No Script

على خلفية استشهاد فتيَيْن حاولا طعن جنود بسكين فواجهوهما بالنار

تباينٌ في الكويت حيال مشروعية دفع الصغار لمواجهة المحتل في فلسطين

تصغير
تكبير
  • محمد عبدالغفار الشريف:  «لعب أطفال»  يضر بالفلسطينيين والإثم على من حرضهما 
  • عبدالرحمن الجيران:  شرعاً لا تجوز  وواقعاً مردودها عكسي  وليس إيجابياً 
  • عبدالعزيز الفضلي:  هذه العمليات  أحد الخيارات المتاحة للفلسطينيين  لمقاومة المحتل

تباينت المواقف والآراء في الكويت في شأن استشهاد فتيين فلسطينيين بالقدس الشريف إثر محاولتهما طعن جنود إسرائيليين، بين فريق يعتبر أن محاولة الفتيين خطوة هي أقرب للانتحار في ظل ما يتسلح به الجنود الصهاينة من سلاح ثقيل ودقيق، وبين فريق آخر يرى أن العملية تدخل في نطاق المقاومة المستمرة للمحتل.
وكان الفتيان الفلسطينيان اللذان يبلغ كل منهما 14 عاماً، قد استشهدا الخميس الماضي بعد قيامهما بعملية طعن لجنود الاحتلال في القدس، حيث أطلق الجنود النار عليهما فور هجومهما، فاستشهد الفتى نسيم أبو رومي فوراً، فيما بقي زميله حمودة خضر الشيخ يعاني الإصابة، بعد منع جنود الاحتلال وصول الإسعاف إليه حتى استشهد. وذكرت وسائل إعلام أن عملية طعن في البلدة القديمة في القدس المحتلة أدت الى إصابة أحد جنود الاحتلال بجروح طفيفة.
وقد وجهت عملية الطعن، الأنظار نحو مشروعية «إرسال الأطفال إلى الموت» من خلال العمليات الاستشهادية، فاتحة المجال أمام آراء وفتاوى متباينة في الحكم على مشروعية مشاركة «الأطفال والشباب» في العمليات الاستشهادية، واتهام البعض بتجنيدهم ودفعهم نحو القيام بعمليات استشهادية قبل أن يكونوا قد نضجوا ليقرروا ذلك بأنفسهم.


واستند الرأي الرافض لانخراط الاطفال والشباب في العمليات الاستشهادية، إلى تحريمها في الشرع وآثارها على الأم الفلسطينية بعد وقوعها، فيما يستلهم الرأي الداعم من التاريخ قصص الصحابة في التضحية والإقدام مع العدو. ورأى ‏عميد كلية الشريعة السابق الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، أن مثل هذه العمليات «تضر بالمسلمين وتضر الفلسطينيين و(لعب أطفال) والإثم على من حرضهم».
بدوره، قال الدكتور عبدالرحمن الجيران ان «هذه العملية وغيرها من العمليات التي تسمى جهادية، أفتى كبار أهل العلم بعدم جوازها»، مشيراً إلى أنه «من حيث الشرع لا يجوز ومن حيث الواقع مردودها عكسي وليس إيجابياً».
ولفت إلى أن «العلامة الشيخ بن باز والعلامة الشيخ ناصر الدين الألباني والعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله، أفتوا بعدم جواز مثل هذه العمليات لأنها داخلة في النصوص العامة التي تنهى عن قتل النفس بغير حق، كما قال جل وعلا (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وقال (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)».
وذكر أنه «من الناحية الواقعية والعقلية ما فائدة هذه العمليات سوى ما تجره من ويلات ومصائب تربو وتزيد على العملية نفسها، فإن قتل يهودي واحد يُقتل مقابله 50 أو 60 فلسطينياً ويزج بالسجون مئات ويضيق على الأسر وتحصل الكثير من الفتن».
وأضاف إن «من أفتى بجواز هذه العمليات الجهادية، فقط نظر إلى مصلحة الحزب والجماعة، وإن الشرع ينهانا عن مثل هذه التصرفات، وكذلك الشرع أعطانا مندوحة وسعة أن نعقد صلحاً طالما نحن ضعفاء ولا نستطيع إزاحة اليهود واسترداد المقدسات، ولنا في ذلك أسوة بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي عقد صلحاً مع كفار قريش ويهود المدينة حيث تعاقد معهم حتى تقوّى عليه الصلاة والسلام ثم أزاحهم وحجمهم»، مبينا أن «ما يحصل من هذه العمليات هو استمرار لنزيف الدم الفلسطيني البريء».
وبيّن الجيران أن «مثل هذين الطفلين من حقهما أن يجدا مكانهما في الفصول الدراسية ويتعلما ويساهما في بناء أوطانهما من الداخل، وأن إعانة الفلسطينيين أفضل من القيام بهذه العمليات المروعة التي شاهدناها في الفيديو إذ شاهدنا الوحوش اليهود كيف يتعاملون مع أطفال عزل صغار في السن وكيف قابلوهم بوابل من الرصاص»، مؤكداً أن «هذا لا يجوز وهذا استمرار لمعاناة المسلمين، وتكسب ومزايدة في القضية الفلسطينية نحن في غنى عنها».
وعما يستدل به من وقائع حصلت في عهد الصحابة رضوان الله عليهم في اقتحام صفوف المشركين، أكد الجيران أن «هذه لها شروط وضوابط ذكرها أهل العلم في فتاواهم مفصلة، وهذه الشروط غير موجودة الآن في واقعنا المعاصر». وذكر أن «من هذه الشروط والضوابط أن يكون للمسلمين راية واحدة و زعيم واحد، أما الآن فالقضية الفلسطينية مفرقة بين رايات وزعماء عدة، (وكل يدَّعي وصلاً بليلى)».
في المقابل، رأى الكاتب في جريدة «الراي» عبدالعزيز الفضلي أنه «من خلال متابعة الشأن الفلسطيني، فأعتقد أن هذه العمليات هي أحد الخيارات المتاحة للفلسطينيين لمقاومة المحتل».
وأشار إلى أن «هؤلاء الشباب يعيشون جواً من قهر الاحتلال، كما أن بيئة أهل فلسطين تشجع على مناكفة العدو، ومواجهته بكل وسيلة ممكنة»، مبينا أن «هؤلاء الشباب متأثرون بهذا الجو الجهادي».
وأضاف «أعتقد أن عمليات الطعن تؤذي العدو، بدلالة قيامه بقتل منفذي الطعن ورميهم بالرصاص حتى لو ألقوا الآلة التي بيدهم وكذلك لو أصابوا أحد المهاجمين فإنهم يتركونه ينزف حتى الوفاة، ولا يقومون بإسعافه».
ورأى الفضلي أن «أكثر من يحكم على مشروعية عمليات الطعن من عدمها هم علماء أهل فلسطين، فهم أدرى من غيرهم»، مردفا «لم أسمع أو أقرأ أن عالماً معتبراً من علماء أهل فلسطين قد دان هذه العمليات، بل أقرأ تشجيعهم لها وثناءهم عليها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي