No Script

من الخميس إلى الخميس

خبراء يحتاجون خبراء

تصغير
تكبير

عاد التوتر إلى الخليج، وبدأ الخبراء والجنرالات والمحللون السياسيون في إطلاق أبواق التصاريح، كل تحليل له ثمن، إما أموالٌ تُمنح وإما مواقف حزبية أو سياسية يتم تمريرها، أما الحقيقة والموضوعية فهي نادرة ونادرة جداً.
حرب التصاريح تشبه الحرب الواقعية لا تعرف حقيقتها حتى ينجلي غُبارها وتُحدد نتائِجها، إذا كنت من مؤيدي إيران، فإيران ستنتصر حتى لو رضخت أو دُمرت، وإذا كنت من مؤيدي أميركا لأسباب سياسية فأميركا مُنتصرة حتى لو استغلت التوتر لتمرير مخططات ضارة للعرب، وإذا كنت من مؤيدي الربيع العربي فأنت ضد الدول المحافظة وتراها خاسرة على كل حال.
أما إذا كنت من محبي الشهرة أو المال فموقفك وتحليلك وفق الطلب، والإذاعات التي تشتري المواقف كثيرة، وكل واحدة من تلك المحطات لها حساباتها الخاصة، حسابات ليست لها علاقة بمصلحة أمتنا العربية.
في الأيام وربما الأسابيع المقبلة ستزداد طبول التصاريح ويكثر الخبراء وتُعزف المواويل حسب الطلب، أما الخاسر الأكبر فهي شعوب المنطقة كلها، الشعوب التي لا تدري ما يدور حولها ولا تعلم كيف سينتهي التوتر وإلى أي حد ستكون المواجهة.
نحن كشعب في موقفٍ مُقلق، والنصيحة التي نقدمها لك، أيها المواطن، بأن تَصُمَّ أُذُنَيْكَ وتُغلقُ فَمَك.
أثناء الغزو العراقي للكويت تعبنا من تصاريح الخبراء، وربما بصورة أكبر من الحرب نفسها، جنرالات هددونا بالدمار الشامل وخبراء أكدوا انتصار العراق ونكسة الحلفاء، واليوم حين نتذكر كل تلك التصريحات ندرك كم كان أولئك الخبراء جاهلين، وأن ما حصل لم يذكره أحد، ولم يتنبأ به خبير!
اليوم هناك من يفكر في تخزين المؤن الغذائية، وهناك من يستعد لمغادرة منطقة التوتر، من الذي يدري ما سيحصل؟ هذا ما يقوله البعض، والجواب الصادق لا أحد، حتى قادة الدول لا يعلمون التهديد بالحرب أشبه بالفتن الكبرى لا يمكن التحكم بمسارها، قد تنتهي بلا حرب أو بحربٍ لا نشعر بها، أو بأكثر من ذلك أو أقل.
الفتن أمرٌ فوضوي، سهلٌ إشعالها ويستحيلُ التحكم بها، إن الذين يؤمنون يقينا بأن المستقبل ومجريات الأمور كلها بِقَدَر هؤلاء يدعون الله عزّ وجّل، أن يكفينا شرَّ الفتن ما ظهر منها وما بطن.
تجنبوا سَماعَ وإطلاق التحليلات، فقط اسمعوا أخبار إذاعة الكويت، فكل الخبراء يحتاجون خبراء.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي