No Script

هل تكون الثالثة ثابتة... أم حلقة في «مسلسل المماطلة السياسية»؟

توافق نادر على تكليف الكاظمي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

u0645u0635u0637u0641u0649 u0627u0644u0643u0627u0638u0645u064a
مصطفى الكاظمي
تصغير
تكبير

علاقات جيدة  مع «الجوار»...  وزار بيروت أخيراً


أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة جديدة، في ثالث محاولة لاستبدال عادل عبدالمهدي وإخراج البلاد من مرحلة ركود سياسي عمقتها بوادر أزمة اقتصادية.
وقال صالح في مرسوم جمهوري، إنه «نظراً لاعتذار المكلف السيد عدنان الزرفي» تم «تكليف السيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة».
وكان الزرفي أعلن في بيان تقديم اعتذاره «لأسباب داخلية وخارجية»، مؤكداً استعداده للانتخابات المقبلة المبكرة.


والكاظمي ليس شخصية جديدة مطروحة على طاولة السياسة العراقية. فقد كان اسم رئيس جهاز المخابرات وارداً منذ استقالة حكومة عبدالمهدي في ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك بديلاً لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في 2018.
كما كان اسم الكاظمي (53 عاماً) متداولاً في أروقة المرجعية الدينية في النجف، كخيار محتمل لقيادة مرحلة ما بعد دحر تنظيم «داعش». لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله التوافق، خصوصاً مع وصفه من بعض الأطراف الشيعية على أنه «رجل الولايات المتحدة» في العراق.
وقبل نحو شهر، وجه فصيل عراقي مقرب من إيران اتهامات للكاظمي بتورطه في عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، التي نفذتها واشنطن في بغداد.
 لكن ذلك الاتهام «الفردي» كما يصفه مصدر في «الحشد»، لم ينل استحسان «محور المقاومة».
وقال مصدر مقرب من «حزب الله» اللبناني لـ «فرانس برس»، إن «الكاظمي زار بيروت أخيراً لحلّ هذه العقبة، وكانت النتيجة إيجابية».
وعززت فرص رئيس الوزراء المكلف، الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس «فيلق القدس» الجديد الجنرال اسماعيل قاآني للعراق أخيراً، حيث التقى غالبية أعمدة البيت السياسي الشيعي، وشدد للجميع على أن ملف العراق، إيرانياً هو بين أيدي «فيلق القدس» ولا أحد غيره.
وبحسب ما أشار المصدر، فإن هناك توجهاً إيرانياً إلى التهدئة في العراق في إطار عمليات التسوية التي تجري في المنطقة، والكاظمي أحد وجوه هذه التسوية.
ولفت مصدر سياسي رفيع المستوى، إلى أن تسمية الكاظمي «تأتي مكسباً للعراق، خصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، ولضمان تجديد استثناء بغداد من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران».
دليل التوافق كان حضور «صقور الشيعة» مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام وسط بغداد: زعيم تنظيم «بدر» هادي العامري ورئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض والعبادي والسيد عمار الحكيم، بالإضافة إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وممثلة الأمم المتحدة لدى العراق جينين هينيس بلاسخارت.
لذا، يبدو أن هناك توافقاً إقليمياً على الكاظمي، الذي صار يملك ثلاث ركائز قوة في العراق:
- علاقة متينة مع الولايات المتحدة، عززها بالتعاون خلال مرحلة قتال «داعش» وصولاً إلى القضاء على زعيمه أبو بكر البغدادي.
- بث الروح وتجديد خط التواصل مع إيران التي استثمرت ذلك بوضع ثقتها في الكاظمي كشخصية قادرة على نزع فتيل الأزمة.
- علاقة أكثر من جيدة مع الجارة السعودية، خصوصاً أن هناك علاقة صداقة تربط الكاظمي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب مصادر سياسية. وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية العام، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي. وأمامه حتى التاسع من مايو المقبل، لتقديم تشكيلته.
لكن مصدراً مقرباً من دائرة القرار، أشار إلى أن هذه المرحلة «مرّت»، مؤكداً أن «الحكومة وبرنامجها سيكونان جاهزين خلال ثلاثة أسابيع، والمحور الآن في مرحلة الحديث عن دور الحكومة في مستقبل العراق».
لكن بعض المشككين يرون أن الكاظمي ليس إلا حلقة في «مسلسل المماطلة السياسية» للإبقاء على عبدالمهدي في منصبه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي