No Script

قصة صاحب المزرعة الوحيدة الذي ابتعد عن «البلاستيكية» و«الخراسانية»

أبو سلمان «عاشق البلطي»... أول كويتي يقلّل تكلفة أحواض زراعة السمك من 73 ألف دينار إلى 5 آلاف

تصغير
تكبير
  • بدأت المشروع قبل ثلاث سنوات واخترته من باب الصدفة فقد كنت أشتري الأسماك من مزارع أخرى 
  • لدي 38 حوضاً وأكثر ما تهتم به «هيئة الزراعة» طريقة تصريف المياه 
  •  إنتاجي في العام بدأ  بـ 12 طناً سنوياً  ووصل لـ 36   
  • سمك البلطي تعود سلالته لماليزيا وسنغافورة قبل قرابة 15 سنة لكنه استوطن وأصبح «بلطي كويتي» 
  • هذه أول مزرعة  في الكويت تستخدم أحواض السباحة العادية القابلة للفك والتركيب  وليس «البلاستيكية»  أو «الخراسانية» 
  • التكلفة أقل من 5 آلاف دينار ولا تحتاج لعمالة كثيرة فلدي مهندس مشرف وعامل واحد 
  • البلطي سمكة جبارة تتحمل الأجواء الحارة والباردة والأمطار والغبار وتتكيّف  مع جميع الأجواء

رغم كثرة مشاريع المزارع السمكية في الكويت، إلا أن الوضع مع داود الثنيان «أبو سلمان» كان مختلفاً.
أبو سلمان، الملقب بـ«عاشق البلطي»، استطاع تقليل تكلفة أحواض زراعة السمك من 73 ألف دينار إلى 5 آلاف بعدما قرر عدم اللجوء للأحواض البلاستيكية أو الخراسانية المتعارف عليها في كل المزارع الكويتية، واختار أن تكون أحواض السمك هي نفسها أحواض السباحة القابلة للفك والتركيب.
يتحدث أبو سلمان بشغف عن مزرعته لـ «الراي»، قائلاً «بدأت المشروع قبل ثلاث سنوات واخترته من باب الصدفة فقد كنت أشتري الأسماك من مزارع أخرى في منطقة الوفرة، وفي إحدى المرات تأخر العامل في التوصيل لأكثر من ساعة ونصف الساعة وعندما سألته عن مدى إمكانية تخزين السمك عندي للأسبوع المقبل، أجاب إنه بالإمكان فعل ذلك ولا يحتاج سوى ماء وأكسجين، ووقتها كان عندي حوض صغير للأولاد فوضعت فيه السمك ووجدت أن الأسماك بحالة جيدة ولم يكلفني الأمر شيئاً».


ويمضي في سرد تجربته مضيفاً «امتلأ الحوض بالسمك فاستعنت بحوض آخر ومن هنا بدأت فكرة المشروع، وتوجهت للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وأخبروني أن لديهم اشتراطات، فالهيئة لا تعتمد سوى الأحواض البلاستكية أو الخراسانية وكلاهما غالي الثمن، وتصل تكلفتها لقرابة الـ73 ألف دينار، بينما كنت أول من اعتمدت له الهيئة هذه الأحواض ولم يتم اعتمادها في مزرعة أخرى حتى الآن».
وعن المساحة التي يشغلها مشروع أبو سلمان، يوضح أنه «يمكن إقامة المشروع هذا في أي مزرعة سواء كانت مزرعة حيوانية أو نباتية أو غذائية بمساحة تقارب الـ 800 متر مربع... لدي 38 حوضاً والهيئة أكثر ما تهتم به طريقة تصريف المياه فلا بد أن يكون هناك مساحة زراعية تكفي أن تصرف فيها المياه، وفي حال عدم وجود مساحة زراعية يمكن حفر بركة كبيرة يتم صب الماء فيها ومن ثم سحبه، وهذه الحالة يمكن اللجوء إليها في حال عدم وجود مساحة زراعية، وعملية تبديل الماء تتم كل يومين أو ثلاثة».
وبشأن كمية إنتاجه السنوي، يقول أبو سلمان إن «انتاجي في العام بدأ بـ12 طناً سنوياً والآن وصل لـ36 طناً سنوياً، وهناك شبكة أنابيب تغطي كل الأحواض لضخ الماء وسحبه وضخ الهواء الطبيعي».
وعن أنواع السمك الذي تنتجه مزرعته، يضيف «أنتج نوعاً واحداً فقط هو سمك البلطي، الذي تعود سلالته لماليزيا وسنغافورة قبل نحو 15 سنة لكنه استوطن وأصبح (بلطي كويتي)... وأسباب الاقتصار على سمكة البلطي تعود لأنها الأقوى والأشجع وأنا أسميها السمكة الجبارة التي تتحمل الأجواء الحارة والباردة والأمطار والغبار وتتكيّف مع جميع الأجواء».
ويتابع قائلاً «هذه أول مزرعة في الكويت بأحواض السباحة العادية القابلة للفك والتركيب، وليست بأحواض القوالب البلاستيكية أو الخراسانية، وبذلك أكون قد فتحت الباب للشباب الكويتي عبر أحواض تركب وتفك في دقائق معدودة وتصمد لخمس سنوات وتوضع في كراتين بعد الفك، كما أن شبكة أنابيب توصيل المياه أيضاً قابلة للفك والتركيب»
أبو سلمان، البالغ من العمر 37 عاماً، أنهى تعليمه الثانوي وعمل في الحكومة 14 عاماً وبعدها توجه للعمل الحر، فيما يتحدث بفخر عن فكرته قائلاً «التكلفة أقل من 5 آلاف دينار ولا تحتاج لعمالة كثيرة فلدي مهندس مشرف وعامل واحد، والإنتاج أكثر من 30 طنا سنوياً ويمكن استرداد المصروفات مع العام الثاني لبدء المشروع وجني الأرباح».
ويضيف «دخلت دورة استزراع سمكي نظري وعملي، وهي دورات مجانية تقدمها الهيئة، وفي بداية عرض فكرة مشروعي لم تعتمدني الهيئة واشترط مسؤولوها أن يمر عام على المشروع، وكانوا يزورون المزرعة ويعاينونها ويتأكدون من سلامة الأحواض والأسماك ومنظومة الغذاء، وتم اعتمادي في العام الثاني وإعطائي رخصة لذلك وبدأت في الحصول على أعلاف المزارعين والسماح لي ببيع الأسماك في جميع الأسواق والمنافذ».
وعن البلطي الكويتي، يختتم أبو سلمان حديثه بالقول «سمكة البلطي ذكية ولحمها أبيض ونحن نستخدم أعلافاً نباتية فقط في تغذيتها، وبالتالي لا يكون فيها رائحة زفر بعكس البروتين الحيواني الذي يسبب رائحة زفر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي