتكمنا للعقل والدين والعادات والقيم الحسنة، التي جُبل عليها أهل الكويت في عقود مضت.
الدين حذرنا من شر الأنفس وداء الحسد والكبر، وقد ذكرت في مقال سابق هذا الموضوع لكن اليوم أعرضه من جانب آخر وبطابع فلسفي قصصي المسرد، مستشهدا بما يحدث من حولنا وكيف أن الغرب يريدنا أن ننهزم من الداخل ويصبح الضرب في ما بيننا أمراً طبيعياً.
وقد يكون أحد المحركات «قتل القدوة الحسنة» وتقديم «الرويبضة»، وبالتالي يصبح الربط بين تدهور الأوضاع منطقيا لضعاف الأنفس ومن ثم ننساق تلقائيا وراء كل خبر سيئ... وجل الأخبار التي نقرأ عنها نابعة من أنفس تحركها أدوات الحسد والكبر.

الزبدة:
إذا كنا نعلم أن هناك إشاعات مغرضة وأخبار سيئة بعضها بلغ حد انتهاك الخصوصية للبعض وتسبب بالأذى النفسي لكثير من أحبابنا... اتهامات بلا أدلة? ضرب من تحت الحزام? خلق صراعات? مهاجمة الشرفاء? محاربة كل توجه إصلاحي: فأين دور الحكماء العقلاء؟
ما نريده من الجميع -ونخص الحكماء العقلاء -لا يتعدى تطبيق قول الله عز شأنه «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وأن نتذكر حكمة الله في خلقه في قوله عز شأنه«: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
ما يحصل من حولنا إنما هو نابع من شر الحسد والكبر الذي يقوده كل فاسق? وما سوء الحال الذي نلاحظه إنما تعود أسبابه لأنفس فاسقة مترفة... وهنا تستدعي الضرورة الربط بين المجريات وما هو مخطط لنا الوقوع فيه من بث إشاعات وإزاحة للكفاءات وهو ما يوصل إلى «العذاب الصامت» الذي نتمنى أن ننتبه لخطورته فنحن أولا وأخيرا مسلمون بالفطرة وإزاحة -إماطة الآذى عن الطريق من السبل الإصلاحية.
فابعدوا عنكم كل أذى يصيب الآخرين? وكل أذى يتسبب في سوء إدارة شؤون حياتنا واتيحوا لنا حياة أفضل نكون فيها متقاربين متحابين منتجين وتوكل قيادة مؤسساتنا للأخيار في بلد الإنسانية التي كانت في يوم من الأيام جوهرة الخليج... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي