No Script

«الراي» استطلعت آراءهم حول مفهومها العام

الصداقة في عيون الفنانين... صدق ووفاء وإخلاص

تصغير
تكبير
  • • هيفاء عادل: زميلي في العمل هو أخي وصديقي الذي سيقف إلى جانبي... «لو طحت راح أقول أخي» 
  • • هند البلوشي:  الصديق الحقيقي هو الذي تجده بجانبك إذا وقعت في بلاء أو مصيبة 
  • • سناء القطان: لا أتحمّل غيرة النساء... أفضل علاقات الصداقة وأنفعها مع الرجال 
  • • ليلى عبدالله: انتقاء الصديق بالصورة الخاطئة يجعل البعض يعتقد أنها غير موجودة 
  • • سعود بوشهري:  الصداقة أساس التواجد... وخُلِقنا لنتواصل 
  • • عبدالله بهمن: مؤمن جداً بالصداقة التي تكون بين الرجل والمرأة في حدود الاحترام والأخوة 
  • • ريم أرحمة: الصديق يجب أن يكون صادقاً ووفياً ومعطاء

كم جميل أن تمتلك صديقاً وفياً يقف إلى جانبك وتجده إلى يمناك كلما انحنى ظهرك أو انكسرت أو احتجت شيئاً... يساعدك ويعاونك، يكون معك في الأحزان قبل الأفراح، لا يأتيك وقت المصلحة ومن ثم يختفي بحجة أنه مشغول ولا يمتلك الوقت.
وكما قال المتنبي:
أصادق نفس المرء قبل جسمه


وأعرفها في فعله والتكلم
وأحلم عن خلّي وأعلم أنه
متى أجزه حِلماً على الجهل يندم
لكن مفهوم الصداقة تغيّر لدى الكثيرين هذه الأيام، والغالبية منهم باتوا يستخدمونه من أجل قضاء حوائجهم فقط، ومن ثم يتوارون على حسب المزاج، متناسين أن الصداقة تمثل القيم الإنسانية والمجتمعية، وأنها تمنح الدفء والشعور بالمحبة والاستقرار أيضاً.
«الراي»، استطلعت آراء عدد من الفنانين تم اختيارهم بشكل عشوائي، مسلطة الضوء بشكل أعمق عن هذا المفهوم الذي تندرج تحت طياته الكثير من الصفات الحميدة، من خلال سؤالهم عن مفهوم الصداقة لديهم ومن الذي يستحق هذا اللقب فعلاً، وهل ما زالت موجودة بمفهومها الصادق في زمننا أم لا، وأيضاً عن اقتناعهم بالصداقة بين الرجل والمرأة.
البداية كانت مع الفنانة هند البلوشي، التي قالت: «الصداقة قبل أن تكون مفهوماً هي إحساس وشعور يولد بين شخصين وجدا ما يربطهما ببعضهما، ويتفقان به من صفات مشتركة أو أي نوع من المواقف التي يقوم على أساسها الصدق والإخلاص والوفاء والوجود والاحتواء والمواقف المتبادلة التي توطد العلاقة والمشاركة في الأحزان والأفراح والثقة المتبادلة».
وأضافت «كل تلك الأشياء تولد مع ولادة رغبة حقيقية في تلك العلاقة الخالية من المصالح غير الشريفة أو تحقيق الأغراض والرغبات الشخصية، لذلك لو تعاملنا مع الصداقة على أنها مشاعر وعواطف وأحاسيس، وليس مفهوماً وشيئاً مفروضاً، لاستطعنا امتلاك العديد من الصداقات الدائمة والعلاقات الوطيدة».
وتابعت البلوشي: «الصديق الحقيقي هو من إذا وقعت في بلاء أو مصيبة أو مرض وجدته جانبك، وإن لم يتواجد لم يحرمك من الدعاء والمؤازرة... من إذا فرحت وجدته يفرح لفرحك متمنياً لك التوفيق، من يأخذك إلى عالم الإيجابيات والتفاؤل لا إلى عالم التشاؤم والسلبيات ليؤخرك عن النجاح. لكن هذه الصداقة الحقيقية في زمننا باتت نادرة. وشخصياً، أؤمن بصداقة الرجل والمرأة لاختلاف النوع، ما يؤدي إلى اختلاف الفكر الذي يوصلنا إلى الاتفاق وخلو العلاقة من الغيرة».
أما الفنانة هيفاء عادل، فقالت: «الصداقة كلمة ليست بسيطة، بل تحمل معنى كبيراً جداً، وقد لمست وجودها في الزمن الجميل. أما اليوم مع الأسف، باتت نادرة، لكن ليست معدومة، إلى جانب أنها أصبحت معتمدة على المصالح بشكل كبير، متناسين أن الصداقة شيء كبير. فالصديق الحقيقي من وجهة نظري هو الذي تجده إلى جانبك في وقت الضيق، هو المخلص والوفي في جميع الأزمات (بالحلوة والمرّة)، الصديق الذي يستحق هذا اللقب ليس الذي يكون معك عندما تكون بكامل صحتك وعافيتك وامتلاكك للمال (أبداً مو جذي الصداقة)، بل على العكس هو الذي تراه أول من يواسيك ويفرح لفرحك، هو الذي إن نظرت إلى عينيه عرفت ما به من ألم».
وأكملت: «في كل مجال عمل بالحياة هناك الزميل والزميلة اللذان نعتبرهما صديقين لنا، وهذه الصداقة تكون مبنية على الأخوة والاحترام المبتادل. فزميلي في العمل هو أخي وصديقي الذي سيقف إلى جانبي (لو طحت راح أقول أخي). والعكس أيضاً صحيح، عندما أقف إلى جانبه، لكن مع الأسف هناك بعض العقول الرجعية التي تفسّر كلمة الصداقة بين الرجل والمرأة على أنها شيء كبير، ويفسرونها كما يشتهون. لذلك، أتمنى أن تصبح النفوس نقية خالية من الحقد والحسد والغيرة لنحصل على الصداقة الحقيقية».
من جانبها، قالت الفنانة سناء القطان: «ليس كل شخص نتعرف إليه يستحق أن نسميه صديقاً، لأنها كلمة كبيرة نمنحها لمن يكون صادقاً بمشاعره وكل شيء بعيد عن المصالح، كما أن الصديق يجب ألا يكون مثل الظلال يظهر مع وجود النور ويختفي في الظلام، بل أن يكون حاضراً في حال استدعت الحاجة إليه».
وتابعت: «في وقتنا الحالي أنصح كل شخص يمتلك صديقاً وفياً أن يتمسك به وألا يفرط بهذه النعمة التي لديه، لأننا فعلاً أصبحنا نعيش في زمن غاب فيه مفهوم الصداقة. وبالنسبة إليّ، أفضل علاقاتي كأصدقاء وأنفعهم تكون مع الرجال، إذ إنني لا أتحمّل غيرة النساء ولا أستطيع التعامل معهن من شدة حسدهن وغيرتهن».
أما الفنان سعود بوشهري، فقال: «رب أخ لك لم تلده أمك، وبالنسبة إليّ فإن الصداقة هي أساس التواجد لأننا خلقنا كي نتواصل في ما بيننا، وهذا التواصل من شأنه أن يخلق الصداقات. والشخص الذي يستحق أن نطلق عليه لقب الصديق، هو ذلك الذي يتمنى لك الخير مثلما يتمناه لنفسه، والذي تجده أوائل الموجودين حولك في الأفراح والأحزان والضيقة وفي المواقف الشدائد، والذي لا يجحد ولا ينكر الجميل بتاتاً».
وتابع: «البعض يعتقد أن مفهوم الصداقة قد اختفى وولى في زمننا الحالي، لكنني أنظر إلى الأمر من الناحية الإيجابية دائماً وأقول (لو خليت خربت)، لذلك فالصديق الوفي ما زال موجوداً، ومن يمتلكه فليتمسك به جيداً. أما بالنسبة إلى صداقة الرجل والمرأة، فأنا أؤمن بها، لكن أن تكون وفق حدود الدين والعادات والتقاليد».
بدورها، قالت الفنانة ليلى عبدالله: «بالمختصر الشديد مفهوم الصداقة بالنسبة إليّ مرتبط بالشخص الذي لا يعرفني لأجل مصلحة معينة وأن يكون صادقاً ووفياً معي في كل شيء، وأن يفرح لفرحي مسانداً لي في نجاحاتي من دون حسد، وأجرده من اللقب بكل سهولة عندما يفشي الأسرار ويخون الأمانة، ولا يهتم باهتماماتي ومشاعري».
 وتابعت: «الصداقة لم تختفِ، لكن انتقاء الصديق بالصورة الخاطئة هي من تجعل البعض يعتقد أنها غير موجودة، وبالنسبة إليّ منذ أيام الطفولة إلى اليوم وأنا أمتلك ثلاث صديقات مقربات مني جداً».
وعن الصداقة بين الرجل والمرأة، قالت: «هذه الصداقة هي الأقوى، وأقيس الأمر على نفسي بحكم أنني فتاة لبنانية تربيت في مجتمع منحني حرية الاختلاط منذ الصغر مع الأطفال في المدرسة حتى كوّنت صداقات وعرفت معناها الحقيقي، وعندما جئت إلى الكويت استمررت في تكوين هذا النوع من الصداقات التي فيها كمّ من الاختلاف بالاهتمامات والتفكير».
الفنان عبدالله بهمن، رأى ان: «الصديق يكون دائماً أقرب من الأخ والأهل، ومن الممكن أن تأتمنه على أسرارك لأنه أمين ومخلص ومحط ثقة. الصديق هو الظهر والسند والذراع الأيمن في كل شيء، وهو الشخص الذي من الممكن أن يضحي لأجلك، والعكس صحيح».
وأضاف «شخصياً أرى أن من يستحق هذا اللقب فعلياً هو الذي يقول (أخ) قبل أن تنطق بها، ويتجرد من ذلك كله بمجرد أن تصبح أسرارك عرضة للتفشي بين الناس، لأنه مع زوال الثقة وخيانة الأمانة ينتهي معها كل شيء».
وأردف بهمن: «الصداقة ما زالت موجودة إلى يومنا الحالي وهناك أصدقاء نعتز ونفتخر بهم، وبمعنى أصح يمكنني القول إنها قلّت مع كثرة المصالح بين البشر. أما في ما يخصّ الصداقة بين الرجل والمرأة، فأنا مؤمن بها جداً في حدود الاحترام والأخوة، وفي أحيان كثيرة أرى أنها أفضل في ظل وجود صديقة أقرب من الجميع تفهمك وتشعر بك».
أما الفنانة ريم ارحمة، فقالت: «لن أطيل في كلامي بهذ الشأن، لكن كلمة صديق جداً صعبة ولا يستحقها أي شخص في زمننا الحالي. وبالنسبة إليّ، عندما أسميّ شخصاً ما صديقاً، حينها يجب عليه أن يكون صادقاً، وفياً، مضحياً، معطاء، وأن يخاف عليّ ويحبني. لذلك، عندما أعطي الطرف الآخر كل ذلك، وهو بالمقابل لا يبادلني الأمر ذاته، حينها باستطاعتي أن أعيده إلى مكانه وحجمه الطبيعي بعيداً عن حياتي. وشخصياً، كنت أمتلك صداقات عديدة (وايد مقربين مني)، لكنني أعدتهم إلى نقطة البداية من حيث بدأنا لأسباب مختلفة، منها عدم التوافق أو التناسب أو أنني لم أجدهم إلى جانبي عندما كنت بحاجتهم، ناهيك عن الذي يقوم بفضح صديقه حتى لو كان خاطئاً (هذا كلش مو صديق)، فالصداقة أرى أنها تحتاج تقريباً إلى خمسة أو ستة عوامل لتنجح، وفي حال فقدانها لن تتكون الصداقة. وعلى الصعيد الشخصي، لا أختلف مع أي صديق، لكنني أنسحب بهدوء (ما أحتاج الصديق اللي مثل الظل، بالشمس معاي، وبالظلام يختفي)».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي