No Script

في الفضاء المفتوح تشاع الأفكار والأيديولوجيات والمصالح

«التعليم الإلكتروني» يقتحم عالمنا... المدارس التقليدية والكتاب الورقي إلى اندثار؟!

تصغير
تكبير

محمد الرميحي: 

- التعليم سيصبح خدمة ذاتية تقدم للناس في أي سن ووطن ووقت

- 42 في المئة بأميركا و50 بالهند والصين يعلمون أنفسهم بالإنترنت

 

وضع ملتقى التعليم الإلكتروني الذي انطلق أمس في الكلية الأسترالية، بحضور أكاديمي مميز، النقاط على الحروف في عالم الفضاء المفتوح، مطلقاً صافرات الإنذار تجاه هذا الفضاء، يحمل في طياته مخاطر ضخمة غير محددة النتائج على المجتمعات، لأن أياً من الفاعلين الأفراد أو الجماعات أو الدول، تستطيع أن تشيع افكارها وايدلوجياتها، وتمرر مصالحها وتجند موالين لها، وتغير موقف الرأي العام متى ما أرادت، ولأي جمهور تستهدفه، وفي موازاة ذلك تكثر تساؤلات عن مصير التعليم بشكله التقليدي وحتى الكتاب بشكله الورقي.
وقال عضو مجلس الأمناء في الكلية الاسترالية الدكتور محمد الرميحي، في الملتقى الذي انطلق بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إن «العالم لم يعد قادراً على تكميم الأفواه مهما كانت السلطات التي تحكمه، فالكل قادر على التواصل بين الأفراد والجماعات بطريقة أو بأخرى»، مبيناً أن التفكير المستقبلي لهذه الأمة العربية وهذا الإقليم وهذا البلد، يواجه تحديات هائلة تؤرق الكثير من أهل الفكر في بلادنا، وقد سهل ذلك التواصل وصول الثورة الكبرى في عالم الانترنت في ما يعرف اليوم بالفضاء العالمي المفتوح.
وبيّن الرميحي أن الحل أمام هذا التغير المؤثر على السلوك والاجتماع الإنساني، هو بناء قدرات لدى الفرد والمجتمع تكون قادرة على إيجاد مناعة للفرد والجماعة للتفريق بين الصالح والطالح وذلك لن يتحقق إلا من خلال أنظمة تعليمية تتميز بالجودة والقدرة على التحليل العقلاني، ما يمنع الفرد أو الجماعة من الوقوع في حبائل تلك الأيدلوجيات أو الدعايات أو الترويجات، وتقدم للجيل طريقة منهجية تجعله، متسائلاً ومقيماً لما يرده من أفكار أو معلومات أو اغراءات.


وذكر أن الدراسات تشير إلى التحول العالمي الهائل نحو التعليم الرقمي، حيث يكسب 4 ملايين هندي ارزاقهم من العمل كمطورين للتطبيقات، يتزامن هذا بجانب النظرة السائدة المعززة بالوقائع أن التعليم التقليدي لم يعد يناسب المجتمعات، مبيناً أن التعليم سوف يصبح خدمة ذاتية تقدم للناس في أي سن وفي أي وطن وفي أي وقت، فاليوم 42 في المئة من المتعلمين في الولايات المتحدة و50 في المئة من المتعلمين في الهند والصين يعلمون أنفسهم باستخدام الانترنت، وفي بعض المجتمعات في السنوات العشر المقبلة سوف تتخلص من المدارس التقليدية، وحتى الكتب الجامعية المطبوعة سوف تندثر.
وأوضح أنه «أصبح معروفاً بشهادة كبار اهل المال والمبدعين في عالمنا اليوم، أن النجاح في الحياة من دون شهادة جامعية أصبح ممكناً بل ومفضلا أيضا، إلا أن الاقتناع بذلك عملية صعبة إن لم تكن مستحيلة في فضائنا الثقافي بسبب استقرار قناعات جامدة وغير مرنة، ولأن الدولة هي المشغل الأكبر في المجتمع أصبحت الشهادة الممر إلى الوظيفة إلى درجة حدوث خلل ضخم في محاولات الحصول عليها بأي ثمن حتى بالتزوير مع الأسف، مبيناً أن السبب الثاني هو تأخر الارادة السياسية، في التشريع لمسايرة اطلاق التعليم المتميز، واستخدام الأدوات الجديدة والمهارات الرقمية في مجال التعليم وتجويده».
يذكر أن 5 جلسات نقاشية عقدت في الملتقى، بمشاركة عددٍ من الأكاديميين والمحاضرين الذين تناولوا مختلف القضايا في مجال التعليم الإلكتروني والثورة الرقمية وخطر الفضاء المفتوح والوضع الحالي للتعليم الإلكتروني بين المزايا والعيوب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي