No Script

ولي رأي

المصالحة قبل فوات الأوان

تصغير
تكبير

إن ما يحدث في العراق ولبنان من مظاهرات نارية وردّ حكومي قاسٍ جداً على المتظاهرين، أدى إلى سقوط ضحايا ودمار في البلدين، وهو أمر يصعب على كل عربي مخلص السكوت عنه، والاكتفاء بالتفرج، فلبنان يشرف على إفلاس اقتصادي ويقترب من حرب أهلية. أما العراق فالأمر فيه تجاوز المظاهرات والاحتجاجات على الفساد ووصل الحال إلى حرب أهلية دموية يستخدم فيها الطرفان (الحكومة والمتظاهرون) السلاح الناري والقنابل الدخانية، وأغلقت الطرق بالإطارات المحروقة، وحوصرت المؤسسات من تجمعات شبابية، وسقط مئات القتلى، وإن كان الفساد مُرّاً فالحرب الأهلية التي يقترب العراق منها أمرُّ.
وما لم تتدخل المملكة العربية السعودية كما فعلت عام 1989 عندما دعت الى مؤتمر الطائف، الذي استضافت فيه جميع الأطراف اللبنانية التي كانت تدور بينها حروب استمرت 15 عاماً، سالت فيها الدماء وخربت فيها الديار، فسيحدث ما لا تحمد عقباه، وتتكرر هذه الحرب.
والدعوة إلى مؤتمر مماثل أصبح اليوم حلاً نرجو ألا يطول انتظاره، ولأن للكويت علاقات متميزة مع جميع القيادات العراقية السياسية والشعبية والدينية، وهناك زيارات متبادلة بين هؤلاء ومسؤولين كويتيين كثيرة، نأمل منها أن تجمع الأطراف العراقية في الكويت للبحث عن حل يوقف عجلة حرب دموية أهلية مقبلة، والتجمع يشبه تجمع الأطراف اليمنية المتحالفة التي تجتمع دورياً في الكويت لتحل الخلاف بينها، أمر يجب العمل على الإسراع به، فالشعب العراقي أقرب إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وقد بدأنا في الكويت نرى نيرانها ونشتم دخانها، ونحن والعراق جيران وأشقاء وما يصيبهم يؤلمنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي