No Script

قبل الجراحة

الاستاذ حسام يكتب...

تصغير
تكبير

سأترك مكاني اليوم لشخص عزيز على قلبي... محب للكويت... لم أعرف عنه إلا الاجتهاد و الإخلاص بالعمل...
فكتب حسام التنيب مقالاً اليوم بعنوان... حتمية التغيّر والتغيير.
فكتب حسام التالي:


لن أتحدث عن الطب فأنا لست بطبيب ولن أخوض في السياسية، فقوامها الكذب ولن أجادل بالاقتصاد فهو لعبة لا أفهما... أنا مواطن بسيط يعشق وطنه فلا يفسر ما يقال في غير محله.
كارثة «كورونا» هزّت العالم لم تترك «جسداً» إلا ودخلته دون استئذان...
لا جدل في أن العالم سيكون مختلفاً بعد «كورونا»... طبعاً متفائلون ونتوقع الأفضل إلا أنه من السذاجة الا نستعد للاسوأ.
الكويت ليست بمعزل عن العالم فهي جزء صغير جداً، ضمن منظومة ستفرضها الظروف والمتغيّرات على الدول والشعوب بلا استثناء، لا أحد يملك من الخيار شيئاً فإما أن نستعد لما هو قادم ونواكب التغيرات ونَسـلَم وإما تتلاعب بنا الأمواج، فالتحديات من كل اتجاه صعبة وخطرة و«جدية»، ولن يكن في قلبها رحمة، ولكي نضمن العيش بهناء وآمان علينا الاستعداد لما هو قادم... وسيكون القادم أفضل بإذن الله.
كويت جديدة هذه الرؤية الجميلة، يجب أن تكون واضحة كي نؤمن بها ونشارك جميعاً في تحويلها إلى واقع يعود بالنفع ونفخر به، ولن يكون ذلك إلا بعمل جاد يستند إلى استراتيجية واضحة الأهداف، تنفذ وفق برامج وخطط من خلال الكفاءات بإدارة نزيهة ورقابة واعية.
الحكمة تفرض ألّا نبقى في دائرة الأزمات القديمة ونغرق في مشاكل أزلية مصطنعة صنعناها بأيدينا، وأن نكون دولة «الفعل»، لا أن نستمر العيش في دولة «رد الفعل» فيجب أن نركز على الهدف.
يجب أن نُجدّد أفكارنا...
المواطن أساس المجتمع، فلنبدأ بإصلاح أنفسنا قبل أي شيء، كما نكون يولى علينا، نلعن المجلس وهو اختيارنا ونسب الحكومة وهي منا، نهاجم الفساد ونخضع للمفسدين، نتهم ونحن الشركاء، ننتقد ممارستنا المستمرة، نلوم الآخرين على تقصيرنا، «كورونا» كشفت لنا الغطاء فلنغيّر من أنفسنا أولاً عندها حتماً سيتغيّر كل شيء.
المصلحة العامة ليست كلمة إنما منهج، وأمامها تنهزم مصالحنا الفردية ويجب أن نتقبل ذلك برضى وسعادة، «كُتب عليكم القتال وهو كره لكم»، فالميدان اليوم ليس ساحة قتال ودمار إنما ورشة عمل لبناء وطن جديد، دستور الكويت كما حمى الحقوق فقد فرض الواجبات يجب أن نعيد برمجة علاقتنا المتبادلة بالدولة ونفهم أن الدولة لها حقوق علينا.
النزاهة، تُفرض لا تُطلب، ومحاربة الفساد لم يعد خياراً بل فرض واجب على جميع السلطات، لسنا بحاجة إلى مؤسسات وهيئات تقيم المؤتمرات وتعد تقارير على ورق، إنما قرار شجاع يطبق بشكل جدي يصلح ما أفسده المفسدون، وحساب عسير، يعيد الثقة.
الديموقراطية مفهوم جميل شوّهته ممارستنا، مجلس الأمة بهيئته الحالية غير صالح للاستخدام الوطني، وهو نتاج خياراتنا وأوراق الاقتراع خطّت بأيدينا، عار عليهم أن يخدعونا أول مرة وعار علينا أن نُخدع كل هذه السنوات، فكان عندنا مجلس انشغل بما ليس من اختصاصه، عن اختصاصه تضاربت فيه المصالح وانتصرت المصلحة الشخصية، مسؤوليتنا تغيير هكذا مجلس.
تشريعاتنا يجب أن تتغير، بحاجة إلى غربلة كاملة هي نتاج أسلوب خاطئ، تفاخروا بالكم وتجاهلوا الكيف، استعانوا بالفاشلين من المستشارين، ومنتهي الصلاحية، فكانت تشريعات معيبة غير قابلة للتطبيق وأدخلتنا في حالة فوضى متعمّدة أربكت دولة وضيّعت حقوقاً وأخرت عملاً وفوّتت فرصاً، تشريعاتنا بحاجة إلى نسف وإعادة بناء من جديد وهذه مهمة أي مجلس قادم.
التربية قبل التعليم، ما نقوم به «خطر» فالمعلم ليس سلعة يتم استيرادها بالجملة من مكاتب العمالة الخارجية، فاقد الشيء لا يعطيه، والفاشل لن يُعلّم أبناؤنا طريق النجاح، ببساطة علينا الاستعانة بالناجحين حتى يرشدوا أبناءنا لطريق النجاح... التغيّر والتغيير أصبحا حتميين، ويجب أن يكونا رسالة أمة من أجل رؤية كويت جديدة جميلة.
نعم...
ألف شكر للأستاذ حسام التنيب... ونحن في «الراي»... جميع الكتاب مساحتنا مفتوحة للجميع بلا أي استثناء من أجل النهوض بالبلد.
تقبل الله طاعتكم و كل عام و أنتم بخير... حفظ الله الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي