No Script

طالبت في «حوار افتراضي» بتعديل قوانين الصيد

«ميدة» تتحدث إلى «الراي» عن همومها وشجونها: لماذا تحرِمون بطونكم منا وتتركوننا لغيركم؟!

تصغير
تكبير
  • «الميدة» اشترطت نشر كل ما تقوله:
  • - نتغذى ونكبر ونسمن من خيرات بحركم فتتركوننا صيداً سهلاً لجيرانكم 
  • - ما الفائدة من أن تلتزموا بالقانون والدول المجاورة لا تلتزم بالحظر الذي تفرضونه؟ 
  • - أعتبر نفسي أفضل أنواع السمك  مع احترامي لأبناء جنسي   
  • - يتم اصطيادنا على شكل جماعات  لكننا لا نتفرق لأننا نحب بعضنا بعضاً   
  • - حجمنا بات أكبر في السنوات الأخيرة  لأننا نأكل المواد العضوية المليئة بالبروتينات 
  • محرر «الراي»: 
  • - أفلتت سمكة من حواري في المزاد فقصدتُ الجون بحثاً عن أخرى لا تحتاج إلى تصريح 
  •  - رزقني الله بواحدة من الحجم الكبير  ... واضح عليها «رجاحة العقل والمنطق» 
  • - قلتُ لها: أنا لا أريد أكلك ولا شواءك لكنني أريد الحوار معك وأعدك أن أرجعك إلى البحر 
  • - أنهيتُ اللقاء بعدما رأيتُ أنفاسها تتقطع وتمنيتُ ألا أراها في طبق مشوي أو مقلي

بين صرخة مزاد وأخرى، والعيون متسمرة على السلال، والسعر إلى ارتفاع، استرعت انتباهي «ميدة»، وهي تنتفض وتنظر إليّ، وفي عينيها ألف سؤال وسؤال... حتى غاب عن ذهني الارتفاع المطرد في أسعار سلال «الميد» التي وصل ثمن الواحدة منها إلى 90 ديناراً، ونسيت ما حولي من زبائن كثر، ومن همهمة البعض، وتذمر آخرين، و«فرحة» سواهم بالظفر بسلة «ميد» وإن غلا السعر، وغيّبت نفسي عن منطق الجدل، من المتسبب في ارتفاع الأسعار، وبقي في البال سؤال واحد... هل يستقيم المنطق أن يبلغ سعر كيلو سمك الميد نحو أربعة دنانير في بلد يفيض خير بحره بالسمك؟
جال في خاطري أن أستضيف سمكة الميد على «دفتر» حوار لن يُنسى، وحدّقتُ في عيني السمكة أمامي، واستفقت على الواقع... كيف أحاورها وهي قابعة في السلة، بعد أن أُسِرت من موطنها... وزاد يقيني بعقم المحاولة بعد أن «طارت» السلة وكانت من نصيب أحد الزبائن.
جال في خاطري أن أذهب إلى حوار «ميدة» تختال في البحر من دون قيود... فأخذت صنارتي وركبت طرادي ودخلت جون الكويت بحكم أنني هاو للصيد، وأستطيع في هذا المكان المليء بأسماك الميد، أن أصطاد واحدة منها لا تخاف من الكلام ولا تحتاج إلى تصريح، لتكشف عن أسرارها وسبب حب الناس لها وتبوح بشجونها وهمومها، وتدلي بدلوها عما إذا كانت راضية عن سعر بيعها.
رزقني الله عصر ذلك اليوم بـ«ميدة» من الحجم الكبير، واضح عليها «رجاحة العقل والمنطق» وخلتُ أن «الشيب يعلو رأسها»، فنظرتُ إليها بعد أن قنصتها صنارتي، وقلت لها: أنا لا أريد أكلك ولا شواءك، لكنني أريد الحوار معك، وأعدك أن أرجعك إلى البحر... فدار بيننا الحوار التالي:

هل ستنشر كل ما أقوله لك أم أن هناك ما سيمنعك؟

• أعدك أن أنشر بالحرف كل ما تقولين، شرط أن تجيبي عن أسئلتي بكل صراحة ووضوح.

اسأل عما تريد وقبل أن تنقطع أنفاسي.

• ممكن أن نتعرف على أنواعك؟

أعتبر نفسي أفضل أنواع السمك، مع احترامي لأبناء جنسي، فالصغير مني طوله بين 6 و15 سم وهو ما يسمى بالميد، والكبير الذي يصل طوله الى ما بين 15 و30 سم يسمى بياح، وموسم صيدي يبدأ اعتباراً من الأول من أغسطس، وأعتبر نفسي من السمك المُهاجر الذي يبحث عن الأمان والاستقرار.

• أين تتواجدين وأين أماكن صيدك؟

تجدني في السواحل الرملية، ويتم اصطيادنا على شكل جماعات، سواء عن طريق الحضرات أو الشباك البحرية، وأكثر الأماكن التي أتواجد فيها المنطقة الشمالية وجون الكويت.

• إذا كنت تعرفين أنه يتم اصطيادكم على شكل جماعات... فلماذا لا تتفرقون؟

لا نتفرق، فنحن نحب بعضنا بعضاً، وما يحدث للواحد منا يحدث للكل.

• وكيف تحمون أنفسكم؟

نحن نسير في جماعات لحماية بعضنا البعض وعدم الوقوع في شباككم، حتى أننا ننتقل بسرعة من موقع إلى آخر، ونستطيع أن نقطع مسافة تتراوح بين 70 و100 كيلومتر في اليوم الواحد.

• ألاحظ أن حجمكم كبر في السنوات الأخيرة حتى ظهر منكم الميد الجامبو، فماذا تتناولون حتى بتم على هذه السمنة؟

ههههه... نحن نأكل المواد العضوية المليئة بالبروتينات، خصوصا الموجودة في جون الكويت، الذي يعتبر ملاذنا لما يحتويه من خير وفير، بالإضافة الى ان مياه الصرف الصحي التي تسكب في بحركم من دون معالجتها وبما تحتويه من مغذيات عضوية تشكل مصدر غذاء لنا... إن صحتنا وعافيتنا من خير بحركم.
• إذا كانت هذه النعمة تتوافر لكم في بحرنا، فلماذا تهاجرون منه؟

أنا أستغرب من قوانين بلادكم التي تصرف علينا وتكبرنا، وتتركنا لغيركم يستفيدون منا، فنحن نكون في بحركم لأكثر من شهرين وبعد انتهاء موسمنا نذهب لجيرانكم ونحن في أتم صحة وعافية، فيصطادوننا ويصدروننا إليكم، وتشتروننا بأغلى الاثمان، علماً بأننا كنا بين أيديكم فلم يصطدنا أحد بسبب القوانين التي تحرم أبناءكم من صيدنا.

• وضعنا قوانين حظر صيدكم لزيادة المخزون منكم؟

وما الفائدة من أن تلتزموا بالقانون، وتحرموا أبناءكم من صيدنا ومن أكلنا، وفي الوقت ذاته لا تلتزم الدول المجاورة لكم بهذا الحظر، فهي تصطاد بكل حرية وفي جميع الأوقات والأماكن، وتصدر صيدها لكم... أنتم أولى بنا منهم.

• هل لكم أسماء أخرى تعرفون بها؟

نعم، فأسماؤنا تأتي حسب أحجامنا والمناطق التي نعيش فيها.... فأسماؤنا الميد، وخشني، وزوري، والمسموطة إذا تم تجفيفنا.

• أشكرك على سعة صدرك في هذا اللقاء السريع، خصوصا وأنني أرى أنفاسك بدأت تنقطع، ولذا فأنا مضطر إلى إنهاء اللقاء وتركك في حال سبيلك، متمنياً لك حياة سعيدة وعمراً مديداً، وألا أراك في طبق مشوي أو مقلي.

 

...بط بط بط بط... غاصت ضيفتي في المياه، وتركتني في حيرة من أمري، في كيفية الطريقة المثلى التي أوصل بها رسالتها إلى المسؤولين في الجهات المعنية، حتى يتم تعديل القوانين للاستفادة من صيد هذا السمك اللذيذ، الذي يزورنا أطنان منه سنوياً وينزل منه إلى السوق سلال بسيطة، فيرتفع السعر الى مستوى «خيالي» ويرتفع سعر الكيلو من 200 فلس - كما كان سابقاً - إلى ما يقارب الـ4 دنانير... حتى بات سعيد الحظ في هذه الأيام من يظفر بـ...«ميدة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي