No Script

أضاءت فعاليات «القرين الثقافي 24»

«منارة فهد بورسلي» ... توهجت في المكتبة الوطنية

تصغير
تكبير

«منارة شاعر الكويت الشعبي فهد بورسلي... توهجت في المكتبة الوطنية»!
فقد أضاءت الناقدة الأدبية نورية الرومي بمعية الأديب حمد الحمد، مساء أول من أمس، على مسيرة الشاعر الغنائي الراحل فهد بورسلي، ضمن أنشطة القرين الثقافي في دورته 24.
بورسلي، من فطاحل الشعراء الشعبيين في الكويت، حيث ذاع صيته ودوّى في الآفاق خلال الربع الأول من القرن الماضي، بعد أن قدم العشرات من الأعمال العاطفية الغنائية، كما حمل على عاتقه هموم الشعب الكويتي وقتذاك، فقد شغلت فكر الشاعر مجموعة من القضايا المحلية والعربية والعالمية، من بينها، التعليم، الماء والنفط، الكهرباء والبطاقة التموينية وغيرها، وعلى إثر ذلك أطلقت عليه العديد من الألقاب، على غرار«شاعر الشعب»، «الجريدة الناطقة» و«صوت المجتمع».


شهدت المكتبة الوطنية، حضور حشد من هواة الشعر، لاسيما من رابطة الأدباء الكويتيين، إلى جانب بعض الأفراد من عائلة بورسلي، يتقدمهم الشاعر الغنائي الكبير بدر بورسلي، في حين أدارت المنارة الإعلامية أمل عبدالله.
بعد الترحيب بالضيوف، استهلت الإعلامية أمل عبدالله حديثها بالقول: «نجتمع في هذه الأمسية لكي نستذكر معاً سيرة رجل كان لسان حال المجتمع الكويتي، عبر ما يقدمه من شعر يلامس نبض الأمة، فقد كان الشاعر الراحل جهازاً إعلامياً في حد ذاته، وجريدة ناطقة لكل سلبيات المجتمع في ذلك الوقت».
وأضافت: «بعد مرور 59 عاماً على رحيله، لم يتحسن الوضع في الكويت على الإطلاق بل ازداد سوءاً، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الشاعر فهد بورسلي كان سابقاً لعصره في الجانب النقدي الاجتماعي، أما على جانب آخر، فإنه لامس أعماق كل كويتي من خلال المفردة الكويتية العاطفية، التي كان ينسج خيوطها وتغنى بها العديد من المطربين».
بدوره، استذكر الشاعر بدر بورسلي مآثر ومناقب «خاله» الشاعر الكبير فهد بورسلي، قائلاً: «ما زلت أتذكر كل التفاصيل الدقيقة التي عاشها خالي الشاعر فهد بورسلي في بيته بمنطقة المرقاب، فعلى الصعيد الإنساني كان هادئاً جداً، كما أن لديه حاسة شديدة يتلمس من خلالها مشاعر الآخرين، وأنا لم أتأثر بشعره، بقدر ما تأثرت بشخصيته وبتواضعه وبأخلاقة»، مكملاً: «نحن من عائلة تحتفي بالثقافة والأدب وأغلب أفرادها يقرضون الشعر، لكن لأشعار فهد نكهة خاصة لا تضاهى».
في السياق ذاته، قالت أستاذة قسم اللغة العربية في كلية الآداب والناقدة الأدبية نورية الرومي: «إذا تكلمنا عن الشاعر فهد بورسلي، فإننا نتكلم عن شاعر شعبي له مكانته ولشعره صداه في الساحة الشعرية والتاريخية»، لافتة إلى التكوين الشعري لبورسلي، وموضحةً أنه وُلِد في محيط كامل من الإبداع، فوالده من شعراء الكويت الشعبيين، وكذلك خاله ملا علي الموسى، فضلاً عن قريبه العبيدي «الذي تفتقت إبداعاته الشعرية مبكراً».
وشددت الرومي على أن الشاعر فهد بورسلي تميّز بكتابة المفردة الكويتية القديمة، القريبة من الفصحى، عطفاً على أن قصائده كانت تتناول قضايا مجتمعية عديدة مثل التعليم، وأزمة المياه والكهرباء. كما أرّخ بورسلي لحقبة تاريخية مهمة،عندما تناول في إحدى قصائده الوضع الاقتصادي المتردي إبان الحرب العالمية الثانية، عندما ارتفعت أسعار المواد التموينية بسبب إمدادتها من الخارج، لتعرض النقل البحري لمعوقات أعاقت وصولها. ونوهت أن بورسلي تنوع في فنونه الشعرية، حيث اختلط فن المديح في شعره بفن المناسبات الوطنية.
من ناحيته، لم يُخف الأديب حمد الحمد إعجابه بالشاعر الكبير فهد بورسلي، قائلاً: «كنت أعرف أن فهد بورسلي شاعرٌ كبير له أشعار غزلية وله سامريات يرددها المغنون ويطرب لها السامرون، حتى اكتشفت ما خُفي عليّ طوال تلك السنين، وهو أن فهد بورسلي لم يكن شاعر غزل فقط، بل كان له السبق كشاعر شعبي كبير بادر إلى الاقتراب من حياة الناس وتلمس معاناتهم».
وتطرق الحمد إلى سيرة بورسلي بقوله: «بورسلي من مواليد منطقة شرق العام 1918، وهذه السنة تعرف بسنة (الرحمة)، حيث اجتاحت الانفلونزا الكويت ومات الكثيرون بسببها، وقد انتقل شاعرنا إلى رحمة الله في الخامس والعشرين من شهر أبريل العام 1960، حيث توفي في المستشفى الأميري، ويقال إنه قبل ذلك أصيب بدرن بالصدر ونقل قبلها للمستشفى الصدري، وهو من أوائل الناس الذين دفنوا في مقبرة الصليبيخات وكان يناهز 42 سنة عند وفاته».
ووصف الحمد بورسلي بأنه «صوت المجتمع» لما له من إسهامات شعرية تدور في فلك العلم والتنوير، منها قصيدة بعنوان «الصدر ضاق» وبها جاء صوته مدوياً، عندما وجد أن فئة من المحافظين بالمجتمع يعترضون على افتتاح أول مدرسة نظامية للبنات في العام 1937.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي